إن العروق التي نراها في جلدنا غير حمراء أبدًا .. لكن هناك سببًا منطقيًا لهذا ،حيث تحتوي خلايا الدم الحمراء، التي تشكل حوالي 40 بالمائة من حجم الدم لدينا ، على جزيئات تحمل الأكسجين تسمى بالهيموجلوبين . وعندما تمر خلايا الدم الحمراء عبر الرئة فإن الهيموجلوبين يلتقط الأكسجين ويحمله ، متحولاً إلى اللون الأحمرالقاني أثناء العملية . ويسمى مزيج الهيموجلوبين مع الأكسجين بـ أكسيهيموجلوبين ، ويتم ضخه من القلب بضغط عال باتجاه شبكة الشرايين الدموية المنتشرة في النسيج العضلي بأكمله .
وعندما تصل خلايا الدم الحمراء إلى الأنسجة وهي محملة بالأكسيهيموجلوبين تمر خلال أوعية دموية صغيرة للغاية تسمى الشعيرات الدموية ، حيث تتخلى عن حمولتها من الأكسجين للخلايا التي تستعمل تلك الحمولة في عمليات الاستقلاب فالجلد غني بالشعيرات الدموية ، لذا فإن البشرة المتوردة دليل على صحة الجسم وعلى أنه يحصل على كمية كافية من الأكسيهيموجلوبين . كما يؤدي اندفاع الأكسيهيموجلوبين بشكل فجائي إلى الشعيرات الدموية التي على سطح الجلد إلى حدوث احمرارالخدين في حال الخجل مثلا ، وهكذا فإن الأكسيهيموجلوبين يخسر الأكسجين الذي فيه ، وخلال هذه العملية يتحول الهيموجلوبين إلى لون بين الأزرق والبنفسجي يسمى :
دي-أوكسيهيموجلوبين يتجمع في أوردة أكبر وأكبر خلال رحلة العودة إلى القلب .
وهكذا ، فإن العروق الزرقاء التي نراها ، هي تلك التي تحمل الدم الخالي من الأكسجين ، والذي لونه بالفعل يميل إلى البنفسجي.