رغم أنه نجم كبير ورغم الطلبات الكثيرة التي تصل
داني ألفيس من أجل إجراء حوارات إلا أنه يحاول دائما أن يلبي رغبات الجميع
ويستجيب لأكبر عدد من الطلبات، وحسب الزملاء الصحفيين البرازيليين فإنّه
أكثر لاعب متاح بالنسبة لهم. في بعض الأحيان
داني ألفيس:
وحتى لا يغضب أحدا يطلب ألفيس من
مسؤولي الإعلام على مستوى الاتحادية البرازيلية أن يبرمجوا له لقاءات مع 2
أو 3 صحفيين في وقت واحد، وبهذه الطريقة وجدنا أنفسنا مع مراسل القناة
الإذاعية الإسبانية "ألموندو ديبورتيفو" وتمكنا من محاورة أحسن مدافع أيمن
في العالم في الوقت الحالي. حاورناه في وقت كان الزملاء الصحفيون الآخرون
في الندوة الصحفية التي عقدها كل من "باتو" و"تياڤو سيلفا" وكانوا
يسألونهما عن لقاء باراغواي الذي جرى عشية أمس على الساعة 16:00 بالتوقيت
المحلي بمدينة كوردوبا. الحوار مع الفيس دام حوالي 20 دقيقة، وهو امتياز
سنعمل على طرحه أمامكم بالكامل.
سنبدأ حديثنا بموضوع بعيد عن كرة القدم، من قام بحلق شعرك بهذه الطريقة ووضع عليه هذه الصبغة البيضاء؟قمت
بحلق شعري في بلدي البرازيل قبل أن أشرع في التربص مع "السيليساو"، الحلاق
قام بعمل كبير من أجل إنهاء عمله بهذه الطريقة ونجح أخيرا في ذلك، والسبب
أنني أطلقت وعدا وها أنا أفي به.
وعد لمن؟قبل
نهائي منافسة رابطة الأبطال وعدت زملائي في برشلونة بأن اصبغ شعري بالأبيض
في حال فوزنا في النهائي الذي أقيم بملعب ويمبلي، وها أنا أفي بوعدي
تجاههم، ليس مثل بعض زملائي الذين لم يفوا بالوعود التي أطلقوها، على كل
حال هذه الحلاقة لن تدوم طويلا لأنها لا تعجبني وأجد صعوبة كبيرة في تحسين
مظهر شعري، أنا أفضل أن أقوم بحلاقة شعر عادية.
لنعد
إلى موضوع كرة القدم والحديث عن "كوبا أمريكا"، جميع المنتخبات المرشحة
لنيل اللقب بدأت المنافسة بصعوبة على غرار البرازيل والأرجنتين، بم تفسر
ذلك يا ترى؟لن أعطي تفسيرات جديدة لما وقع في بداية المنافسة،
وسأقول إنه لا توجد فرق قوية وأخرى ضعيفة، صحيح أنه من الناحية الفردية
المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني يتواجدان في مستوى أعلى، لكن من الناحية
الجماعية الأمور تعرف توازنا كبيرا منذ بضع سنوات، عندما نقول إن تعادل
البرازيل والأرجنتين مفاجأة فنحن ننقص من احترامنا لمنتخبي بوليفيا
وفنزويلا، هذان المنتخبان وعلى غرار جميع المنتخبات الأخرى بصدد العمل أكثر
فأكثر والقيام بمجهودات كبيرة، على أرضية الميدان تمكنوا من غلق المساحات
والصمود إلى آخر لحظة، والدليل على التوازن الذي أصبح موجودا بين المنتخبات
هو الفوارق الصغيرة في نتائج المباريات التي ميزت بداية البطولة، في
البرازيل ليست من عادتنا أن نرتعب بعد تسجيل نتيجة سلبية في أول مباراة،
سنلعب بقية مبارياتنا بهدوء ونضع هدف الفوز بلقب "كوبا أمريكا".
لأول مرة تلعب أساسيا في بطولة كبيرة مثل هذه، هل إزاحتك للاعب مثل مايكون يشعرك بمسؤولية أكبر؟قد
أكون أنانيا إذا قلت مثل هذا الكلام، لكنني هنا لألعب فأنا أقوم بما وسعي
القيام به في التدريبات من أجل الحفاظ دائما على مكانة أساسية في الفريق،
عندما كان مايكون الحل الأول للمدرب كنت أنتظر وصول موعد فرصتي، والآن
بعدما جاء الدور علي سأقوم بكل شيء حتى يكون للمدرب حق إشراكي أساسيا، أما
بخصوص المسؤولية فهي دائما نفسها سواء عندما تكون على مقعد البدلاء أو
أساسيا، نحن نلعب في إطار الدفاع عن ألوان قميص منتخب عريق، ومجرد حمله
يعني مسؤولية كبيرة، جميع اللاعبين المتواجدين هنا يشعرون بنفس الفخر عند
حملهم قميص المنتخب البرازيلي، وهذا لأن هناك عددا كبيرا من اللاعبين
الجيدين في البرازيل ممن يحلمون بحمل هذا القميص في مكاننا، لذلك قلت لكم
إنه من الضروري البقاء مركزين بالرغم من التعادل الذي سجلناه في أول
مباراة، علينا أن نحافظ على هدوئنا سواء فزنا أو انهزمنا.
هل تتمنى أن تحافظ على مكانتك الأساسية إلى غاية كأس العالم المقبلة في البرازيل؟بالفعل،
أنا لا أريد أن أضيع هذا المكسب لكن كأس العالم ستكون بعد 3 سنوات من
الآن، وأنا لا أريد أن أفكر في شيء لم يحن موعده بعد، اليوم هدفي هو "كوبا
أمريكا".
عندما يتطلب منكم أن تفوزوا دائما بالنتيجة والأداء، ألا يضعكم هذا أمام ضغط آخر؟مثلما
قلته لك في السابق مجرد اللعب بقميص المنتخب البرازيلي يعتبر مسؤولية
كبيرة، الجماهير في البرازيل يعتبرون أنه بمجرد اللعب بقميص البرازيل يعني
أننا سنفوز وسنقدم عروضا جميلة، لذلك ينبغي أن يكون هناك أشخاص يفكرون
بعقولهم وليس بعواطفهم، وهؤلاء الناس هم نحن اللاعبين والجهاز الفني، جميعا
نعرف بأننا مطالبون بالفوز بـ "كوبا أمريكا" لكننا ندرك بأنه علينا أن
نكون الأقوى حتى نحقق ذلك.
أمام فنزويلا لم نرك تلعب الهجوم كثيرا عكس ما تفعله مع البرصا، هل كان ذلك بطلب من المدرب؟أعتقد
أنه مجرد إحساس، هذه عبارة عن شكوك بعد نتيجة سلبية. علي أن أوضح شيئا
هاما، تلقيت تكوينا هجوميا حتى أشارك في هجمات فريقي، لكن علي أن أختار
الوقت المناسب للصعود إلى الأمام حتى أمنح الإضافة العددية في الهجوم وليس
لأنني أحب الصعود إلى الهجوم.
وماذا عن سرّ صداقتك القوية مع نيمار؟منذ
التحاقه بالمنتخب البرازيلي شعرت بأنني سأتفق معه، وهذا ما يحدث دائما
داخل جميع الفرق حيث نحس بأننا نتفاهم جيدا مع هذا أو ذاك، ولا نتفاهم مع
البعض الآخر هو مجرد إحساس، ونيمار ولد طيّب ولست الوحيد الذي أعجبت به
فجميع اللاعبين يحبونه كما أن صداقتي به تمتد إلى خارج المنتخب لأنني أعرف
أباه الذي يعتبر إنسانا متواضعا جدا.
وصلت بينكما الأمور إلى حد مطالبته بعدم الإمضاء في الريال والالتحاق بالبارصا مثلما أكدته الصحافة الإسبانية؟تريدون
رأيي الشخصي؟ صحيح أنني أريد منه اللعب في البارصا وليس في الريال لأنه
لاعب جيد وبمجرد تحوله إلى الريال سيطرح أمامنا عدة مشاكل. لكن لم يسبق لي
أن تحدثت معه حول مستقبله، لذلك كل ما تمت كتابته وتداوله في الصحافة
الإسبانية خاطئ، لو يطلب مني نصيحة أكيد أنني سأنصحه باللعب للبارصا لكن لم
يسبق وأن حدث ذلك، منذ بداية التربص ونحن لا نتكلم سوى عن المنتخب.
ألم تنصحه بالبقاء موسما آخر بالبرازيل حتى ينضج أكثر كلاعب؟لا
لم يسبق لي ذلك، لأنه وصل إلى مرحلة النضج كلاعب وهو مستعد للتحول إلى ناد
كبير في أوروبا، وهذا بفضل إمكاناته الفنية وشخصيته وهو الآن مستعد 100 من
المائة للعب في أوروبا.
ما رأيك في اللاعب ﭭونزو الذي أصبح حديث العام والخاص في البرازيل؟أعتقد
أن ﭭونزو هو زيدان البرازيل وأنا من بين الأشخاص الذين يحبون ويميلون
كثيرا إلى طريقة لعب لاعبين مثل زيدان وريكيلمي اللذين لا يفقدان أبدا
التركيز والتحكم في الأمور ويجدون حلولا في ثانية واحدة فقط وهذا ما يميزهم
عن لاعبين آخرين، وذلك ما جعل منهم أبطالا في عالم الكرة. حسب رأيي سيصبح
ﭭونزو بطلا آخر في عالم الساحرة المستديرة مثل زيدان وسيتمكن من قلب
الموازين لوحده في أي مباراة يخوضها.
هل يتميز ببرودة الأعصاب مثلما يظهر عليه؟(يضحك)،
هذا صحيح وهذا ما يمكنه من البقاء دائما هادئا رغم صغر سنه، وحتى عندما
تسخن المباراة أو يحدث فيها شجار فإن ڤونزو يبقى دائما هادئا، لذلك أظن أن
أعصابه فعلا باردة لكن من الوجهة الإيجابية وليس بالطريقة السلبية وذلك
سيساعده كثيرا.
هل أنت متفهم مع المشجعين الأرجنتينيين الذين يطالبون ميسي باللعب مثلما يلعب في البارصا؟أنا
متفهم إلى حد بعيد المناصرين الأرجنتينيين الذين يشبهون كثيرا المناصرين
البرازيليين، وأفهم مطالبتهم ميسي باللعب مثلما يفعله في ناديه برشلونة،
لكن ليو (يقصد ميسي) ينشط في سياقين مختلفين والأمور ليست متشابهة بين
البارصا والمنتخب الأرجنتيني، فمن جهة أرضية الميدان مختلفة وحتى المنافسين
مختلفون كما أن ميسي يجد دائما لاعبين أو ثلاثة يقومون بفرض رقابة لصيقة
عليه، أضف إلى ذلك أن لاعبي برشلونة معتادون كثيرا على اللعب فيما بينهم
وذلك يسهل مأمورية ميسي، لكن ورغم كل ذلك إلا أن ميسي كان أفضل لاعب أمام
بوليفيا حسب رأيي لأنني تابعت المواجهة كاملة عبر شاشة التلفزيون وذلك ما
وقفت عليه.
هل يمكنك مقارنة ميسي بنايمار؟في
الوقت الراهن ليونيل ميسي هو أفضل لاعب على وجه المعمورة ونايمار يأتي
بعده، لكن هذا الأخير يملك كل الإمكانات ليصبح مثل ميسي في الوقت القريب.
استغرقت وقتا طويلا لتتوصل إلى اتفاق مع مسيري البارصا وتجدد عقدك، هل فكرة مغادرة البارصا أثرت فيك؟ في
ذهني كانت الأمور واضحة وضوح الشمس، وكنت أمام خيارين إما أن أمدد عقدي أو
أكمل الموسم بشرف وأغادر، بعدها توصلت إلى أرضية اتفاق مع مسيري الفريق
ومددت عقدي كما أنني قررت أنني لن أغادر البارصا حتى يتم طردي من الفريق.
لكي تتنقل إلى البارصا ألححت كثيرا على مسيري ناديك السابق إشبيلية ليتركوك تغادر، هل تعتقد أن فابريڤاس مطالب بالاقتداء بك؟حسب
رأيي من الواجب على أي لاعب أن يترك فريقه بطريقة جيدة ويخرج من الباب
الواسع، خاصة إن كانت له مكانة محترمة وكان الجميع يعاملونه جيدا، لكن لاعب
كرة القدم يجب أن يلعب في النادي الذي يحب تقمص ألوانه فلا يمكن لأي مسير
أن يجبر لاعبا على البقاء مع فريق ما وهو يعلم أنه غير مرتاح ولن يكون
سعيدا، وفيما يخصني وجدت قطار البارصا بانتظاري وعرضوا علي مكانا في الدرجة
الأولى فلم يكن بإمكاني أن أرفض ذلك العرض القيم لأن مثل هذه الفرص لا
تحدث سوى مرة في العمر ويجب عدم تفويت فرصة ذهبية كهذه.
أصحيح أن حبك للبارصا منبعه ﭭوارديولا وهو من علمك إياه؟صحيح،
لأن ڤوارديولا يعلم جيدا وأفضل من أي مدرب آخر كيف يجعلك تحب ألوان
البارصا، وأؤكد لكم أنه لو طلب مني ڤوارديولا أن أقفز معه من الطابق الثالث
فسأفعل لأنني أعلم أنني عندما أصل إلى الأرض سأجد شيئا إيجابيا وإلا لما
طلب مني القفز، كما أن ڤوارديولا استطاع أن يقوي روح المجموعة وزرع الحب
بين اللاعبين والعمل على توحيدهم وإلا لما فزنا بكل تلك الألقاب والتتويجات
ولن تكون لنا الرغبة كذلك لمواصلة الظهور على أكمل وجه وحصد المزيد من
التتويجات، وأكثر من ذلك نحن مستعدون للموت في الميدان من أجله لأنه يستحق
ذلك.
غادرت فريقك السابق إشبيلية
بقوة لكنك رغم ذلك ما زالت تربطك علاقات جيدة وتحتفظ بذكريات جميلة مثل
علاقة الصداقة التي تجمعك مع المالي كانوتي...أنا في اتصال دائم
مع فريدي (يقصد كانوتي) الذي يعتبر من الأشخاص المتشبعين بالقيم والمبادئ
الإنسانية والرياضية على حد سواء وسأشتاق إليه مدى الحياة، لن أخفي عنكم
أنه كان مثلي حين مروري بإشبيلية وهذا الوشم الذي تشاهدونه هنا هو الذي
ألهمني إياه ( كشف عن الوشم " لا أحد يمكن أن يحاكمني إلا لله"، وكانوتي
بالنسبة لي مثال في السيرة الحسنة والاستقامة.
هل تفاجأت عندما ساند القضية الفلسطينية علانية؟لا
على الإطلاق، لأن كانوتي لا يحب الظلم ويدافع عن المظلومين من مختلف أنحاء
المعمورة وكان له الحق في أن يقول ما يشاء ويدلي بأفكاره ووجه نظره، كما
أنه تلقى المساندة من العديد من اللاعبين الذين ينشطون في الليڤا
الإسبانية.
مرة قال إنك تملك كل المواصفات لتكون صانع لعب، ما رأيك؟صحيح
أعلم بذلك، وهو كذلك يملك العديد من المواصفات للاعب الجيد والمثالي وأظن
أنه من بين اللاعبين القلائل القادرين على قلب الموازين لصالح فرقهم في أي
لحظة من اللحظات، وكان في العديد من المرات يمكننا من الفوز في مباريات
لوحده.
بماذا تذكرك المواجهة التي جمعت الجزائر بالبرازيل في مونبيليي؟أحتفظ
بذكريات جميلة عن تلك المواجهة التي كنت فيها من بين اللاعبين الجدد في
صفوف منتخب بلادي، وتعرفت فيها على لاعبين لم يحاولوا غلق اللعب بل اعتمدوا
على طريقة لعب حديثة وحاولوا في الشوط الأول من المواجهة أن يخلقوا لنا
صعوبات وذلك لأنهم يملكون تقنيات وفنيات كبيرة حتى طريقة لعبهم تشبه طريقة
لعبنا، وذلك ما جعل تلك المباراة جميلة وقوية من حيث العروض الكروية،
والأمر الذي لفت انتباهي في تلك المباراة هو الحضور القوي للجماهير
الجزائرية، ذلك جعلنا نشعر بأننا لا نلعب في بلد محايد بل في الجزائر،
وأعجبني كذلك أن الجزائريين كانوا يصفقون لنا عندما نقوم بأشياء جميلة وذلك
ما يظهر حبهم للبرازيل.