حلّ أمس في حدود الساعة الرابعة ونصف منتخب ليبيا
بالجزائر من أجل المباراة التي تنتظره سهرة الغد بملعب مصطفى تشاكر أمام
منتخب الجزائر
الجزائـر
لحساب إياب الدور الأخير من تصفيات
كأس إفريقيا 2013. ولقي ضيوف الجزائر ما إن حطّت أقدامهم بمطار هواري
بومدين كل الترحاب والضيافة من إخوانهم الجزائريين، سواء المسؤولين الذين
كانوا في انتظارهم أو الجماهير الجزائرية التي كانت رياضية في استقبالها
لليبيين.
بعثة من 60 فردا منهم 19 لاعباوضمت
بعثة المنتخب الليبي التي قدمت من تونس في طائرة خاصة تابعة لـ”أفريك
روايال” 60 فردا، من بينهم 19 لاعبا فقط، إذ أن عقوبة علي سلامة وإصابة بعض
اللاعبين وإحجام البعض الآخر عن المجيء فرض على أربيش التنقل بـ 19 لاعبا
فقط، فيما كان بقية الأعضاء الآخرين كلهم من الفنيين، الإداريين وأعضاء
الطاقم الطبي وبعض المرافقين والإعلاميين أيضا.
كويدر فضّل حج بيت الله والجمل ناب عنهولفت
غياب رئيس الإتحادية الليبية مفتاح كويدر الأنظار، وهو الذي وعد بالمجيء
للجزائر التي يعتبرها وكما صرح في أكثر من مرة بلده الثاني، غير أن الرجل
تعذّر عليه الأمر هذه المرة بسبب تواجده في البقاع المقدسة لأداء مناسك
الحج (فحجة مباركة له مسبقا)، وناب عن رئيس الاتحادية كويدر، عضو الاتحادية
الليبية ابراهيم الجمل الذي عُيّن رئيسا للبعثة الليبية في الجزائر.
طراوري وبن ناصر حضرا وبدآ مهمتهما مبكراوالظاهر
أن مباراة العودة بالجزائر بين “الخضر” والأشقاء الليبيين، تحظى بأهمية
أكبر من لقاء الذهاب بالدار البيضاء، لا لسبب سوى لأن الأحداث التي عرفتها
نهاية لقاء الذهاب فرضت على المراقبين والمحافظين الانطلاق في مهمتهما
مبكرا، وبالضبط من المطار، لأن محافظ اللقاء التونسي بن ناصر والمكلف
بالأمن في اللقاء أيضا، المالي جيبريل طراوري بدآ مهمتهما مبكرا ووقفا على
الطريقة التي استقبل بها المنتخب الليبي في المطار لحظة وصوله، واطمأنا
بأن ليبيا لم تأت لبلد غريب، جديد عليها، بل حلت ببلدها الثاني مثلما قال
الزوي ومعه أربيش وأحمد سعد وغيرهم.
قرباج وأعضاء الاتحادية في الاستقبال بالوردالعديد
من الوجوه البارزة كانت في انتظار الوفد الليبي لدى وصوله، وعلى رأسها
رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محفوظ قرباج الذي كان في مقدمة من
استقبلوا الوفد الليبي ما إن انفتحت باب الطائرة، حيث استقبلهم بباقة من
الورد، كما حضر إلى جانبه أعضاء بارزون آخرون في صورة رئيس رابطة الجزائر
حموم، بوبكر شنيوني، والأمين العام بوزناد، وعضو المكتب الفيدرالي الحاج
بوكاروم، دون أن ننسى العضو الفعال في المنتخب الوطني نبيل بوتنون.
ممثل السفارة الليبية جلب الورد أيضاوحتى
ممثل السفارة الليبية بالجزائر كان في الاستقبال، وأبى إلا أن يستقبل
أبناء جلدته في مطار هواري بومدين، وهو الآخر أبى إلا أن يكون كرمه وضيافته
لأبناء بلده بالطريقة التي استقبلوا بها من طرف أشقائهم الجزائريين، حيث
استقبلهم بالورد قبل أن يعدهم بالعودة لتفقد أحوالهم في الفندق.
الكلّ رحّب بهم وحتى الجماهير الجزائرية وللأمانة،
فإنّ اللّيبيين وجدوا كلّ الترحاب ما إن حطت أقدامهم أرض الوطن، لأنّ
حفاوة الإستقبال لم تقتصر على المسؤولين في المنتخب الوطني فحسب، بل أن
الجمهور الجزائري هو الآخر كان مضيافا، ورحب بهم وأكد لزملاء الزوي أن
الليبيين إخوة للجزائريين والعلاقة بين الطرفين لا يمكن أن يعكرها تصرف علي
سلامة.
مناصر قال لهم: “سنفوز عليكم بأربعة” أسكته الحضورولعل
ما يؤكد أن الجماهير كانت رائعة في استقبالها لليبيين بالمطار، هو تصرف
الجميع تجاه أحد الحاضرين ممن خاطب لاعبي ليبيا بأن الجزائر ستطيح بهم
بأربعة أهداف سهرة غد الأحد، فأسكتوه، وطلبوا منه أن يتفادى استفزازهم.
تعزيزات أمنية مشددة في المطار لضمان أمن الضيوفورغم
أن الموقف لا يحتاج إلى ذلك بما أن الأمر يتعلق ببلدين شقيقين، إلا أن ما
أفسده علي سلامة في الدار البيضاء المغربية، جعل السلطات الجزائرية تحتاط،
حيث سجلنا تعزيزات أمنية مشددة بمطار هواري بومدين منذ الساعة الثانية
زوالا لنهار أمس، فالمطار عاش حالة تأهب أمني قصوى، لضمان سلامة وأمن
الضيوف من جهة، والتصدي لأي حادث فردي من أي شخص متهوّر.
الوفد غادر محاطا بالأمن حتى وصوله إلى “شيراطون”هذا،
وغادر الليبيون سريعا المطار، بما أن السلطات سهلت إجراءات ختم جوازات
سفرهم، وكانت مغادرتهم نحو فندق “شيراطون” تحت تعزيزات أمنية مشددة، حيث
كانت الحافلة المقلة للوفد وسط شريط أمني يضمن الحماية للأشقاء... ولو أنهم
وصراحة لن يحتاجوا للحماية في بلدهم الثاني.