هل ستكون مباراة ليبيا مناسبة لعودة كريم زياني
إلى “الخضر”؟ سؤال لا يعرف إجابته سوى النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي
رغم الغموض الذي يكتنف هذا الموضوع إلا أنه يريد صدقاً الاستعانة بخدماته،
بمناسبة مباراة يوم 9 سبتمبر المقبل في الدار البيضاء المغربية..
المنتخب الوطني
خاصة في ظل تقلص الخيارات المتاحة
في وسط الميدان تزامنا مع تراجع أداء بعض اللاعبين المحترفين، وتأكيدا لهذا
الاهتمام كشف لنا مصدر موثوق أمس أن مساعد حليلوزيتش نور الدين قريشي اتصل
بـ زياني هاتفيا قبل 48 ساعة، من أجل جس نبضه ومعرفة ما يفكر فيه القائد
السابق لـ “الخضر”، وماذا عن لياقته البدنية حاليا مع ناديه القطري الجيش،
والأهم من هذا وذاك معرفة تصوره عن المنتخب الوطني.
أول مرة يتصل به عضو من الطاقم الفني منذ عاموكانت
المرة الأولى أول أمس تلك التي يتصل عضو من الطاقم الفني بـ كريم زياني،
الغائب مباراة عن مباريات “الخضر” منذ لقاء تنزانيا يوم 3 سبتمبر 2011 وهي
المباراة الأولى للناخب حليلوزيتش على رأس “الخضر”، حيث شارك أساسيا ثم خرج
في الشوط الثاني تاركا شارة القائد لزميله مجيد بوڤرة قبل أن يغادر
المنتخب بشكل كلي، حيث قرر حليلوزيتش استبعاده في التربص الموالي بحجة أنه
غير جاهز (وقتها كان قد استرد عافيته من إصابة تعرض لها) ثم أقصاه نهائيا،
ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أي مؤشر إلى غاية اتصال قريشي بإشارة من حليلوزيتش
بلاعب “الجيش” القطري، الذي يغادر اليوم الدوحة القطرية رفقة فريقه، للشروع
في تربص تحضيري بسويسرا استعدادا لانطلاق “دوري النجوم” يوم 15 سبتمبر
المقبل.
أكد أنه جاهز وتحت تصرف الجزائر في أي وقتوحسب
مصدرنا فإن كريم زياني كان واضحا في إجابته، وأكد أنه يحضر بجدية لما
ينتظره في بداية الموسم، وأكثر من ذلك قال إنه جاهز وتحت تصرف المنتخب
الوطني وفي الوقت الذي يشاء الناخب، واتخذ زياني موقفا مشرفا منذ إبعاده
الغامض ولم يدل بأي تصريحات ضد خيارات حليلوزيتش ما أكسبه احتراما، رغم
محاولات الصحفيين في كل مرة جره إلى معرفة موقفه من وجوده على الهامش منذ
عام من تعيين الفرانكو بوسني، رغم مستواه الجيد في قطر الذي رشحه لأن يكون
أحد أفضل لاعبي الدوري ككل، وكانت المرة الأخيرة مع الموقع الإلكتروني
القطري “ستاد الدوحة”، حيث طلب من محاوريه ألا يسألوه عن المنتخب الوطني
تفاديا منه لأي حرج.
حليلوزيتش إن أعاده سيؤكد ما صرح به من قبل أنه “مبعد لأسباب رياضية” عودة
زياني التي باتت ممكنة بالنظر إلى أسباب سنسردها إن تمت، فستعطي الحق لـ
حليلوزيتش الذي بقي يؤكد أنه أبعده لأسباب رياضية وليس لشيء آخر، حيث هناك
من خمّن أن زياني كان يقود تكتلا في “الخضر” ولهذا أقصي، وهناك من يرى أنه
هو الذي قاد حركة الاعتزالات وسط المنتخب والتي أدت إلى رحيل عنتر يحيى
ومطمور وهناك من يعتقد أشياءً أخرى، وفي ظل هذه الشائعات تمسك حليلوزيتش
بموقفه أن زياني مبعد لأسباب رياضية ولأنه يفضل عليه لاعبين آخرين، وإن حصل
أن أعاده سيكون ذلك دليلا على أنه لا مشكلة له مع زياني، وأن كل ما في
الأخير خيارات رياضية لا أكثر ولا أقل، وهو الذي رفض غلق الباب في وجه صاحب
62 مشاركة دولية مع “الخضر” و5 أهداف.
عودته ممكنة جدا في ظل تراجع لياقة قادير، بودبوز و اعتزال مطموروللتأكيد
أن إبعاده كان رياضيا فإن حليلوزيتش يفكر في إعادته، لأن المعطيات التي
جعلته يبعده في وقت ما تغيرت، والأمر هنا يتعلق باللاعبين الذين كان يفضلهم
عليه في وسط الميدان في الجهة اليمنى حيث تراجعت لياقة أغلبهم، وكان جواب
حليلوزيتش عن موضوع إبعاد زياني دائما أنه يملك فغولي، قادير، بودبوز
ومطمور، ولكن بإلقاء نظرة بسيطة نجد أن الوحيد “اللي يملى العين” كما يقال
في هذه الفترة هو فغولي، في حين قادير فقد الثقة ولم يعد يلعب أساسيا في
“فالونسيان”، بودبوز شارك لأول مرة أمام مرسيليا وهو متأخر قليلا من
الناحية البدنية في حين مطمور اعتزل، كل هؤلاء يقلقون حليلوزيتش الذي يفكر
في الاستعانة بـ زياني الذي يملك الخبرة.
في غياب بوڤرة، المنتخب سيكون بحاجة إلى لاعبين معتادين على الضغوطوسبق
لـ حليلوزيتش أن قال إنه لا يرضي أن يترك زياني على كرسي الاحتياط، ما
يجرنا إلى التساؤل إذا كان سيفعل ذلك إن أعاده أم سيمنحه كل الثقة ليكون
أساسيا رفقة فغولي في وسط الميدان، كما يبقى السؤال المطروح إذا كان
حليلوزيتش في ظل غياب بوڤرة المحتمل جدا عن مباراة ليبيا (لن يجهز بدنيا
للمباراة حتى إن تجاوز صحيا إصابته)، وبحثه عن لاعبين يملكون الخبرة
ومعتادين على تقاسم الضغط معه، خاصة أنه اقتنع أن مباراة ليبيا تحتاج إلى
لاعبين من هذا النوع، وهو سؤال سيجيب عنه حليلوزيتش في القائمة التي يتوقع
أن يعلن عنها بعد أيام قليلة، والتي إن حملت اسم زياني فستكون عودة من
الباب الواسع دون شك، وإن لم تحمل اسمه فيكفيه أن حليلوزيتش يفكر فيه ويريد
الاستعانة به، وهذا مؤشر يوحي أنه لم يقص من حسابات “الخضر” ويثبت أنه
قادر على العودة في وقت لاحق.