شاركت في الثورة وتحلم بحفظ القرآن
جزائرية تقهر الأمية في الستين وتكتب 6 مصاحف
"الحاجة عائشة" دعت ربها أن ينقذها من الأمية
القاهرة - mbc.net
على الرغم من أن المواطنة الجزائرية عائشة محي الدين (70 عامًا) لم
تتعلم القراءة والكتابة إلا بعد أن شارفت على الستين عامًا، لكنها نجحت في
أن تخط بيديها 6 مصاحف وتحلم بحفظ كتاب الله.
وتروي الحاجة عائشة قصتها مع محو الأمية بقولها: "كنت فلاحة.. أجبرني الجوع
والبحث عن قوت العيش على العمل لتربية أبنائي موظفة في المقابر.. دعوت ربي
يومًا وأنا أنظر إلى أحد القبور.. يا رب لقد كبرت وهرمت ولا أريد أن
أموت دون أن أعرف الكتابة أو القراءة"، بحسب صحيفة الشروق
الجزائرية.
وتستطرد القول: "في ثاني يوم من بعدها اندهشت بقدوم موظفات أحد المساجد
القريب وهن يبحثن عن طاعنات في السن لإدخالهن أقسام محو الأمية، فأردت أن
أغيّر من حياتي، بعد أن أحسست أن الله استجاب لدعائي، وبعث لي هذه الموظفة
وسيلة لمحو أميتي.. دخلت وأنا كلي أمل بأن أتعلم القراءة دون الكتابة،
مثل غيري من كبيرات السن، فبدأت أتعلم القراءة.. مر زمن
وأصبحت أتوق لتعلم الكتابة وبدأت فعلا أخط بأنامل يدي،
وكان ذلك في الفترة الممتدة ما بين 1991 و1996م".
أول سورة
أما عن قصتها مع كتابة أول مصحف تقول: "كان ذلك عام 2006م؛ حيث أمسكت
كراسًا من 40 صفحة، أحضره لي ابني لتعلم الخط، بدأت أكتب فيه كلام الله عز
وجل، فكانت أول سورة أخطها سورة الفاتحة، وعندما أنهيت كتابتها أحسست برغبة
في أن أكمل كتابة كل كلام الله عز وجل".
وتتابع: "كنت أنظر إلى المصحف وأقول في نفسي: هل أكتب
يومًا مصحفًا كاملاً.. فمنحني الله عز وجل قوة فولاذية،
فأتممت كتابة أول مصحف بخط اليد في 13 شهرًا، وكنت
كلما أكمل جزءًا آخذه إلى معلمة المسجد وكانت تصححه
لي".
وبعد أن أتمت كتابة أول مصحف كاملاً، زادت رغبتها في أن تخط مصاحف أخرى،
فبدأت في خط مصحف آخر؛ حيث استغرق منها 5 أشهر، وهو ما فتح شهيتها حتى أصبح
لها خمسة مصاحف كاملة كلها مكتوبة بأنامل يديها.
وتوضح قائلة: "كنت أستيقظ أصلي الفجر، ثم أذهب لاهثة وراء الكراس أكتب كلام
الله، ثم أشرب القهوة، ثم أكتب كنت لا أتقن عملاً آخر غير كتابة القرآن،
وأنا التي كنت فلاحة تصنع بيديها كل شيء.. أصبحت أناملي لا تطيق فعل شيء
غير خط القرآن الكريم".
وعن أحلامها تقول: "اليوم أتمنى أن يوفقني الله عز وجل لأن أحفظ كتابه كاملاً عن ظهر قلب".
وتعود الحاجة عائشة بذاكرتها إلى الوراء لتشير إلى مساهمتها في صنع الثورة
المباركة، موضحةً أنها كانت برفقة كثير من المجاهدات، تساهم في إمداد
الثوار بالمؤونة والمواد الغذائية.