بعيدا عن عقلية البوسني وحيد حليلوزيتش والتي
لطالما انتقدناها في عدد من المناسبات، فإنّنا لا بدّ أن نعترف أنّ أرقامه
مع المنتخب لا علاقة لها بشخصيته الغريبة، لأنّ البوسني
المنتخب الوطني
ومن دون مجاملة أثبت حتى الآن وخلال خامس لقاء له
على العارضة الفنية، أنه يسير بالمنتخب الوطني نحو برّ الأمان، حيث حوّله
إلى منتخب يحصد الانتصار تلوى الآخر ويسجل الأهداف في كل مرة يخوض مباراة،
بعدما وجده لدى مجيئه منتخبا عاجزا حتى عن فرض التعادل على منتخب مغمور من
طينة إفريقيا الوسطى. وهي حقيقة لا بد من التنويه بها، لأن فوز الخضر على
النيجر التي قهرت مصر وأزاحتها من تصفيات كأس إفريقيا، بتعداد مبتور من عدد
كبير من الأساسيين وبثلاثية نظيفة، لا تفسير له سوى أن منتخبنا يسير في
الطريق الصحيح قبيل انطلاق تصفيات كأس العالم 2014.
فرص بالجملة ضاعت والنتيجة كادت تكون أثقلولعلّ
ما يثبت النجاعة الهجومية التي صار يتميّز بها منتخبنا مع الناخب
حليلوزيتش، هو تمكنه من توقيع ثلاثة أهداف بالرغم من الغيابات النوعية التي
عانت منها القاطرة الهجومية، في ظل غياب بودبوز، قادير، جابو وعودية مثلا،
بالرغم من أنّ البوسني استنجد بالثنائي غيلاس- جبور الذي وصل متأخرا إلى
التربص أيضا. ولم يكتف منتخبنا بالثلاثية التي وقّعها، بل بسط سيطرته على
المنافس وصنع فرصا بالجملة ضاعت، ولو سجّلت لكانت النتيجة أثقل بكثير ممّا
انتهت عليه.
جبور فكّ العقدة معه وسوداني بصم الأول وسيحسب
للبوسني بفضل الخطط الهجومية التي ينتهجها في كل اللقاءات، أنّ مهاجما من
مهاجمينا الذين لم يسجلوا منذ سنوات طردوا النحس في عهدته كمدرّب لـ
"الخضر"، ونخصّ بالذّكر هنا رفيق جبور الذي صام عن التهديف قرابة سنتين مع
المنتخب الوطني، إذ يعود آخر هدف وقّعه مع "الخضر" إلى 10 أوت من سنة 2010،
وكان ذلك في لقاء ودي أمام منتخب الغابون، وهو اللقاء الذي خسرته الجزائر
بثنائية مقابل هدف وحيد. ومنذ ذلك التاريخ لم يسجل اللاعب ولا هدفا مع
"الخضر" في كل اللقاءات التي لعبها، وها هو يطرد النحس مع حليلوزيتش بفضل
الخطة الهجومية التي ينتهجها المدرب، والتي ربما تكون قد تلاءمت مع هداف
أولمبياكوس اليوناني، نفس الشيء بالنسبة لسوداني الذي تمكن من توقيع أوّل
أهدافه مع المنتخب في عهد حليلوزيتش.
حليلوزيتش: "كان بوسعنا أن نفوز بنتيجة ثقيلة وسعيد للأداء الهجومي"وبدا
البوسني خلال الندوة الصحفية راضيا عن أداء عناصره هجوميا إذ قال: "أنا
راض عن ما قدمه اللاعبون وفخور بنوعية اللعب التي طبّقوها والفعالية التي
أبدوها في الهجوم، فقد سجلوا ثلاثة أهداف وكان بوسعهم أن يسجلوا أكثر، نعم
لقد كان بوسعنا أن نفوز بنتيجة ثقيلة على النيجر لولا الفرص الكثيرة التي
أهدرناها، ويبقى الأهم أننا فزنا وحضرنا أنفسنا بطريقة جيدة لما ينتظرنا
بداية من شهر جوان".
كوربيس: "المنتخب الجزائري سيضرب بقوة مع وحيد"وحتى
مدرب النيجر الفرنسي كوربيس لم يكف عن الثناء على الأداء الهجومي، الذي
ظهرت به العناصر الوطنية، إلى درجة أننا استغربنا من سرّ شكره وثنائه على
وحيد حليلوزيتش وأدا المنتخب الوطني طيلة الندوة الصحفية، حيث قال: "أعتقد
أن المنتخب الجزائري سيضرب بقوة مع وحيد حليلوزيتش، لأنه اليوم وبعدد من
الغيابات النوعية عن تشكيلته، تمكن من الفوز علينا بثلاثية فكيف كان سيكون
الحال لو أنه لعب بتعداد مكتمل، لقد أعجبت بالمستوى الفني الذي أظهرته
الجزائر اليوم لاسيما من الناحية الهجومية، وأهنئ زميلي وحيد والجزائريين
على فوزهم وعلى هذا المستوى الذي يوحي بأن الجزائر ستذهب بعيدا في تصفياتها
المقبلة".
حليلوزيتش فاز في أربعة لقاءات وسجل على كل المنتخبات التي واجههاوفضلا
عن ما قاله كوربيس بخصوص المنتخب الجزائي في عهد المدرب حليلوزيتش، فإن
الأرقام تتحدث عن الحصيلة الإيجابية لهذا المدرب الذي أشرف حتى الآن على
منتخبنا الوطني في خامس لقاء، فاز المنتخب فيها بأربعة لقاءات على كل من
إفريقيا الوسطى (2- 0)، تونس (1- 0)، غامبيا (2-1 ) والنيجر مؤخرا بثلاثية
نظيفة، وتعادل إيجابيا في تانزانيا بهدف في كل شبكة. ويحسب له أيضا أن
منتخبنا الوطني سجّل في كل المباريات التي لعبها تحت إشرافه، ففي تانزانيا
عاد وعدّل النتيجة بعدما كان منهزما، وفي غامبيا تدارك تخلفه في المرحلة
الثانية ووقع ثنائية في المرحلة الثانية، وأمام تونس سجل الهجوم أيضا، وها
هو أمام النجير يسجل ثلاثية نظيفة، وهي حصيلة جيدة تقطع الشك باليقين
وتؤكّد أنّ المنتخب الوطني صارت له نزعة هجومية في عهد البوسني، في انتظار
التأكيد مجددا في لقاءات رواندا، مالي وغامبيا بداية من السبت المقبل.