سلسلة معجزة الصيام فى ألعالمين(4)
لن يخفق ألمخلصين أبداً
دائماً يكون ألحرص هو ألمنبع ألأساسي
ألذي يتحرك من خلاله كل مؤمن صادق صدوق يخاف الله ويخشاه فى كل شيء
وهو ألذي يقوده كذلك دائماً إلى إستنباط ألحقائق ألدامغة
وإستخراجها من بين ركام الجهالة ودحض المبطلون ،وكلمات أقوال ألرسول صلى الله عليه وسلم تقودنا إلى كنوز من ألمعرفة والعلم مايتعلم منه أفذاذ العلماء والمفكرين ،وعلى سبيل ألمثال
لا ألحصر قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم بلغنا رمضان ) فهذه دعوة تمر على كثير منا أنها دعوة كمثل أي دعاء مأثور ولكنها في الحقيقة ليست كذلك وإنما هي دعوة تنم على ألرجاء
والرغبة ألشديدة في ألوصول إلى هدف عظيم يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تعمقنا في ألتفكر قليلا لوجدنا أن ألرسول يشير بدعوته هذه إلى كنز ألكنوز كلها لخير صيام لخير أمة
أخرجت للناس لميقات نزول ألقرآن جملة واحدة من اللوح ألمحفوظ إلى سماء ألدنيا فقال تعالى (شَهْرُ رَمَضَان ألذي أنْزِلَ فِيه ألقرآن )
فشدة شغف ألرسول وتمنيه أن يبلغه ربه هذا ألشهر فيه تنبيه عظيم للناس لمكان كنز عظيم يشتاق الرسول نفسه إلى الوصول إليه لما فيه من عظائم ثواب ألأعمال وإشارة لعظمة
(ذَلكَ ألكتَابَ لارَيْبَ فِيهِ )
والذي يقرأه كمتدبر أتحدى أن لاتزرف ألدموع من عيناه لشدة مافيه من بلاغات عدديه وعلمية وتشريعية ولغوية ،إنه فيض عظيم من بحار ألعلم وألتى قهرت كل تخمينات المكذبين والعلماء
الملحدين ومنهم من أشهر إسلامه وكذلك تدعونا تلك ألدعوة للتأمل وألنظر لما في هذا ألشهر من فضائل ألأعمال والأقوال وكلنا يعرف ذلك من ألكم ألهائل من تراث رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو أحاديثه ألنبوية الصحيحة وألتى من ألواجب على كل مسلم حر ألحرص على ألتأكد من صحتها فقد أعمتنا ألإسرائيليات زيفا وتهويلا ،ولقد سخر لنا الله ألكريم سبحانه وتعالى كل
مافى الوجود وجعلها لنا نعما عظيمة فمثلا أشار الله سبحانه وتعالى إشارة سريعة ولكنها عظيمة في ألمغزى والمعنى فقال سبحانه وتعالى في سورة الرحمن
(وَاْلْنَّجْمُ وَاْلشَّجَرُ يَسْجُدَان )
فلم نسأل أنفسنا لماذا ربط الله سبحانه وتعالى سجود ألنجم وهو مصدرا هائلا للنار والحرارة بسجود ألشجر وهو مصدر نبات لا إرتباط له بسجود ألنجم ،لقد أثبتت ألعلوم براعة ألوصف
ألإلهي وارتباط ألنجم بالشجر فالنجم يشع الحرارة على الأرض بواسطة الشمس فهي اقرب نجم متوسط إلى الأرض ومن هذه الحرارة تسير الحياة وكلنا يعلم ذلك فجو ألأرض يحتوى على غاز
ألنيتروجين وهو غاز ثابت لوجود رابطه ثلاثية قويه بين ذرتيه فى جزيئه وبالتالى فهو قليل ألنشاط ألكيميائي مقارنه بالأكسجين وهو يمثل نسبة كبيرة من حجم الغلاف الجوى لكى يقلل من
قدرة ألأكسجين على ألمساعدة على ألاشتعال لأنه لو كان كل ألهواء أكسجين لأشتعلت ألحرائق بسهولة ولكن الله العظيم ربط توازن التركيبات ألكيميائية والغازية فشعاع الشمس يغذى الغلاف
الجوى بما يحتاجه من غازات ضرورية لحياة الكائنات ألحية على سطح ألأرض وحتى تسير ألحياة مهيأة لمعيشة الإنسان على ألأرض يقوم النبات بعملية ألتمثيل الضوئى ليلا فيمتص غاز
ثانى أكسيد ألكربون ويزفر ألأكسجين لتصبح معادلة دقيقه تمر علينا مر الكرام ولم تحظى منا بأي إهتمام إلا لمن تدبر قراءة القرآن وقرأه قراءة خاشعة متدبرة ليحظى بكنوز علمه ألتى
لاتنضب أبدا فالنجم يؤدى أمر ألله ويعتبر هذا سجودا وطاعة والشجر يؤدى امر الله ويعتبر هذا سجودا وطاعة أيضا وبمزيج طاعة الإثنين يعيش الإنسان على كرم فضل ألله فلماذا نعصيه ولماذا
لم نتدبر فضل هذه ألدعوة المباركة العظيمه فقد ثبت العلم أن ألنباتات ليست كائنات غبيه وذكاؤها يكمن فى جذورها فقد إكتشف العلماء مؤخرا نوع من مراكز ألتحكم داخل ألجذور يعمل
بطريقة مشابهة للجهاز ألعصبى ألحيواني وينقل ألبيانات عبر إشارات كهربائيه تتحرك بين ألجذور وألسيقان وأنها قادرة على إتخاذ ألقرارات وكل هذا يدل على الوحدانية وقد أشار إليها
ألقرآن فى بلاغة رائعة فقال سبحانه وتعالى
(تُسَبِّحُ لَهُ اْلْسَّمواتُ اْلسّبعُ وَاْلأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإن مِّن شَىءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلكن لا تَفْقََهُونَ تَسْبِيحَهُم إنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفوراً )آية 44 من سورة ألإسراء
ومادام سباق ألتسبيح قائما إلى يوم ألقيامة فقال تعالى
(وَفى ذلكَ فَلْيَتَنَافَس ألمُتَنَافِسُون )
وكل أمة وكل طائفة وكل كائن يسبح الله على طريقته فهو يؤدى فريضة الصوم كذلك على طريقته التى لايعلمها إلا الله وحده ولمن شاء من عباده فعلينا أن نتقن صيامنا لذلك أخي فأعلم أن للصوم ثلاثة مراتب
-1-صوم ألعموم:وهو كف ألبطن وألفرج عن ألتمتع بالشهوات
-2-صوم ألخصوص:وهو كف ألنظر واللسان والبدن والأرجل والسمع والبصر وجميع ألجوارح عن ألذنوب
-3-صوم خصوص ألخصوص :وهو صوم ألقلب عن الرغبات ألدنيئة والأفكار ألتي تبعد صاحبها عن الله وكفه عما سوى الله تعالى وقد سمى الصيام صبرا لأن ألصبر فى كلام ألعرب (حبساً )
والصائم يحبس نفسه عن أشياء جعل الله تعالى قوام بينه وبينها لذا عينا أن نتمعن فى حديث الله القدسى
(كل عمل ابن آدم له إلا ألصوم فإنه لى وأنا أجزى به )
وكفى بهذه ألإضافة شرفاً وفضل ألصوم لمعنيين أحدهما:سر وعمل باطن لايراه ألخلق ولايدخله رياء ويعتبر قاهرا لجميع ألشهوات أما قيام الليل فهو هدية من رب العالمين للمخلصين فلقد
كشفت ألدراسات الجديدة أن ألنوم ألطويل يقصر ألعمر وبذلك يكون قيام الليل يحمى ألقائمين من خطر تعرضهن للسكته ألقلبيه وأكدت ألدراسات أن ألأستيقاظ أثناء ألليل يطيل ألعمر فيجب علينا
ونحن فى غمار نعم رمضان ان ننتهل منها بقدر إستطاعتنا فمهما طال حديثنا عن الصيام فما أوتينا من العلم إلا قليل وحتى نلتقي مع هذه ألسلسلة الرمضانية استودعكم ألله وإن كان لى فى العمر بقية.............ساديكو