وفى المدرب الوطني حليلوزيتش بوعده بالعودة
بنتيجة من غامبيا في ثاني خرجة رسمية للمدرب البوسني خارج الديار، حيث أصر
خليفة بن شيخة على طرد شبح الخسارة في غامبيا وتعويد لاعبيه على اللعب من
أجل الفوز خارج الديار وهي الثقافة التي بدأت تتجسّد عند اللاعبين..
المنتخب الوطني
الذين وعلى غير العادة تمكنوا من
السيطرة والتحكم في الكرة منذ انطلاق المباراة وكان الضغط على مرمى المنافس
طيلة المباراة وهو ما يعكس الحس الهجومي للمدرب الوطني الذي اعتمد في
مباراة أول أمس على كل من مطمور وعودية في الخط الأمامي بمساعدة الثنائي
فغولي - قادير الذي شكل خطرا على دفاع المنافس طيلة 90 دقيقة كاملة.
سيناريو تانزانيا يتكرّر في “بانجول“ تحقيق
حليلوزيتش لفوز تاريخي في غامبيا جاء ثمرة تفضيله اللعب الهجومي منذ توليه
العارضة الفنية لـ”الخضر“، حيث تمكن المدرب السابق للفيلة من تحقيق ثالث
فوز له من أصل أربع مباريات مع “الخضر“ بين رسمية وودية، حيث سجل المهاجمون
خمسة أهداف أمام تانزانيا، إفريقيا الوسطى، تونس وديا وغامبيا، مقابل
هدفين سجلا على مبولحي في دار السلام وغامبيا. وقد تمكن حليلوزيتش من قلب
موازين مباراة أول أمس في بداية الشوط الثاني، حيث كانت لمسته واضحة في
المباراة وتوجيهاته ساهمت في معادلة النتيجة كما كان الحال في مباراة دار
السلام بل تمكن فغولي من إهداء “الخضر“ أول فوز في “بانجول“ بفضل الحس
الهجومي لأشبال حليلوزيتش.
الدفـــاع والهجـــــوم مسؤوليـة الجميــعكما
كشفت مباراة غامبيا عدة نقاط إيجابية منها الروح القتالية للاعبين
ومجهودهم البدني طيلة المباراة، حيت لم نشاهد أي لاعب في حالة “ستاتيك“ في
منصبه، بل ساهم المهاجمون في استرجاع الكرة كما دعّم المدافعون الهجوم
بدليل أن هدف التعادل جاء من لاعب المحور عنتر يحيى الذي كان يساعد رفاقه
رفقة بوڤرة في الكرات الثابتة التي أثمرت هدف التعادل في بداية الشوط
الثاني.
حليلوزيـــتش وُفــق فـــي توظيف الثلاثي الجديد عرفت
مباراة غامبيا مراهنة المدرب الوطني على ثلاثة لاعبين أساسيين يشاركون
لأول مرة في التعداد، ويتعلق الأمر بكل من المدافع كادامورو، فغولي وعودية
الثلاثي الذي قدم مردودا مقبولا وأصاب المدرب الوطني في توظيف كل واحد منهم
في أول مغامرة إفريقية للثلاثي مع التعداد الحالي، كما وُفق حليلوزيتش في
تشكيل ثنائي الاسترجاع لحسن - ڤديورة الذي قدم (الثنائي) مستوى عال في
“بانجول” وهو ما يثبت حسن اختيار وتوظيف هذا الفني للاعبيه حسب طبيعة
المنافس الذي درسه بشكل دقيق وذكي.
المناصـب أصبحت غاليــة وكسّر عقدة خارج الديار اعتماد
المدرب الوطني على لاعبين جدد في مباراة مصيرية وتهميشه للاعبين قدامى،
جعله يخلق روح جديدة في المنتخب حيث أصبح التنافس شديدا بين اللاعبين
ويبدو أن رسائل حليلوزيتش وصلت إلى اللاعبين حيث أصبح كل لاعب مهددا بفقدان
مكانته في حال تراجع مستواه مهما كان وزنه في التعداد على غرار ما حدث لكل
من زياني وجبور. كما وفق حليلوزيتش في تكسير عقدة الخسارة خارج الديار
والاكتفاء بالدفاع مثلما كان الحال في عهد سابقيه بدليل أنه سيطر على
مجريات مباراة غامبيا رغم الظروف الصعبة وتخلّص المهاجمون من عقدة التسجيل
خارج الجزائر والتي لازمت لاعبينا منذ مباراة زامبيا في 2009.
وضــع مجمـوعـــة شابـــــة لـ ”مونديــــال 2014“ أكبر
تحدي نجح فيه حليلوزيتش هو تجديد تعداد “الخضر“ وتدعيمه بعناصر شابة قادرة
على رفع التحدي وتأهيل “الخضر“ إلى مونديال البرازيل، بشرط أن لا يغتر
حليلوزيتش وأشباله بالنتائج المحققة في بداية التصفيات لأن الأصعب ينتظر
هذا المدرب ومجموعته انطلاقا من شهر جوان الذي سيعرف بداية تصفيات كأس
العالم، حيث سينافس مالي على تأشيرة المرور إلى الدور الأخير وهو الهدف
الأساسي الذي تعاقد من أجله روراوة مع المدرب الأسبق لنادي باريس سان
جرمان.