النوافل طريق المحبين وزاد الصالحين
النوافل طريق المحبين
زاد الصالحين
النافلة كلمة بها من الروعة ما بها
وتحتوي من المعاني الكثير
ومهما قيل في تفسيرها لغة فإنها على كل حال
تتضمن معنى الزيادة
وهي تعني في الشرع الزيادة في العبادة على مقدار الفريضة من جنس تلك الفريضة.
فما أشد غفلة الذي يزهد بالنوافل ويقتصر على الفرائض!.
{إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
إن في النوافل من المعاني والدلالات العظيمة ما لا يدركه إلا من فتح الله عين بصيرته وأزاح الران عن قلبه.
ولكل نافلة من الأنوار والتجليات ما يطمس بقوته نور الشمس!
غير أنه استقر في الأزمان الأخيرة في عقول
بعض المسلمين التهاون بالنوافل.
فإذا طلبت من أحد هؤلاء أن يصلي ركعتين بعد فرض الظهر مثلا قال:
إنها سنة!. وإذا قلت له: صم يوم عرفة قال: إنه سنة
ومن أهم هذه الأسرار والفوائد:
1- أن النوافل أولا سور منيع وسياج يحمي الفرائض من تسرب الضعف إليها فمن حافظ على النوافل كان
على الفرائض أكثر محافظة
ومن تهاون بها كانت الخطوة التالية إذا تمكن الكسل من المرء أن يفرط
بالفرائض والعياذ بالله.
2- والنوافل جوابر يجبر بها يوم القيامة ما قد يكون في الفرائض من نقص
أو خلل غير مبطل.
أرأيت الإنسان إذا كسر عضو من أعضائه كيف توضع له
الجبيرة ليعود العضو كما كان؟
! وكذلك النوافل تعوض النقص وتصلح الخلل
فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط أن أبا هريرة قال:
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فيقول الله عز وجل لملائكته:
انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟
فإن أتمها كتبت له تامة وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك".
3- النوافل دليل العبودية الحقة لله تعالى لأن أي فعل لا بد له من دافع يدفع إليه
. ومن المعلوم أن الإنسان يميل بطبعه إلى الراحة فما الذي يجعل جنبه يتجافى
عن مضجعه؟ وما الذي يبعثه من فراشه ليقف في ليل الشتاء البارد متذللا خاشعا
بين يدي مولاه؟ إنه الشوق إلى مرضاة الله والراحة التي يجدها في الركون إليه
وما يمده الله به من الأنوار.
فالنوافل دليل واضح وبرهان ساطع على أن العبد يتذوق حلاوة العبادات
ولا يستثقلها ويدرك أثرها في حياته الدنيا والأخرى
4- والنوافل علامة على أن العبد يرغب بالتقرب إلى الله سبحانه
ويبتغي الزلفى لديه عز وجل وهذا ينقله إلى مرتبة رفيعة إنها مرتبة المحبوب.
فلا يكفي أن تكون محبا فكم من محب ليس بمحبوب! والأهم والأرقى أن تكون محبوبا
قال تعالى: { يحبهم ويحبونه}.
وقد جعل الله تعالى النوافل سببا لبلوغ مرتبة المحبوبية
ففي الحديث القدسي
الذي رواه البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
" يقول تعالى: وما تقرب إلى عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
5- ومن أسرار النوافل أنها باب واسع مفتوح للربح وجني الأجر والثواب
من غير حدود وقيود.
6- ومن أسرار النوافل وفوائدها أنها وسيلة للصلة الدائمة بالله عز وجل
والعيش ساعة فساعة في طاعته وفي كنفه قال تعالى:
{ وأقم الصلاة لذكري}.
فهيّا إلى الاستزادة من النوافل
عسى أن يزيدنا الله تعالى من رحمته وفضله
والله تعالى أكرم وأعظم على الدوام
وفي الحديث " من تقرب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا".
من ثابر على أثنتى عشرة ركعة من السنة , بنى الله له بيتا فى الجنة
عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم إثنتي عشرة ركعه تطوعا غير الفريضة الا بنى الله له بيتا في الجنه
,أو قال الا بنى له في الجنه ))
[ رواه مسلم : 1696 ].
ركعتين قبل صلاة الفجر
وعن عائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : « ركعتا الفجر خير من الدّنيا وما فيها » . وفي رواية لمسلم : « لهما أحبّ إليّ من الدّنيا جميعا » .
أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها
ركعتين بعد المغرب
ركعتين بعد صلاة العشاء
__________________
كل لذه دون الجنة فانيه
وكل بلاء دون النار عافيه