كان اسم من خلال الظلام وانعدام النظام أوجد أتوم نفسه باستخدام أفكاره وقوة إرادته البحتة, لم يكن أتوم رجلا ولم يكن امرأة, وكانت له عين خاصة يرى فيها كل شيء وتستطيع أن تجوب وترى جميع أنحاء الكون. كما كان أتوم وحيدا في الدنيا حيث التحق بظله كي يمتلك لنفسه إبنا وإبنة. لفظ أتوم ابنه وتقيأ ابنته تفنوط, أصبح الإبن شو إله الهواء وأصبحت تفنوط إلهة الضباب والرطوبة.
تلقى شو وتفنوط التعليمات من أبيهما للقيام بمهمة فصل الكاوس (إنعدام النظام المطلق) الى مبادىء, وقوانين واستقرار. توزع الكاوس إلى نور وظلام ووضعا كل شيء في مكانه. سُمي النظام مآط وهو الذي وضع قواعد وأسس الحياة في ذلك الحين وعلى مدى الزمن. مآط كانت ريشة خفيفة وطاهرة.
أوجد شو وتفنوط حاب- الأرض ونوط السماء. في البداية كان من المفروض أن يكونا معا يلتصق أحدهما بالآخر, ولكنهما باسم مآط- النظام الذي ساد في الكون, أرغما على الافتراق عن بعضهما البعض من أجل القيام بمسؤلياتهما وأهدافهما وللتفريق بينهما دفع شو بنوط, الى الفضاء, الى الاعالي الى السماء. هناك بقيت مشدودة من فوق جاب صاحبها.
خلقت نوط المطر من أجل جاب, ةبعث جاب إليها بأشياء من محاصيل الأرض. وولدت نوط كل ليلة, قبل الفجر, الشمس, وعندما كان يشرق اليوم كانت تتابع مسارها إلى أن تموت الشمس كل يوم مع المغيب.
خلق شو وتفنوط آلهة أخرى: إبسيس ملكة الآلهة, هاتور إلهة الحب والجمال, أوريسيس إله العدل ست, إله الشر والإثم وَنُوط إله الحكمة ونفيتيس إلهة حماية الموت.
إلا أن نظام مآط لم يكن متكاملاً بعد, اذ لا زال ينقصه شيء...
ذات يوم تاه شو وتفنوط وضاعا في مياه نو السوداء. قلق أتوم على ولديه وراح يبحث عنهما. ولما لم يعثر عليهما أرسل عينيه التي ترى كل شيء الى السماء وإلى الأرض للبحث عنهما. بعد مرور بعض الوقت عاد شو وتفنوط معا مع العين التي ترى كل شيء. وحين رآهما أتوم انفعل كثيرًا إلى حد البكاء فرحًا. انذرفت دموعه على الأرض لتتحول الى الإنسان الاول.
ساعد هذا الإنسان الذي تكاثر وانتشر في الكرة الأرضية, على توفير التوازن لمآط- النظام الذي ساد في الكون. تقبل الناس بفرح وسرور مهمة حراسة الأرض وإجلال وتقدير الآلهة.