آسف على الإزعاج...فيلم أحترم العلم والطبيب والمريض فأحترمناه..رؤية طبيب مصر 402

كثيرا ما شاهدنا أفلاما كوميديه لأحمد حلمى ولغيره.
وكثيرا ما أستمتعنا وضحكنا وأخذنا العبره وفهمنا المضمون.
لكن كانت السينيما المصريه دائما تتسم بأفتقارها للتوازن والمصداقيه العلميه فى أعمالها.
فلم تكن مثل نظيراتها من ناحية مناقشة أهل العلم فى قضية ما سيتم طرحها فى أى عمل فنى..مما أفقد هذه الأعمال جزءا كبيرا من مصداقياتها.

وطوال تاريخ السينما المصريه الذى تجاوز قرنا من الزمان كان المرض النفسى بكل عناصره عيبا وعارا على رموز هذه الصناعه.
فكلما تناول أى عمل فنى جزءا من المرض النفسى كان يتم تصوير المريض النفسى على أنه مجنون مخبول يضحك ويغنى ويرقص.
ويتم تصوير الطبيب النفسى بأنه رجل أبله يشد شعره إلى الأعلى.
إلى أن جاء أحمد حلمى فى فيلم آسف على الإزعاج ليقفز هذا الحاجز تماما ويمر بنا وبالسينما المصريه أخيرا عبر حاجز الجهل والحيره تجاه المرض النفسى والعلوم السيكولوجيه بكل تنوعها.
ولم يكتف صناع الفيلم بذلك بل أنهم قدموا نموذجا تمثيليا جعل كل من تعامل مع هذا العلم يعلم تماما أن سيناريو وحوار وقصة هذا الفيلم تمت مراجعتها من قبل أساتذة للأمراض النفسيه والعصبيه نظرا لكل ما فى هذا العمل من معلومات نفسية صحيحه 100% ساهمت ولو بشكل بسيط فى فرض ثقافة نفسية للشعوب العربيه.
وقد لخصت ذلك فيما يلى.

1)خلال هذا العمل تم تقديم صورة بطل الفيلم أحمد حلمى المريض بمرض أنفصام الشخصيه أو ما يسمى الشيزوفرينا.
وهنا نقف طويلا أمام هذه الفكره التى أخيرا حررت فكر المواطن تجاه المريض النفسى فى محاولة للتفريق بين الجنون وهو أحد أنواع الأمراض النفسيه والشيزوفرينا وهى مرض مختلف تماما عن الجنون العقلى الذى تناولته السينما المصريه مرارا وتكرارا دون الإلتفات للأمراض الآخرى مثل الإكتئاب والفزع وغيرها من الأمراض التى درسناها يوما بعد يوم وتعاملنا معها فى مستشفيات الأمراض النفسيه.

2)بغض النظر عن تقديم فكرة الشيزوفرينيا فقد تم تقديمها بأسلوب علمى محترم جدا وصحيح تماما.
فمريض الشيزوفرينيا هو شخص عادى ناجح تماما فى حياته العلميه والعمليه لكن عندما تراوده أوهامه وتخيلاته وهلاوسه فإنه ينجرف إليها فى هذه اللحظه دون مقاومه.
وهو ليس بمجنون أبدا...فالشيزوفرينيا مرض والجنون مرض آخر تماما.

وهذا ما قدمه أحمد حلمى فى عمله..
فقدم دور مهندس الطيران الشاب الناجح فى عمله والمتقن له الذى تنتابه أحيانا هلاوس وجود والده الذى توفى وحبيبته التى لاتوجد أصلا.
وفى غير هذه الأمور فهو يعلم تماما ويدرك أن والده متوف(بكسر الفاء) منذ سنوات.
وهنا يدرك أى طبيب أن هذا الفيلم تمت مراجعته من قبل أخطائيين فى الطب النفسى.
فهذه المعلومات عن هذا المرض حقيقيه 100% وتم تقديمها بأسلوب فنى رائع وجذاب.

3)مجرد أن يقوم أحمد حلمى الشاب المهندس الناجح فى عمله بدور مريض نفسى فهذه خطوة جباره فى طريق تثقيف الشعوب العربيه نفسيا.
فالرجل قدم عملا أحترم فيه مرضى الإنفصام تماما دون تجريح لمشاعرهم أو قدراتهم الحياتيه وناقش مرضهم بكل أحترام وبطريقة أجبرت المشاهد على التعاطف مع هذا المريض.
وكان هذا بيت القصيد.

4)تناول أحمد حلمى المرض النفسى نفسه بصورة رائعه...فتعامل مع المرض بأسلوب أوصل للمشاهد حقيقة واحده.
أن المرض النفسى يمكن الشفاء منه مثل نزلات البرد والنزلات المعويه وصولا إلى أمراض السرطانات الخبيثه.
فبمجرد تناول المريض للجرعات العلاجيه فى برنامج مدروس ومفهوم بدأ المرض فى الشفاء وهذه حقيقه.
وهنا نعود لنقظة البداية التى أرادها هذا العمل فى تثقيف جماهيرى كبير على مستوى المرض النفسى.

5)تناول العمل رأس العلاج وهو الطبيب النفسى بشكل جميل ومتحضر بتصويره أنه رجل هادىء لايستجيب للإنفعالات والإستفزازات والإهانات وهذه حقيقه رأيتها فى أغلب الأطباء النفسيين الذين تعاملت معهم فى المستشفيات والمحاضرات والندوات.

6)أنتظرت من الفيلم إكمال روائعه بالتحدث عن الأدوية النفسيه وتوصيل حقيقة أنها أدويه تعمل على إنزيمات معينه فى الجهاز العصبى المركزى أو الطرفى للإنسان...وأنها ليست نصبا أو إحتيالا.
لكن هذه البدايه تعتبرمقبوله وبشده وتستحق الإحترام.

7)أحمد حلمى أثبت وكعادته أنه النجم الأول لهذا الجيل...فهو الممثل الكوميدى الوحيد القادر على جعل ضحكات المشاهد تتصاعد فى لحظه والقادر أيضا على جعل دموعه تنهمر فى لحظه.
وأنا شخصيا أعتبر مشاهد إكتشافه أن والده قد توفى وأن حبيبته ما هى إلا وهم من أروع المشاهد التمثيليه فى تاريخ السينما المصريه لأنه أظهر قدرات تمثيلية رهيبه بشكل أجبر جسمى على الإهتزاز من روعته وكاد أن يجبر دموعى على الظهور من شدة تعاطفى من البطل...وهذا كله بعد دقائق من مشاهد كنت أضحك فيها وتتعالى ضحكاتى مع هذا الكوميديان البارع.

8)أحمد حلمى مازال يسيرعلى نهج المبدع محمد صبحى..فبدأ يقدم أعمالا ذات هدف ومضمون.
ولم يسير على نهج غيره ممن أفسدوا مضمون الكثير من أعمالهم بسقطات أخلاقيه ومشاهد مخلة بالقيم والتقاليد المصريه والعربية.

9)مجرد التعليق على الفيلم بأنه مقتبس من أحد الأفلام الأمريكيه يعد إجحافا.
فالإقتباس فى حد ذاته ليس عيبا...وأنا شخصيا أفضل أن نقتبس أفلاما من هذا العينه بدل من تأليف أفلام هابطه دون المستوى والفكر والمضمون.

10)كلمة أخيره...شكرا أحمد حلمى فقد أخترت عملا أحترم القائمون عليه الطبيب النفسى وقدروا المريض النفسى وأوصولوا للناس حقيقة المرض النفسى ولا يسعنى فى التعليق على عملك هذا(آسف على الإزعاج)إلا أن أقول لك.
شكرا على الإزعاج.

بارك الله فيك على هذه المساهمات الرائعة............................

:مشكووووووور:

بارك الله فيكم على كل هذه الردود..........................

:سلمت يداك:

1000 شكر

» طبيب: بتر إصبعين من سيف الإسلام القذافي علاجه الوحيد
» هنيئا للجميع بثبوت رؤية هلال رمضان .......
» وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ: رؤية جديدة
» برنامج "لو": قصي يروي تجربته مع الشهرة.. و"ديما قندلفت" تعلن خطوبتها من طبيب أسنان
» "الله في حياتي" رؤية جديدة للتعلق والتخلق بأسماء الله الحسنى