في زيارة له إلى مقر جريدة "الهداف" تحدث الممثل
الفكاهي الجزائري المحبوب "صالح أوقروت" المدعو "صويلح" بطل المسلسل
الرمضاني "جمعي فاميلي" عن العديد من الأمور للمرة الأولى والتي يجهلها
أغلبية الجزائريين عنه، حيث تحدث عن نشأته وطفولته كما تحدث عن الرياضة
وعالم كرة القدم وحتى عن عبد القادر غزال...
صويلح
صالح مرحبا بك في مي مقر جريدة "الهداف"...شكرا لكم على الاستقبال الجميل، وأنا تحت تصرفكم في كل حين.أولا صالح هل لديك اسم طفولة أو ما شابه؟طبعا،
ومن منا لا يملك اسم طفولة؟، بالنسبة لي كان الأهل والأصدقاء يدعونني
بـ"الصويلح"، منذ الصغر، وهو تصغير لاسمي الحقيقي "صالح"، أو كما يقال "اسم
الدلع".
الحالة العائلية؟متزوج من المخرجة الجزائرية فاطمة بلحاج، ولدينا طفلة تبلغ حوالي سنتين من العمر، واسمها "نسيبة".
الله يبارك...وكيف التقيت أنت والزوجة الكريمة؟التقينا في بلاطو التمثيل، كان فيلما اسمه "أرفع راسك يا لـڨـرم" والذي كتبت هي شخصيا السيناريو الخاص به، وهناك حدث التواصل بيننا.
وبعد الزواج هل منعتها من ممارسة المهنة؟ لا
أبدا، لاتزال تمارس دائما مهنة الإخراج، ولقد مثلنا سوية في فيلم "مال
وطني"، إنه فيلم جميل جدا أنصح الجميع بمشاهدته، لقد أديت دور مجنون فيه.
هل لنا أن نعرف تاريخ ومكان ازدياد "صالح أوقروت"...أكيد، صالح من مواليد 22 مارس من عام 1961 في مدينة "بريف" الفرنسية في "الكوريز" الشهيرة برياضة الـ"ريغبي".
إذا تمتلك جنسية فرنسية والوثائق التي تمكنك من دخول التراب الفرنسي كلما شئت؟لا،
أنا لا أملك لا جنسية فرنسية ولا أي وثائق أخرى تربطني بفرنسا، رغم أن
الكثير من الناس سواء المقربين أو الأصدقاء يستغربون ذلك عندما يعلمون أنني
مولود بالأراضي الفرنسية، حتى أن منهم من حاول دفعي إلى استخراجها، إلا
أنني لم أشعر أنني بحاجة إلى جنسية أو أي وثائق فرنسية.
أنت ربما من القلائل -إن لم تكن الجزائري الوحيد- المولود في فرنسا ولم يحصل على جنسية ووثائق فرنسية، فيما يحلم بها الآخرون، لماذا؟بصراحة،
والله لا أعلم لذلك سببا معينا، يا أخي أنا جزائري فخور بوطنيتي، وأحمل
جواز سفر جزائري أخضر، وأظن أن ذلك يكفيني، وكما يقال عندنا بالعامية "فيها
بركة" والحمد لله.
بصراحة صالح لو
أنك سئمت من الوضع في الجزائر لأي سبب من الأسباب، هل كنت ستعيد التفكير
بشأن الحصول على الوثائق الفرنسية ومغادرة التراب الوطني في يوم من الأيام؟يضحك..."إذا
ما لازمش يخلطو فيا باش نبقى هنا ولا نقلع"...لا لا أنا أمزح فقط، قلت لك
أنا جزائري زيادة على أنني أفوق الخمسين سنة من العمر، لو أردت الذهاب إلى
أوروبا لكنت فكرت في ذلك عندما كنت شابا وليس الآن، ولكنني في المقابل أتوق
إلى زيارة المدينة التي ولدت فيها مدينة "بريف" في يوم من الأيام، إنه لمن
الرائع أن أزور وأرى المكان الذي ولدت فيه، لأنني لم أزره من قبل طيلة
حياتي.
كيف تواجد أبواك في مدينة "بريف" الفرنسية، هل كانا من المغتربين الجزائريين في المنطقة؟ما
لا يعلمه الكثيرون هو أن والدي "رحمه الله" كان رياضيا كبيرا في مجال
العدو، كان يجري في سباقات العدو في سنوات الأربعينيات في فريق الجيش،
وعليه فقد ذهب إلى "بريف" الفرنسية من أجل مواصلة مشواره الرياضي، وهناك
"كتب المكتوب" وولدت في ذلك المكان، إلا أن والديّ عادا بي إلى الوطن بعد
ربما 3 أشهر، وأنا لا أزال رضيعا.
إذا فوالدك قد حقق مشوارا كبيرا في مجال الرياضة؟نعم،
تستطيع قول ذلك، فقد توج بطلا لشمال إفريقيا في رياضة العدو، والذي رحمه
الله كان اختصاصيا في الـ3000 متر، كما أنه كان رياضيا في الفريق العريق
"مولودية الجزائر"، كان مشهورا للغاية في ذلك الوقت والكل كان يعرفه، حتى
أنه تسابق مع الأسطورة العالمية "إيميل زاتوبيك"، أبي كان رياضيا كبيرا،
حيث أنه كان من محبي الرياضة بكل أنواعها، حتى أنه كان منخرطا في فريق
لرياضة "الريغبي".
وماذا عنك أنت صالح، أي رياضة مارست في صغرك؟=
أنا
لم أمارس الرياضة كثيرا، ولم أنخرط فيها بالشكل الذي فعله والدي "رحمه
الله"، عندما كنت صغيرا لعبت في فئة أصاغر اتحاد البليدة مع لاعبين معروفين
ومشهورين على المستوى الوطني، مثل "زان" "بربار" و"فتان زوبير".
في أي مركز كنت تنشط؟كنت لاعب جناح أيسر.
هل كنت جيدا، مثلا أحسن من اللاعبين المشهورين الذين لعبت معهم؟يضحك
كثيرا...ما كان والو، لم أكن لاعب كرة قدم جيد أبدا، هذه هي الحقيقة، كنت
ضعيفا جدا، رغم أنني كنت أعشق دائما رياضة كرة القدم وهو ما يبدو أنه لم
يكن كافيا أبدا، وبما أنني "كنت فايق بروحي" فقد تركت كرة القدم مبكرا
واتجهت نحو عالم آخر..."المسرح"، كما يقال "فقت بلي أنا قرعة في كرة القدم"
فلماذا أواصل، هناك لاعبون كثر أحسن مني تركت لهم المجال بانسحابي.
إنه لمن الصعب علينا عندما نظن أنفسنا جيدين في كرة القدم بينما العكس تماما هو الصحيح، أليس كذلك؟إنها
كارثة...أنا شخصيا أظن أنني كما يقال "فقت بكري"، فقد كنت أعلم أنني لن
أكون لاعبا كبيرا أبدا، كنت ضعيفا جدا في كرة القدم فما الطائل من مواصلة
ممارسة هذه الرياضة بصفة منتظمة وأنا أعلم أنني لن أصبح لاعب كرة قدم أبدا،
في المقابل هناك الكثير من اللاعبين الجزائريين الذين وللأسف يظنون أنهم
جيدون رغم أن 120000 مناصر يصرخون عليهم من المدرجات ويطالبونهم بالتوقف عن
ممارسة كرة القدم، إنه موقف صعب جدا عندما يحدث لك شخصيا.
هل بإمكانك التحديد أكثر، وإعطاءنا لاعبا من هؤلاء على سبيل المثال؟يضحك...أنا
أعلم أنك تحاول جري للكلام عن مهاجم المنتخب الوطني الجزائري "عبد القادر
غزال"...نعم هذا صحيح وغزال واحد من هؤلاء اللاعبين، هو حقيقة لاعب أنيق
و"حطة"، ولكنه في كرة القدم ذو حظ سيء للغاية، إنه "مسكين" أمام المرمى.
ولكنه كثيرا ما سجل مع الأندية التي يلعب لها...نعم
هذا صحيح، ولكنني أعتقد أن حظه سيء مع المنتخب الوطني فقط، هو لاعب جيد
ولكن "الله غالب"، وما يحيرني ويحزنني بشأنه هو أن غزال دائما يلعب "حرارة
ويمد كامل واش عندو" ولكن النهاية واحدة...ما كاش أهداف ببساطة "مازال".
لنترك كرة القدم قليلا...في أي سن بدأت صوم شهر رمضان؟ربما
في سن 9 أو 10 سنوات لا أتذكر جيدا، أذكر أنني سجلت في مسجد الحي الذي كنت
أسكن فيه من أجل حفظ القرآن على يد الشيخ "أحمد" رحمه الله، لازلت أذكره
جيدا، كان معطوبا فاقدا لكلا رجليه، وكان يحتفظ بعصا طويلة جدا على حسب طول
القسم، حتى إذا أراد أن يعاقب أحدنا فإنه يضربه بعصاه التي تصل إلى أي
مكان في القسم، كان طولها يفوق 6 أمتار، وكانت غالبا ما تضرب رأس التلاميذ
المشوشين، وعليه فقد تعلمت من الشيخ الكثير على الطريقة القديمة، وهو ما
أحتفظ به في رأسي والحمد لله.
هناك تقاليد لكل ولاية جزائرية عندما يصوم الطفل للمرة الأولى، فما الذي فعلته لك العائلة في أول يوم؟طيبولي الطمينة.
صالح كم من حزب حفظت على يد الشيخ من القرآن الكريم؟لا أعلم بالتحديد، ولكنها تقارب الـ15 حزبا.
هل بقي الكثير منها في ذاكرتك، وكم تحفظ الآن؟نعم،
بقي القليل منها ولم أفقد كل حزب حفظته وكيما نقولو "لاباس شوية ماشي
بزاف" ربما تبقى في ذاكرتي حوالي 9 أحزاب، أنا متحفظ على ذكر مثل هذه
الأشياء التي قد تظهر الشخص على أساس أنه "زواخ" ولكن بما أن الأمر يتعلق
بالقرآن الكريم فأنا أقول وأفتخر بأنني أحفظ 9 أحزاب منه، فالله أمرنا أن
نقرأ ونحفظ ما تيسر منه، وهو ما يتوجب علينا كمسلمين فعله، ولهذا سمحت
لنفسي بالتحدث إليكم حول عدد الأحزاب التي أحفظها من أجل تشجيع القراء
الكرام على حفظ القرآن، ومن أجل أن نكون قدوة لهم نحو الخير والصلاح.
في المدرسة خلال الطفولة هل كنت نجيبا أم مشاغبا؟في
المدرسة كنت "عاقل"، قد يعتقد البعض أنني كنت أتصرف بجنون خلال الطفولة
وأنني بحكم طبيعتي كممثل فكاهي فقد كنت أشغل منصب مهرج القسم، ولكن هذا في
الحقيقة لم يكن يحدث أبدا، فأنا على عكس السينما والمسرح لا أجيد التمثيل
على أرض الواقع، أنا ممثل سيء في الحياة الحقيقية، كما أن طبيعة العلاقة
بين الأستاذ والتلميذ في ذلك الزمن كانت تفرض علينا الكثير من الاحترام
داخل القسم، وكما يقال ففي ذلك الزمن "لي يغلط في القسم يخلص".
وخارج المدرسة كيف كنت؟هناك
خارج المدرسة كنت "طوايشي تاع الصح"...أذكر أننا كنا عندما نخرج ممن
المدرسة نأخذ محافظنا ونكتب عليها أرقاما بالطباشير ونحولها إلى سيارات
سباق...وكنا نفتعل صدامات وحوادث سير بيننا، ألعاب طفولية سخيفة نوعا ما
لكننا على الأقل نفتقدها الآن "الله غالب" الطفولة شيء جميل للغاية، كنا
نلعب الكثير من الألعاب في زمننا، مثل ما يسمى "الرشايقة" ولعبة
"délivré"...ومع كل احتراماتي للرجال أؤكد لكم أنني أنا شخصيا كنت كثيرا ما
ألعب لعبة "la marelle"، إلا أنني وكما يقال في اللعبة كنت "n’payais"
بزاف.
كنت تعلب مع البنات؟نعم،
كنت ألعب كثيرا مع البنات...وكان الكبار في حينا لا يريدون من الأطفال أن
يلعبوا مع البنات خشية أن يكبروا على تصرفات البنات وحركاتهن "راك
علابالك"...وعليه فقد كانوا يوهموننا أن من يلعب مع البنات فستنبت له شوارب
"موسطاش" مثل شوراب القطط، كانت هذه طريقتهم الخاصة في ذلك الوقت والتي
اعتقدوا أنها كفيلة بجعلنا رجالا حقيقيين 100%.
في أي مادة كان صويلح متفوقا؟في اللغة العربية طبعا كنت جيدا، أما بقية المواد فـ"يجيب ربي".
وفي أي مادة كنت سيئا؟في
الرياضيات، كنت سيئا للغاية "مبوشي"...وفي قرارة نفسي كنت أعتقد أنه ليس
علي أن أتعلم هذه المادة، فقد كانت مشاهدة أستاذ الرياضيات وحدها "ميزيرية
كبيرة" لأنني كنت أخاف منه كثيرا.
ما هو أحسن ترتيب لك في الامتحانات؟الأول،
أذكر أنني حللت في الترتيب الأول لكن عند الشيخ "أحمد" رحمه الله في مسجد
الحي وليس في قسم المدرسة، كنا حوالي 43 تلميذا، لذلك فالمرتبة الأولى كانت
إنجازا كبيرا جدا لا يصدق...أذكر أن والديّ كانا فخورين كثيرا بي،
المسكينان ظنا أنهما أنجبا عبقريا أو شيئا من هذا القبيل.
ماذا عن أسوء رتبة حصلت عليها؟يضحك...الـ43
مع العلم أننا كنا حوالي 43 أو 46 تلميذا، أعتقد أنه كان هناك ثلاثة
تلاميذ فقط ممن حصلوا على رتبة أسوأ مني، وهؤلاء هم التلاميذ الذين لم
يكونوا يحضرون إلى القسم أبدا.
حصولك على الرتبة الأولى والرتبة الأخيرة يجعلك مثالا حقيقيا للإنسان الجزائري الذي يستطيع أن يكون الأحسن أو الأسوأ...حقيقة
نعم، الإنسان الجزائري يستطيع أن يكون طيبا و"حنين" كما أنه يستطيع أن
يفقد أعصابه ويتحول إلى إنسان شرس متهور، هذه طبيعتنا كجزائريين منرفزين
لكننا طيبون جدا من الداخل، نمر من الحالة الجيدة إلى الحالة السيئة والعكس
في وقت قصير، نفتقد إلى الحالة الوسطى بين ذلك وذلك، لا طيبين كثيرا
فيستغلنا الناس، ولا أشرارا سيئي الطباع فنظلم الآخرين.
ما رأيك في الأساتذة الذين يضربون التلاميذ؟في
الحقيقة الطفل يجب أن يضرب في بعض الأحيان لكي يفهم الأمور، ولكن هناك طرق
للضرب، أنا لست مع الأستاذ الذي يمارس "الكاراتي" على تلاميذه أو "يطيح
عليهم بالدبزة والدماغات"، ليس هناك تلميذ لم يضرب في زمننا، أما الآن فأظن
أن التلاميذ هم من يضربون الأساتذة وليس العكس، فالوقت تغير و"الزمان
دار".
الرئيسية
البوابة
أحدث الصور
