التلوث الطبيعي والصناعي للهواء خطر يهدد الإنسان فاستنشاقه يؤثر على الجهاز التنفسي ويصيب بالربو ،الهواء النقي ضروري للحياة والصحة لان الإنسان مثله مثل أي كائن حي يحتاج إلى الأكسجين الموجود في الهواء. إذا فالهواء عنصر مهم في استمرار الحياة والمحافظة عليها فقد يستطيع الإنسان الحياة بدون طعام لمدة أسابيع وبدون ماء لعدة أيام ولكنه لا يستطيع الحياة بدون هواء لبضع دقائق ومن المعلوم إن رئتي الإنسان الطبيعي في الظروف المناخية العادية تحتاج حوالي 15 كيلو جرام من الهواء الجوي خلال 24 ساعة .
والهواء مهم للوظائف الحيوية والاجتماعية والمحافظة علي الحياة ويتبعها المحافظة على الكائن البشري صحيحا قويا ذا بنية قوية خاليا من الأمراض والعلل ، وإذا تلوث الهواء فان الإنسان يستنشق هواء ملوثا يجعله يعيش ضعيفا وأيضا هزيلا مصابا بالأمراض فتختل البنية الاجتماعية للبلاد ، ويكون التلوث طبيعيا أو صناعيا . فالتلوث الطبيعي ينتج عن عمليات طبيعية لا دخل للإنسان فيها مثل التلوث الذي يحدث في حالة انفجار أو ثورات البراكين التي تلقي بالحمم البركانية والاتربة إلى مسافات بعيدة من سطح الأرض وتغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبحار والأنهار وتحدث وفيات لكثير من الناس وتتلف المحاصيل الزراعية على سطح الأرض وقاع البحار وتلوث الكائنات الحية في الأنهار والبحار ، ويكون التلوث طبيعيا مثل العواصف الرملية التي تسبب إتلاف آلاف المواد وإحداث الشحنات الكهربائية مع تعرية التربة وإتلاف المحاصيل والزهور وتساقط الغبار وإحداث الأضرار للكائنات الحية ، ومن التلوث الطبيعي ما يحدث عند احتراق الغابات بأثر الصواعق أو الحرائق العامة حيث يحترق مئات بل آلاف الكيلومترات من الغابات الزراعية محدثا أدخنة تلوث الهواء والماء وتنتقل هذه الأدخنة عبر الهواء إلى الإنسان أو الكائن الحي حيث يستنشق الهواء الملوث فيؤثر على الجهاز التنفسي ليصيب الجسم بالربو وضيق التنفس والكتمة أو السل الرئوي أو تحدث حساسية وحكة و أمراض جلدية أو يكون التلوث صناعيا وهذا التلوث يحدث بفعل وضع الإنسان وتدبيره بإرادته مثل تلوث الغرف المغلقة أو الصالات والحافلات والطائرات بدخان السجائر بأنواعها ، ولا يخفى التأثير الضار للنيكوتين والسجائر على الإنسان وهذا التأثير الضار والخطير يؤثر على المدخن وعلى المصاحبين له في الجلسة من غير المدخنين مثل الأطفال أو النساء أو كبار السن.
إن تلوث الهواء في الدول الصناعية يختلف عن تلوث الهواء في الدول النامية أو الدول الفقيرة فوجود مئات أو ألوف المصانع في الدول الصناعية جعل مدنها تعيش في حالة سماء مكثفة بالهواء الملوث بغازات عديدة مثل غاز أول أكسيد الكربون والمتصاعد من احتراق الفحم بأنواعه كمصدر للطاقة أو ملوث بزيت الوقود واحتراق هذه المواد يؤدي إلى تكوين غازات تؤدي إلى حساسية مستديمة والى أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي وزيادة التقدم الصناعي للدول الصناعية وبدخول عصر التكنولوجيا ازدادت الملوثات وهى من نوع جديد لم يكن معروفا من قبل.