سلسلة ظاهرة الموت وبعثرة القبور (6)
حقائق عظيمة من عالم البرذخ
عندما يدقق العبد الصالح النبيه فى آيات الله
، ويتيه بوجدانه وفكره فى عظمة ماجاء فى أقوال سيد المرسلين
ويقتطف من ثمار روعة الآيات العلمية
التى تثبت وتوضح لنا مزيجا مذهلا من حقائق
هى فى غاية الأهمية لإثبات حقيقة الموت والحياة
وغاية وجود الوجود
، وصدق ما جاءت به الرسالات
حتى نستيقن مدى مانحن نقترب منه من وعود الله
لجميع من خلق من أنواع المخلوقات
ومن بينها ذرية آدم عليه السلام
،نجد حديثا شريفا صحيحا يتحدث فيه سيد الخلق
صلّ الله عليه وسلم
عن النطفة
ونفخ الروح
وقد تناولته أبحاث العلماء والمفسرين من زاوية
التخلق ونفخ الروح
ولكن لو دققنا بشدة وبحثنا فى هذا الحديث الشريف
من خلال الزوايا العلميه والبحوث المضنية التى يسهر العلماء لفك طلاسم رموزها وحقائقها لوجدنا أنفسنا أمام كنز هائل من المعلومات التى تذهل الأفهام وتدك جدار
الجهل الذى يحيط بكل من إستكان للنوم والسبات العميق تحت ستائر الغفلة المهلكة فلقد تحدثنا فى المقالة السابقة عن تعاود ترتيب الأحماض الأمينية بعد الوفاة مباشرة
ترتيبا يمينيا بمعدلات ثابته وبحساب نسبة الترتيب اليمينى إلى اليسارى فى أية فضلة عضوية من قطعة خشب أو جلد مثلا بها أية آثار من الأحماض الأمينيه عندئذ يمكن
تحديد زمن الوفاة لذلك الكائن، ولم يستطيع أحد من العلماء تفسير هذا ولكنها القدرة الإلهية المنزهه عن أى نقص وإن دل هذا على شىء فإنما يدل على أن كل شىء فى
هذا الوجود يسبح بحمد الله القوى القادر العظيم الذى ليس كمثله شىء وهو السميع العليم سواء حياً أو ميتاً مؤمنا أو كافراً لأن الإيمان أو الكفر فهى قضية من إختيار
الإنسان لنفسه ، وأما أعضاؤه وجسده فهى من صنع الرحمن وهى خاضعة ومقرة بمن خلقها وتسبح له شكرا وعرفانا وأثبتت العلوم ذلك ، وكل شىء عنده بمقدار عالم
الغيب والشهادة يقول الحديث الشريف وهو منقول عن حذيفة بن أسيد :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر فى الرحم بأربعين ليلة
فيقول يارب ماذا ؟ أشقى أم سعيد؟ أذكر أم أنثى ؟ فيقول الله تبارك وتعالى فيكتبان فيكتب عمله وأثره ومصيبته ورزقه ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد على مافيها ولا ينقص
!! وأنا لا اتعرض لهذا الحديث من زاوية التفسير الفقهى
ولكنى أتعرض له من زاوية الإعجاز العلمى لهذا الحديث النبوى المبهر
ويجب علينا نركز تمعننا فى قوله صلّ الله عليه وسلم
(فيكتب عمله وأثره ومصيبته ورزقه ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد على مافيها ولا ينقص )
ولو تمَّعنا أيضا فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقول عن أبو هريرة رضى الله عنه مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل أبن آدم تأكل الأرض
إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ) رواه أبو داوود والنسائى وأحمد وابن ماجه وابن حبان ومالك
وهذين الحديثين الشريفين يشيران إلى حقائق علمية عظيمة تنبه أذهان الخاشعين المؤمنين إلى روعة ألبيان العظيم الذى يأتى من قبل عالم الغيب والشهادة ويكشف لنا
عن حقائق تخر لها أذقان الموحدين سجداً ، فلم يتوصل العلماء إلى هذه الحقائق المبهرة إلا منذ سنوات قليلة حيث أثبت المتخصصون فى علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى بإسم ( ألشريط ألأولى ) الذى يتخلق بقدرة الخالق
سبحانه وتعالى فى اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وإنغراسها فى جدار الرحم وإثر ظهوره يتشكل الجنين بكل طبقاته وخاصة الجهاز العصبى وبدايات تكَّون كل من
العمود الفقرى وبقية أعضاء الجسم لأن هذا الشريط الدقيق قد أعطاه الله سبحانه وتعالى ألقدرة على تحفيز الخلايا على الإنقسام والتخصص والتمايز والتجمع فى
أنسجة متخصصة وأعضاء متكاملة فى تعاونها على القيام بكافة وظائف الجسم وثبت أن هذا الشريط يندثر فيما عدا جزء يسير جداً منه يبقى فى نهاية العمود الفقرى
(العصعص ) وهو المقصود ب(عجب الذنب ) وكأن الإنسان منذ أن كان نطفة من ماء مهين قد حدد الله له صفاته وشكله الوراثى حتى بنانه الذى يخصه ( بصماته ) وهنا
يقع خطأ لا يتداركه إلا الفطن الذكى والحريص على توضيح الحقائق بكل مافيها من إثباتات وبراهين ولربما يقفز إلى ذهن الإنسان سؤلاً خبيثاً فيتسائل فى نفسه : مادام
الله قد كتب علينا كل ماسوف نفعله من أعمال خيراً أو شراً فلماذا يحاسبنا على ماليس لنا عنه بد وهو مكتوب ومن قبل أن نولد ؟ أجيب على من يخطر له هذا السؤال
على باله لقد نسيت ياصاح أن الله هو عالم الغيب والشهادة وأنه يعلم بكل ماقد سيحصل وماهو حاصل قبل وبعد وجوده ولكن لم يفرضه ويكتبه عليه فالله ليس بظلام
للعبيد فمثلا لو عند ك طفلان أحدهما شقى وعاص ولايستمع للنصيحة والآخر مطيع وهادىْ ويستمع للنصيحة وامرتهما أن لايقتربا من شىء معيَّن فمن الذى سيطيعك
ومن الذى سيعصيك ؟ أنت فى هذه الحالة من المؤكد أنك ستعرف مقدماً من هو الفائز بتتبع النصيحة ومن الخاسر الشقى من قبل فما بالك بعالم الغيب والشهادة الذى يعلم
السر وأخفى ؟ وكفاك حذرا من يوم سوف تبلى فيه سرائر العباد(إستخراج ماقد أخفوه عن الخلق من أسرارهم علانية أمام كافة الخلق ) فما لهم من قوة ولاناصر
،والمقصود من عجب الذنب فى أحاديث الرسول صلَّ الله عليه وسلم والذى سيعاد خلق الإنسان منه من جديد بنزول مطر خاص من السماء ينزله الله سبحانه وتعالى
وقت أن يشاء يوم البعث فينبت من خلاله كل مخلوق كما ينبت البقل ، وقد أثبتت الأبحاث المعملية والعديد من علماء الصين بعد العديد من التجارب المعملية إستحالة
إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص ) كيميائياً بالإذابة فى أقوى الأحماض أو فيزيائيا بالحرق أو بالسحق أو بالتعرض للأشعة المختلفة وهو مايؤكد صدق حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذى يعتبر سابقة لكافة العلوم المكتسبة بألف وربعمائة سنة ونيف على الأقل ، ولعل ماسوف يثير دهشتك وتخشع له جوارحك أن هذا ألعجب من
الذنب والدقيق جدا فى الحجم فهو بقدر حبة العدس يحمل جميع صفاتك وشفراتك الوراثية وتظل بداخله حية حتى لو مرت عليها مليارات السنين بل تحمل شفرات كل
عملك خيره أو شره وهذا ماأثببته البحوث العلمية أيضا بل الأكثر دهشة وخشوعا أن جميع باقى ذرات جسدك التى تحللت وأمتزجت فى التراب لها دور عظيم وحيوى
ومتواصل مع بعضها البعض وفى تواصل تام لم ولن تفقد منخلاله الحس ولا الإدراك حتى خلايا الإنسان النبيلة لن تفقد دورها ولا ذكرياتها أبداً وهذا ما سوف أوضحه فى
مقالاتى ألتى سوف أرسلها تباعا لتشهد على عظمة خالق البرية الذى أتقن صنع كل شىء حى وحتى نلتقى إن كان لى فى العمر بقية أستودعكم الله ألعليم القدير....................ساديكو