mohamed el amine المدير العام
عدد المساهمات : 10943 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 30 الموقع : الجزائر
| موضوع: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 السبت 20 أغسطس 2011 - 18:52 | |
| د· عمر الطباع وسائل العرفان إن دراسة الشعر المعاصر وظاهرة الرفض فيه وثيقة العلاقة بالعديد من التيّارات الفلسفيّة والأدبيّة في الفكر المعاصر· لقد أعطت النظرة الحديثة للشعر حيّزاً متعاظماً في الوجود الإنساني على الصعيدين الواقعي والإبداعي، فتقييمه لم يعد متّصلاً بالعلوم اللسانيّة وحدها وإنّما هو متأصّل بالنتاج الفكري بعامّة، على نحو ما ذهب إليه محمد حسين هيكل في معرض حديثه عن الأدب وثقافة الأديب حين قال: <وعندي أن الأدب فن جميل، غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود من حق وجميل بوساطة الكلام· والأديب هو الذي يؤدّي هذه الرسالة>· وبعد ان يتساءل <ما هي وسائل عرفان ما في الحياة من حق وجميل؟> يجيب قائلاً: <فوسائل هذا العرفان العلم والفلسفة· العلم هو الوسيلة الأولى والأساسيّة والمستغنية بذاتها عن غيرها، والفلسفة هي الوسيلة الثانية المعتمدة على العلم لبناء مذاهب إدراك الحياة والوجود وما فيهما من حق وجميل··> الأدب من الفلسفة والعلم كالزهرة الجميلة وكالثمرة الناضجة، وكالخضرة النضرة من الشجرة الضخمة شجرة الفلسفة، ومن الجذور التي نبتت عليها هذه الشجرة· والتي هي بمثابة العلم من الفلسفة، فلكي تكون حديقة الأدب جميلة، ولكي يكشف الأديب للنّاس عمّا في الحياة من حق وجميل وليؤدّي الرسالة العظيمة الملقاة على أدباء العصور جميعاً يجب أن يتغذّى ما استطاع من ورد الفلسفة ومن ورد العلم· وهو كلّما كان أكثر غذاء من هذين الوردين كان اقدر على أداء الرسالة، وكان أديباً حقّاً·
رسالة الكاتب وقد أورد محمد حسين هيكل بعض ما قاله الفيلسوف الألماني فيخته (1762-1814) (Fichte Johann) في التدليل على طبيعة الكاتب ورسالته، ليس إمعاناً منه على ما أتصوّر ? لمزيد من الوصف ? بل لغرض أبعد وهو أن يواجه الإنسان العربي بما يحمله على هذا الإدراك الواسع للأدب، بحيث لا تكون هذه الصورة الجديدة موضع تشكيك واستغراب· قال فيخته: <إن ? الكاتب ? إنّما بعث ليقف على ما يستتر تحت ظواهر هذا الوجود من حقيقة ليرى هذه الحقيقة العليا في لهجة من لهجات الكلام جديدة ورسالة الكاتب هي الكشف للنّاس عن الحقيقة بلهجة العصر الذي يبعث فيه>·
ورسالة الأديب التي عناها كلّ من هيكل وفيخته، غير مقصورة في كلامهما على ناحية من الأدب دون غيرها، ولا إيثار فيها بين الشعر والنثر كلغتين متعارف عليهما في الأدب، ولا تسقط من الاعتبار رسالة النقد الأدبي وأهميّتها· فقد كان النقد الأدبي ولا يزال الوسيط بين الإبداع والتذوّق، بين الشاعر والكاتب ومتلقّي الشعر والكتابة· ولا أحد ينكر ما في هذه الوساطة من مسؤولية، وما في هذه المسؤولية من صعوبة وما لها من أهمية·
سبل الإدراك المباشر قد يرى البعض أنّ الإتصال المباشر بالوجود ومعطياته للكشف عن أسراره وقضاياه أكثر حرّية وأدعى لمسرة الحواس وبهجة العقل من كشف غير مباشر يمدّنا به العباقرة من المفكرين والنوابغ من العلماء· ولا مراء في مثل هذه الحقيقة، ولكن السبيل إلى الإدراك المباشر ما كان ولن يكون إلاّ وقفاً على العقول النابهة والأفئدة النيّرة· ولو كان الأمر في مقدور كلّ واحد من النّاس، لتهافتت العبقريّة وأصبحت ظاهرة طبيعيّة، وفقدت ما تبعثه من الإعجاب والدهشة· فإذا عدنا إلى السياق الأول ? وربطنا الفكرة بموضوع النقد ووساطته بين ينبوع العطاء والمتلقى ? أمكن اعتبار النقد تفسيراً للتفسير، بحكم أن الأدب <تفسير للحياة·
الحياة بواسطة النقد إنّ الدكتور إسماعيل الذي أثبت رأي الناقد الإنكليزي هيدسون، اعتبر تفسير الحياة بواسطة الناقد مخالفاً لتفسيرها الأديب بالذات، ورأى في ذلك عيباً من عيوب النقد لسببين: فهو أولاً يصرفنا عن قراءة الأدب نفسه، ويجعلنا من ناحية ثانية نرى العمل الأدبي لا بعيوننا ولكن بعينه نتفهم منه ما يفهم هو ونخطئ فيه ما يخطئه، ونحكم عليه بحكمه· · · فيغدو عائقاً يحول دون فهمنا الخاص للعمل الأدبي كما يمنعنا من مزاولته بطريقتنا الخاصة·
قد تكون هذه هي الحقيقة، لا سيّما في الوهلة الأولى· غير أن إدراك أهميّة ما يقوم به الناقد، وقدرته الخاصّة على فهم العطاء الأدبي والنظر فيه، وكونه لا يستحق صفة الناقد إلاّ إذا كان مزوّداً بالمعرفة الواسعة التي تقتضيها طبيعة العمل الأدبي نفسه، كلّ هذا يهيب بنا أن نستدرك الحكم السابق كما استدركه عز الدين إسماعيل باستكمال راي البحّاثة هيدسون وهو أنّ الناقد الذي يقوم بتفسير شخصيّة كاتب عظيم كما تظهر في نتاجه· · هذا الناقد يتناول الحياة بحق تماماً كما صنع الشاعر أو الكاتب المسرحي الذي كانت كتابته مادّة لدراسته· فالكتاب العظيم شيء حيّ والعمل العظيم والعمليات الأدبيّة لها من الحيوية ما لتلك العمليات التي يتضمّنها أيّ نشاط آخر من جوانب النشاط المختلفة في الحياة· إنّ النقد الحق يأخذ مادّته وإلهامه من الحياة كذلك· وهو كذلك إبداعي ولكن بطريقته الخاصة· شروط الدراسة الأدبيّة:
لا يراد بهذه التوطئة الإغراق في ماهيّة النقد ووظيفة الناقد، أو الوقوف على نظريّات النقد ومدارسه، فالمتوخّى هو التسويغ الموضوعي، لاعتماد <الحدّ> كأداة ذات اعتبار في الدراسة الأدبيّة، حتى نتناول مفاهيم جديدة، أو مدلولات، لا تزال غير محدّدة الأطر، في <معجمنا الفكري الحديث>، الذي ننشده، ولا نرى له أثراً بين الموسوعات العربيّة· إن مثل هذا المعجم لا يزال وجوداً بالقوّة، لكونه متناثراً في أعمال الباحثين الموزّعة في حقول الدراسة المختلفة· وأكثر من هذا، فنحن نفتقر إلى معجم اقلّ طموحاً من المعاجم الثقافيّة الحديثة، إلى المعجم اللغوي الضابط للإصطلاحات اللغوية الجديدة·
أمام هذه الصعوبات التي تعترض الإحاطة بمدارس الشعر المعاصر، وسط تيّارات الحداثة التي تغزو الآداب العالمية تأكّدت لنا ضرورة التوصّل إلى تصوّرات يقينيّة لمعرفة الإطار الدلالي لألفاظ تأثرت بالعامل الحضاري، فنالت حظاً من التطوّر والتكيّف وهي، ما لم تضبط تبقى الآراء ذات عبارات مائعة بعيدة عن التثبت والرصانة· فالتطرّق إلى الناقد ورسالته، انطلاقاً من الأدب ووظيفته من بديهيّات البحث الذي يعي أهمّية التطوّر في الدلالات اللفظيّة، ويحاول الإفادة من مبادئ علم اللغة المقارن· فالدكتور أحمد كمال زكي يحدّد العلاقة بين التجربتين الأدبيّة والنقديّة في ضوء الأصول الحديثة للنقد محذّراً من نقد لا يقوم على العلم، لأن فيه جناية على الأدب نفسه، مقرّراً أهمّية الإفادة من كلّ جديد في العقل لفهم الأدب وتفسيره لأنه ليس عرضاً لخبرات وتجارب إنسانيّة· فالنقد ينبغي أن ينظّم تجاربه المستندّة من الأدب الخالق في ضوء النتائج التي استخلصها من العلوم الاجتماعيّة أو في ضوء ما يبلور التجربة فقط· وإذا نهضت هناك حاجة إلى الدين أو التصوّف لفهم الأثر الأدبي أو جوانب منه· · فلا باس من الاستعانة بغيبيّات العقيدة وطقوسها وتجلّيات الصّوفية واصولها· فالنقد الأدبي الحديث يحتّم على الناقد الإحاطة بالقواعد والأصول الفنّية كما يلزمه الإلمام بسائر النواحي الفكريّة لإلقاء الضوء على العمل الأدبي بوصفه نوعاً من النشاط الإنساني الذي يجب أن يستعان بكلّ ضرب من الثقافة لتفسيره وفهمه، وهو ما نادى به ارسطو قديماً في كتابه <فن الشعر>، وما أكّده أقطاب النقد الحديث أمثال كوليردج (1772-1834م) في كتابه <السيرة الأدبيّة> (Colerifdge Biographia. L)، الذي انعكس أثره على نظريّات <سانت بيف> (Sainte Beuve) و<تين> (Taine) ? (1828 ? 1893)، وغيرهما من المهتمّين بهذا الحقل، فكوليردج يجعل ثقافة الناقد دائرة واسعة، تشمل السياسة والفلسفة والاجتماع والاقتصاد ومبادئ النفس والدين·
دور اللغة في الرسالة الأدبية:
اللغة هي التي تصهر ما يتولّد في ذهن الناقد ? وهو يرتاد عالم الأدب ? من صور الحياة وهي التي تحدّد موقف الأديب ? صاحب الأثر ? من قضايا الكون والوجود· فاللغة في صياغتها الفنية تشكّل ولادة جديدة للأثر الأدبي، أو بالأحرى تصوّر واقع هذا الأثر من خلال مدرسة النقد المركّبة· وفي هذه الناحية بالذات، أقصد علاقة اللغة بالأدب ومنزلتها منه، أراني مخالفاً محمد حسين هيكل الذي اعتبر أن <اللغة في الأدب ليست إلا الكساء الظاهر لهذا الرحيق الذي يعبّر عنه الأدب>· فالدكتور هيكل يتبّع مذهب أنصار المعنى ويرى أن اللفظ ليس أكثر من جسد لروح المعنى الذي هو قوام الأدب· يقول <لهذا تراك إذا عرفت لغات عدّة فقرأت فيها صوراً مختلفة من الأدب لم يكن اللفظ هو الذي يقفك عنده بل ما يدل عليه وما يعبّر عنه>، على أن الدكتور هيكل ما لبث في مقالته تلك أت تراجع عن مثل هذا الرأي، لأنّه ما أن تطرّق إلى الحديث عن تطوّر لغة الأدب حتّى اعترف بما للغة الأدب من شفافيّة، فمن شأنها أن تكون معواناً على إظهار الجمال: <حتى لتصبح جزءاً من رحيق الحياة الذي يعبّر الأدب عنه>·
ثمّ يمعن الدكتور هيكل، ويفيض في بيان دور النقد والجهد الذي يجب أن يبذل للوصول باللغة إلى هذه المكانة، ويرى أن الأقدمين لم يقوموا بأكثر من ضبط اللغة· وهكذا راح يشيد بدور أدباء الغرب في النهوض بالعبارة الأدبيّة، وبالجهد الذي ما فتئوا يبذلونه في خلق اللغة الملائمة للأدب، متوقفاً عند مثل دالّ في هذا الشأن وهو دور فلوبير (1821- 1880 Gustave Flaubert) <حين كتب قصّته الخالدة <مدام بوفاري>·
على أن المتتبّع لمقالة الدكتور هيكل عن <اللغة والأدب> - في كتابه الآنف الذكر (الهامش رقم 3) ? لا يحسّ بأن موقفه من اللغة قد تجاوز حدوده التقليديّة، بأكثر من إقراره بأن التعبير الأسمى يصبح جزءاً من العمليّة الأدبيّة ورحيقها، فما دامت اللغة بكلّ مقوّماتها ذات علاقة وثيقة ? باعتراف الأستاذ هيكل ? في إضعاف الإيحاءات الأدبيّة أو سموّها ? فهي من هذا القبيل لا تقتصر في الأدب على أن تكون عاملاً خارجياً أو مجرّد كساء، لأنها تقوم بدورها من داخل العمليّة الأدبيّة وصميمها فهي معيار هام لشخصيّة الأديب وقيمة اثره الأدبي·
اشكالات التعبير إن الوقوف على مختلف التيّارات حول المعنى وعلاقته باللغة في هذه التوطئة، ضرب من التعسّف، وقد يكون لنا عودة إلى هذا الموضوع الشائك· والوصول إلى رأي قاطع بصدد الإشكالات الناجمة عن علاقة التعبير، بمضمون العمل الأدبي ليس سهلاً إن لم يكن متعذّراً، لأنّ لكلّ مدرسة أو مذهب موقفاً من هذه القضيّة·
جلّ ما ننشده الآن، الوصول إلى محمول لغويّ محدّد حول المفردات أو المصطلحات التي تشكّل <محاور أساسيّة في منهجيّة النقد قبل الإنطلاق في مسالك الدراسة>· فممّا لا شك في أن مشكلة المعنى في الأدب اصعب كثيراً ممّا نتصوّر· · لقد احتاج تحديد المفهوم للمعنى في بعض المجالات إلى تكاتف جهود اللغويين والجماليين والاجتماعيين، كما احتاج في مجالات أخرى إلى علماء البلاغة وعلماء النفس لإيضاح العلاقة في اللغة بين الانفعال والمعنى وبين الفكر والشعور·
النقد الحديث والدلالة اللغوية:
في كتاب الباحثة <اليزابيت درو> <الشعر، كيف نفهمه ونتذوّقه؟>· وفي كتاب هايمن: <النقد الأدبي ومدارسه الحديثة> نجد عناية النقد الحديث بمسالة اللغة والدلالات اللفظيّة، لأن مثل هذا التعامل مع اللغة من شأنه أن يكون عوناً على دراسة الاساليب الأدبيّة والشعريّة منها· وفي البحوث النقديّة العربية القديمة، اتّجاهات مماثلة عند امثال ابن قتيبة، والجرجاني والباقلاني، تبرّر اتّجاهنا إلى ضرورة الحدّ والأخذ بجوهر القياس والماهيّة، كما المحنا في مطلع هذا الفصل، دفعاً لمخاطر الالتباس: <لقد يبدو من الضروري في هذا المجال أن نقول أن التحديد ما دام يبدو متعذّراً على هذا المستوى فلا أقلّ من حصر ملابساته لأن كلّ وجهة نظر· · تستقطب أفكاراً تظلّ تدور أمام العيان بنفسها، وإن تزيّنت بمختلف الأزياء· ومن ثم نجد مجموعة من الأفكار بعضها يعرض لها الماركسيون ويتجنّبها الوجوديون ويتوقف السرياليون عند أحاسيسها، ونوازع لا يختلف إزاءها الرمزيّون، ومن تحليل أمثال هذه النوازع أو الأحاسيس أو الأفكار وربط بعضها ببعض في حضور فلسفة المذهب يظهر جوهر المعنى· هذه النظرة إلى أهمّية المدلول اللفظي في المردود على صعيد المعنى، كانت شاملة، من عرب وأجانب، ونضيف إليها رأي فيلسوف معاصر، فقد لفت الدكتور كمال الحاج إلى أهمّية المنهج التفسيري المعاصر باعتبار أن الفكر الحديث يتّجه إلى التعليل <من تصوير الحقيقة إلى تفسيرها>، أي الضرب في بعدها الثالث والغوص في الأعماق· إن الأديب في نظره يصوّر، ولكن الفيلسوف يفسّر· وما دام النقد الأدبي له جانب فلسفي، لذلك كان التفسير والتحديد من الأهمّية بمكان·
| |
|
nasro-1993 مشرف
عدد المساهمات : 1431 تاريخ التسجيل : 01/03/2010 العمر : 30 الموقع : nasro-1993@hotmail.fr
| موضوع: رد: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 الأحد 21 أغسطس 2011 - 20:16 | |
| جزاك الله خيرا على الابداع الرائع | |
|
رهف الحياة مشرفة
عدد المساهمات : 1076 تاريخ التسجيل : 04/11/2010 العمر : 28 الموقع : **بين اهلي واحبابـــي**
| موضوع: رد: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 الأحد 21 أغسطس 2011 - 20:22 | |
| | |
|
mohamed el amine المدير العام
عدد المساهمات : 10943 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 30 الموقع : الجزائر
| موضوع: رد: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 الإثنين 22 أغسطس 2011 - 3:26 | |
| | |
|
nasro-1993 مشرف
عدد المساهمات : 1431 تاريخ التسجيل : 01/03/2010 العمر : 30 الموقع : nasro-1993@hotmail.fr
| موضوع: رد: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 الإثنين 22 أغسطس 2011 - 7:55 | |
| | |
|
mimo16 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 835 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 العمر : 28
| موضوع: رد: 乂 أبعاد الرسالة التي ينهض بها الأديب ووظيفة الناقد 乂 الإثنين 22 أغسطس 2011 - 13:47 | |
| | |
|