حاولنا بعد التصريحات التي أدلى بها المدرب
الوطني "وحيد حليلوزيتش" من جديد حول الدولي كريم زياني في آخر ندوة صحفية
له، أن نأخذ انطباع هذا الأخير
زياني
وأن نستفسره حول ما إذا كان مقتنعا
بما قاله مدرب "الخضر" وما إذا كان يقبل بكرسي الاحتياط إن هو استدعي إلى
صفوف المنتخب يوما ما، غير أننا لم نتمكن من الحديث إلى زياني، الذي كشف
لنا أحد مقرّبيه أنّه يفضل التزام الصمت عوض الإدلاء بتصريحات قد تحسب
عليه، أو قد يتهم على إثرها بأنه يعمل على زعزعة استقرار المنتخب الوطني
الذي يسير في الطريق الصحيح منذ إشراف البوسني على عارضته الفنية.
يرفض الردّ بما قد لا يعجب "حليلوزيتش"وفضلا
على أن زياني رفض الردّ على ما قاله "حليلوزيتش" حتى لا يحسب ما يقوله
عنه، فإن اللاعب وحسب مقربيه تحاشى الردّ على ذلك الكلام حتى لا يقول ما قد
لا يعجب البوسني، لاسيما بخصوص النقطة التي ركّز عليها المدرب السابق
لمنتخب "الفيلة"، عندما أكد أنه لا يرغب في رؤية لاعب كبير من طينة زياني
على مقعد البدلاء، في وقت يرى زياني حسب مقربيه أن كبار اللاعبين في العالم
أحيلوا على مقعد البدلاء قبيل اعتزالهم ما عدا هو، حيث أحيل على التقاعد
مباشرة بعدما كان أساسيا، وهي النقطة التي أثرت في نفسيته كثيرا، لاسيما
أنه لا يزال قادرا على العطاء للمنتخب بفضل خبرته.
يفضل أن يحترم القرار ويترك مكانه نظيفاويرفض
زياني أن يدلي بأي تصريحات قد يقلل من خلالها قيمة المنتخب ومن قيمة العمل
الذي يقوم به المدرب الجديد، فمصادرنا أكدت لنا أنه ومباشرة بعد الإطلاع
على ما قاله البوسني، أكد أنه سيبقى يحترم قرارات المدرب مهما كانت، حتى
وإن كان قد لمّح إلى استبعاده النهائي من صفوف المنتخب الوطني، وأنه في ظلّ
صمته هذا سيترك مكانه نظيفا بعدما خدم المنتخب طيلة عشر سنوات كاملة ساهم
خلالها في إنجازات "الخضر" الكثيرة، وأبرزها مساهمته في الوصول إلى نهائيات
كأس العالم 2014.
جاهز لأي استدعاء يتلقاه وفي أيّ لحظةورغم
أن "حليلوزيتش" لمّح إلى استحالة استدعاء زياني وإحالته على مقعد البدلاء
مستقبلا، ورغم أن مصادرنا الخاصة أكدت لنا أن زياني لن يكون له مكان في
المنتخب مع "حليلوزيتش"، إلا أن اللاعب وحسب مقرّبيه دوما، أكد جاهزيته
لتلبية دعوة المنتخب في أيّ لحظة يتم اللجوء فيها إليه، لأنه لا يمكنه أن
يعطي ظهره لمنتخب بلاده مهما همّش دون أسباب مقنعة، حتى لو كان ذلك من أجل
أن يبقى في المدرجات أو على كرسي البدلاء، وهو ما يثبت أن زياني يحبّ
الجزائر ليس كأولئك الذين حدّثنا عنهم "حليلوزيتش" في ندوته الصحفية، وقال
إنهم يشترطون أن يكونوا أساسيين حتى يلبّوا دعوة المنتخب.
الذين ينتقدون المدرّبين مثل جبور هم من يعودونويبقى
"حليلوزيتش" صاحب القرار الأول والأخير في مثل هذه الأمور، ونبقى مع زياني
مجبرين على احترامها لاسيما أن البوسني يحقق نتائج جيدة منذ قدومه، غير أن
ما قد يوصف بسياسة "الكيل بمكيالين"، هو أن هناك لاعبين لا يسجّلون ولا
يعطون شيئا للمنتخب، بل وينتقدون مدرّبيهم عبر صفحات الجرائد في صورة رفيق
جبور، الذي انتقد "الشيخ سعدان" مؤخرا، لكنهم ومع ذلك يحافظون على أماكنهم
ضمن تعداد المنتخب (جبور يعود في تربص ماي)، غير أن الذين يلتزمون الصمت
ويبدون احتراما لقرارات المدرب ويؤدون ما عليهم فوق الميدان، يتمّ تهميشهم.