كثيراً عندما نقرأ في ميادين الشعر أو الرواية كلمات نفقها جيّداً و نحسّ بمعناها ، ولكن إذا طلب منّا أن نشرحها وقفنا صامتين ..
و كثيراً ما قرأنا شروحاً للمفردات لا تؤدّي حقيقة الإحساس باللغة ، و الكلام يتضح بالمثال ...
نقرأ مثلاً : امتشق الفارس حسامه ، ثم نقرأ في الشرح : رفع الفارس سيفه ، و لكن يا ترى هل إحساسك بكلمة امتشق مثله في رفع ،
ثمّ هل هي مرادفة لكلمة امتشق حقيقة .
و من ذلك أمثلة كثيرة تقول : ساورني الشك أو امتعض الرجل ، أو انتضى الرجل للهلاك ، أو انقشع الظلام ، أو تجشّم مشقّة الأمر ..
وفي كلّ ذلك نقرأ مرادفات لا تؤدّي حقيقة الإحساس بالكلمة ، وهذا ما يدفعني إلى القول بما قاله بعض علماء اللغة بأنّه لا يوجد ترادف في اللغة.
وهذا أيضاً يفتح لنا باباً آخر يمكن أن يوضح لنا مقولة مفادها "شرح البيت يقتله " لأن ذلك الشرح لا يؤدّي روح المعنى وهو المحسوس .
هذا على صعيد الكلمة كوحدة كلامية ، فما الذي يمكن قوله في نظم الكلام ، وهي مادة الدراسات الأسلوبية المعاصرة ؟
نقول : استشاط فلان غيظاً ، قضى فلان نحبه ، كان ذكيّا منذ نعومة أظافره ،وضعت الحرب أوزارها ...
في كلّ ذلك جمل ـ إن صحّ التعبير ـ جاهزة ، ولكن هل نعرف يا ترى معنى "استشاط ، النحب" ؟؟
ما أريد قوله باختصار إن ثمّة فجوة واسعة بين ما نحسّه من اللغة و بين ما نشرحه أو نفسّره بمرادفه ...
والله تعالى أعلم و علمه أتمّ و أحكم