لنبدأ أولاً بالليل , حيث نرى السماء سوداء تماماً وعلى هذه الخلفية تبدو النجوم أكثر إشراقاً ووضوحاً ,كما نرى مجموعة من الكواكب المتألقة. ومن المعروف أن النجوم هي التي تطلق الضوء بينما الكوكب يتلقى الضوء من النجم التابع له ويعكسه, وقد فسر العلماء ذلك بظاهرة الألبيدو أو البياض ( وهو ذلك الجزء من ضوء النجم الساقط على كوكب فينعكس مرتداً في الفضاء. وألبيدو الأرض مثلاً 30 –35 % من ضوء الشمس الساقط على الأرض) وهذا يدل على أن ما نراه هو بسبب النجوم، فما هو سبب تألقها؟
يتكون النجم بشكل رئيسي من الهدروجين , حيث تتجمع ذرات الهدروجين في سحابة كونية, وتكبر وتبدأ بالاحتراق بفعل شرارة نووية , وبعد العديد من مراحل الاندماج يتشكل الهيليوم الذي تزن كل نواة منه أقل من مجموع الجسيمات المكونة لها, يتحرر فرق الكتلة في أعماق النجم بصورة طاقة تسعى إلى الخارج نحو السطح, فالشمس مثلاً تحرق كل ثانية حوالي 1000 طن من الهيدروجين وتحوله إلى هيليوم.
يبقى النجم مستقراً ما دام يحتفظ في لبه بهدروجين الاحتراق , وعندما يستهلك تنتهي حياة النجم متحولاً إلى عملاقاً أحمر أو قزم أبيض حسب كتلة النجم.
بسبب ولادة النجوم واستقرارها وموتها نشاهد هذه الخلفية السماوية الرائعة.أما نهاراً فإن ضوء الشمس القادم إلينا يكون بألوان متعددة وهي ألوان الطيف (بنفسجي- نيلي- أزرق- أخضر - أصفر-برتقالي-أحمر) ولكل ضوء طول موجة, أقصر طول لموجات الطيف هو البنفسجي, وأطولها هو الأحمر, وما ندركه باعتباره لون هو كيفية قراءة عيوننا وأمخاخنا لأطوال الموجات ,تمتزج هذه الألوان مع بعضها فيبدو ضوء الشمس أبيض, ثم تسافر معاً لترتطم بالغلاف الجوي للأرض , الذي يتكون من جزيئات نتروجين وأوكسجين وغيرها, ينعكس بعض الموجات عن طريق الهواء عائداً إلى الفضاء ويرتد بعضها قبل وصول الضوء إلى كوكب الأرض, وهذه الموجات هي التي نراها.
يطلق على ارتداد الموجات اسم التشتت ولكنها لا تتشتت بقدرٍ متساو,ٍ يتناسب ذلك عكساً مع طول الموجة وطرد اً مع المسافة التي تقطعها في الغلاف الجوي, فكلما زاد طول الموجة تتشتت بقدر أقل ولا نستطيع أن نراها بينما تكون الموجات ذات الطول الأقصر أكثر كفاءة وفاعلية, ويزداد حجمها عن حجم جزيئات الهواء التي تمر بها مما يمكننا أن نحسها كالضوء البنفسجي والأزرق, أما في فترة الشروق والغروب فإن الضوء يمر في الغلاف الجوي خلال ممر مائل وبذلك يقطع مسافة أطول عما يقطعها عندما يكون عمودياً مما يتيح للموجات الطويلة أن تتشتت, وبذلك نستطيع أن نرى الموجات ذات اللونين البرتقالي والأحمر.
هذا بالنسبة لسماء كوكب الأرض, أما في الكواكب الأخرى فالأمر مختلف ,فالمريخ مثلاً غلافه الجوي أرق بكثير, والعواصف الرملية على سطحه تؤثر في تغيير لون السماء بأن ترفع ذرات الرمال الدقيقة إلى الغلاف الجوي وتبقى معلقة في السماء, فيكون لون سمائه أسوداً أرجوانياً صدئاً, بينما الكواكب الخارجية كأورانوس ونبتون فإنها تتسم بضخامة غلافها الجوي الذي يتكون من الهيدروجين والهيليوم, فيصلها ضوء الشمس نظيفاً وغنياً بالميتان الذي يمتص الضوء الأصفر والأحمر ويرشح اللونين الأخضر والأزرق فيبدو لون السماء أخضر مزرق.
ربما مع الزمن القادم تكون ألوان السماء لكل كوكب من المنظومة الشمسية هي الراية التي تدل على ذلك الكوكب, وعندئذٍ ستمتد الحدود من المجموعة الشمسية إلى الكون الواسع الرحب.