فلسطين والطبيعة المبدعة
المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية المقترحة في فلسطين
إن المفهوم الحديث للمحافظة على الطبيعة هو الصيانة والاستغلال الحكيم والأمثل لمصادر الأرض، ويرتكز هذا المفهوم على عنصرين هما: الحماية والتخطيط، وإن هذين العنصرين هما من المرتكزات العالمية الحديثة والقديمة في وقت واحد لصيانة الطبيعة بهدف الحفاظ عليها للمستقبل البعيد، فالاستراتيجية العالمية الطبيعية تؤكد على أن الحماية الطبيعية ومصادرها هو من ضرورات التنمية المستمرة، ويمكن تحقيق هذه الحماية من خلال ما يلي:
1- المحافظة والإبقاء على النظم البيئية، لما لها من تأثير مباشر على بقاء الإنسان.
2- المحافظة على التنوع الجيني لأهميته بالنسبة للتكاثر الحيواني والنباتي.
3- التأكد أن استغلال الإنسان لأنواع النظم البيئية هو استغلال غير جائر، يسمح لهذه الأنواع بالاستمرار.
لهذا فإن المناطق المحمية هي ضرورية للمحافظة على المصادر الحية للبلد فهي:
· تتيح تواجد عينات ممثلة للأحياء محفوظة وسليمة فيها.
· المحافظة على التباين الحيوي والفيزيائي.
· المحافظة على التنوع البري الجيني.
والمتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية هي عبارة عن مساحة كبيرة من الأراضي تخصص بواسطة القانون لحماية المصادر الطبيعية الموجودة ضمن حدودها... وتشمل المصادر التالية:
Ø أشكال الأرض وتضاريسها وتوزيع اليابسة والبحار عليها.
Ø المصادر الحيوية وتشمل حضارات المجتمعات الإنسانية القديمة.
Ø المصادر التاريخية والثقافية وتشمل حضارات المجتمعات الإنسانية القديمة.
Ø المصادر الترويحية وتشمل الإشكال الطبيعية للأرض التي يستعملها الإنسان لأغراض الترويح عن النفس مثل الرحلات سيراً على الأقدام.
أنواع المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية حسب المجموعات العالمية (National Park):
المجموعة الأولى: مسئولية لجنة المتنزهات القومية والمناطق المحمية العالمية:
1- محميات علمية: تخصص لأغراض الأبحاث العلمية ومراقبة الشئون البيئية.
2- متنزهات قومية: مساحات واسعة من الأراضي تخصص لحماية الطبيعة والمناطق الطبيعية الخلابة ذات الأهمية القومية أو العالمية وتخصص للأغراض العلمية والتعليمية والترويح على النفس.
3- معالم طبيعية: تخصص لحماية وصيانة الأشكال الطبيعية ذات الأهمية الوطنية.
4- محميات لحماية الطبيعة: تخصص لحماية وصيانة الأنواع ذات الأهمية القومية بصورة طبيعية.
5- محميات المناظر الطبيعية: تخصص للمناطق الترويحية بسبب زيادة عدد السكان والتي تجذب بجمالها الطبيعي وبمياهها العذبة للسياحة.
المجموعة الثانية: مسئولية الاتحاد الدولي لحماية وصون الطبيعة
(International Union for Conservation of Nature-IUCN)
1- محميات الموارد الطبيعية: حماية الموارد الطبيعية فيها للوصول إلى الاستعمال المثالي في المستقبل ومنع جميع النشاطات الإنسانية التي تؤثر على توازنها.
2- المحميات الإنسانية: تخصص لحماية مناطق طبيعية يكون الإنسان جزءاً أساسياً فيها بهدف السماح لهذه المجتمعات بالتعايش بانسجام مع هذه البيئة.
3- محميات ذات استعمالات متعددة : ذات أغراض متعددة للموارد الطبيعية المتوفرة في المحميات وأغراض الترويح عن النفس والاستفادة من محتوياتها.
المجموعة الثالثة: مسئولية اليونسكو(UNISCO)
1- محميات المحيط الحيوي: لغرض حماية المجتمعات الحيوية من نباتية أو حيوانية الموجودة ضمن النظام البيئي الطبيعي.
2- محميات المواقع العالمية الموروثة: تخصص لحماية الأشكال الطبيعية في المواقع التي تعتبر ذات صفات عالمية موروثة مثل مدينة القدس.
بعض المواقع المحمية والمتنزهات الوطنية المقترحة في الضفة الغربية وقطاع غزة
منذ دخول واستلام السلطة الوطنية الفلسطينية، لم تكن هناك أي فرصة للبدء بدراسة المواقع الطبيعية المقترحة لانشاءها واعلانها كمحميات طبيعية، لأسباب عدة ومنها:
· جميع المواقع المعلنة هي مواقع معلنة من قبل السلطات الاسرائيلية ولأهداف سياسية، ومن الممكن أن يكون بعض المواقع هي فعلا مواقع طبيعية محمية ولكنها لا تعتمد من قبل السلطة الفلسطينية لكونها لم تستوفي الشروط الخاصة المذكورة اعلاه بانشاء واعلان المحميات الطبيعية.
· لا توجد طواقم بشرية كباحثين متفرغة لأعداد الدراسات وقاعدة المعلومات الخاصة بكل موقع .
· الظروف السياسية الحالية من الممكن أن تكون عائق لأستكمال الدراسات العلمية ولأعداد قاعدة المعلومات عن المواقع المقترحة،بالرغم من مثلا جمعية الحياة البرية تقوم ببعض هذه الدراسات.
· أعلنت وزراة الشئون البيئية الفلسطينية عن موقع واحد كمحمية مقترحة في قطاع غزة" موقع وادي غزة" وقد بدأ العمل بها في الفترة السابقة ولا يزال العمل قائم .
· بدأت السطة الوطنية الفلسطينية ومن خلال تأسيسها لسلطة البيئة ومن ثم وزارة شئون البيئة بعمل الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية للتنوع الحيوي، وتتضمن المقترحات لتلك لأنشاء واعلان المواقع الطبيعية كمحميات أومتنزهات الوطنية.
الموقع: عين الفشخة/ البحر الميت:
تقع في الجهة الغربية للبحر الميت عيون تسمى بعيون الفشخة وهي صغيرة ولكنها تعتبر مأوى جيد للطيور المهاجرة حيث ينبت في منطقتها نباتات كبيرة أهمها البوص. وتصب مياهها في البحر الميت.
عيون الفشخة
الموقع: عيون العوجا/ أريحا:
مياه هذه العيون تصب في نهر الأردن وتقع إلى القرب من النهر وإلى الشمال من مدينة أريحا بحوالي 15 كم، وتعتبر منطقة العيون من المناطق التي تصلها الطيور المهاجرة والمقيمة أيضا،ً وتعتبر هذه العيون هي عيون موسمية، وقد تجف أحيانا في فصل الصيف.
الموقع : وادي القلط/ أريحا:
بالإضافة إلى عيون القلط وعين فارة والفوار وتقع جميعها إلى الجهة الشمالية والشرقية لمدينة القدس حتى تصل إلى نهر الأردن شرقاً وهي من أكبر روافد نهر الأردن وتعيش في منطقتها حيوانات برية مثل الوبر الصخري، النيص (الشيهم)، الغزال الجبلي، الذئب، الضبع وجميعها من الحيوانات المهددة بالانقراض بالأضافة إلى العشرات من النباتات البرية والطيور المهاجرة والمقيمة أيضاً.
واد القلط معلم تراثي وطبيعي على حد سواء
الموقع : نهر الأردن:
على ضفاف نهر الأردن الشرقية والغربية كانت تعيش الحيوانات البرية ومعظمها الآن انقرض وأهمها الأسد وتم تسجيل آخر مرة شوهد فيها قبل 360 عاماً، ويصنف من المواقع العالمية الطبيعية المحمية استناداً إلى موقعه المنخفض حيث يصل انخفاضه عن مصبه في البحر الميت إلى حوالي 396 متر تحت سطح البحر ويعتبر أيضاً موقعاً للطيور المهاجرة والمقيمة.
الموقع: وادي القف/ الخليل:
ويعق في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة الخليل حوالي 6 كم من مدينة الخليل وتبلغ المساحة المزروعة بالأشجار الحرجية مثل السرو والصنوبر حوالي 2000 دونم وهو من المواقع التي يزورها الأهالي بهدف التنزه بالإضافة إلى أنها مأوى للطيور المهاجرة والمقيمة أيضاً ويوجد بالوادي بعض العيون المائية الضعيفة.
الموقع : برك سليمان/ بيت لحم:
تقع في الجنوب من مدينة بيت لحم على طريق بيت لحم/ الخليل وهي ثلاث برك منحوتة في الصخر منذ القدم ويوجد 250 دونم من الأراضي المشجرة بأشجار حرجية ويمكن استعمالها كمتنزه للراحة والاستجمام وخاصة في المناسبات الدينية المسيحية والإسلامية لأهالي المنطقة.
الموقع: وادي خريطون/ بيت لحم:
يقع الوادي جنوب شرقي بيت لحم ويعتبر من المواقع التي سكنها الإنسان الأول في تاريخ فلسطين وفيه مغارة طويلة كنفق محفور في الجبال حوالي 1200 م وهو من المناطق غير المكتشفة/ حيث كان في بداية عهد المسيحية موقعاً يحتمي فيه المسيحيون الأوائل المضطهدون من قبل الرومان.
الموقع: عين قينيا / رام الله:
تقع إلى القرب من مدينة رام الله وفيها عيون مائية تعتبر ضعيفة في الوقت الحاضر، وقد قام بعض أهالي رام الله بزراعة الحمضيات والفواكه بجانبها للاستفادة من مياهها وتعتبر من المناطق التي يزورها الأهالي بقصد الراحة والاستجمام حيث تعتبر من المناظر الطبيعية الجميلة في بداية فصل الربيع بالإضافة إلى كونها مأوى للطيور المهاجرة وكذلك الحيوانات البرية مثل الغريرة، ابن آوى، الخنزير البري، ومن نباتاتها شقائق النعمان السوسن، والسمفتوم الفلسطيني، والجعدة.
أحراش النبي صالح من المناطق الطبيعية الخلابة في محافظة رام الله
الموقع: وادي الباذان/ نابلس:
من المناطق الجميلة في الضفة وتقع إلى الشمال الشرقي لمدينة نابلس على طريق الجفتلك/ نابلس وفيها حوالي خمس عيون ذات مياه عذبة، بالإضافة إلى الينابيع والعيون المخفية الموجودة بين الصخور، والمنطقة ذات أشجار حرجية متعددة وذات مساحات شاسعة تصل إلى قرية طلوزة في الغرب من الوادي ومن أهم حيواناتها الثعلب، الشيهم (النيص)، الأرنب البري، وأشجارها الحور، الكينيا، الصفصاف ونباتاتها الصعتر، الميرميية، البوص، الخطمية.
الموقع: جبل جرزيم/ الطائفة السامرية:
يقع الجبل إلى الجنوب من مدينة نابلس وهو بارتفاع 881 متر عن سطح البحر ويطلق عليه اسم جبل الطور أو جبل البركة. ويضم أشجاراً حرجية، وتسكن الطائفة السامرية على قمته والتي تعتبر من الطوائف قليلة العدد في العالم حيث يبلغ عدد أفرادها حوالي 600 نسمة موزعين على منطقتين الأولى جبل جرزيم/ نابلس والقسم الثاني في منطقة حولون بالقرب من تل أبيب (تل الربيع).
وقد آمنت هذه الطائفة بسيدنا موسى واتخذت التوراة كتاباً مقدساً – الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط. وتحافظ على طابعها وتراثها وعاداتها النابعة من الدين السامري، حيث يقوم أفراد الطائفة بدراسة الدين واللغة العبرية القديمة من خلال كهنتهم وشيوخهم الذين يقطنون على قمة الجبل، وكما يقطن بعضهم داخل مدينة نابلس. ويعتبر جبل جرزيم بالنسبة لهذه الطائفة هو "القبلة لصلاتهم". وكما يوجد على قمة الجبل معبد روماني وكنيسة بيزنطية ومقام إسلامي.
الموقع: مدينة سبسطية:
تقع على بعد 12 كم شمال غرب نابلس بجانب الطريق المؤدي إلى جنين وهي ما زالت تحمل اسمها القديم، وعثر علماء الآثار على بقايا المدينة القديمة وهي المعروفة في المصادر التاريخية بالاسم اليوناني (سماريا / السامرة)، والتي تقع على قمة جبل، جوها منعش وفيها أشجار اللوز والخوخ والتفاح والرمان. يوجد في المدينة القديمة بقايا كاتدرائية يوحنا المعمدان وجامع سيدنا يحيى ومقابر يونانية ومسرح مرتفع، بالإضافة إلى الساحة المركزية ذات الأعمدة الجميلة.
الموقع: أم الريحان/ جنين:
في الجهة الغربية لمدينة جنين تقع غابات طبيعية كثيفة جداً تصل مساحتها إلى حوالي ثلاثة آلاف دونم من أراض تجمع قرى جنين، ويرجع تاريخ هذه الغابة إلى عهد قديم حيث كانت متروكة بدون تنظيم، وتعتبر إحدى الركائز الأساسية للطبيعة الفلسطينية المتميزة وهي من أهم الموجودات الطبيعية في البلاد لكثرة تنوع الكائنات الحية من حيوانات وطيور ونبات وأشجار كبيرة الحجم ومعمرة. ومن أهم أشجارها الكينيا، السنديان، البطم الفلسطيني، القيقب...الخ. وهناك العديد من الحيوانات البرية مثل الضبع، الذئب، النسناس.
الموقع: حمامات وادي المالح/ طوباس:
تقع الحمامات على مسافة 13 كم من مدينة طوباس من الجهة الشرقية لها وبالقرب من قرية يطلق عليها اسم تياسير، وتمتاز بالمياه المعدنية التي تخرج من ينابيع قريبة من سطح الأرض، ومنذ بداية هذا القرن، تم بناء بعض غرف الحمامات "الساونا الطبيعية" ولكنها مهجورة وشبه مهدمة في الوقت الحاضر بسبب سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها منذ حرب عام 1967 م وحتى قبل فترة قصيرة.
تضم منطقة وادي المالح 7000 دونم من الأشجار الحرجية والغابات الطبيعية ومنطقة تياسير تضم 12000 دونم من أشجار وشجيرات الرتم والسريس والخروب...الخ. وتمتلك هذه المنطقة بطريركية اللاتين في القدس حوالي (22000 دونم).
الموقع: وادي غزة/ غزة:
هناك القليل من المناطق في غزة والتي بقيت على حالتها الأصلية الطبيعية فما زالت منطقة الساحل تحتوي على بقايا صغيرة ذات قيمة في مدلول حماية البيئة، ويعتبر منفذ وادي غزة والكثبان المجاورة والمناطق الملحية المجاورة تعتبر ذات صفة خاصة، وتسير عمليات تكوين الكثبان بواسطة الرياح التي تهب من جهة الشاطئ بدون إعاقة مما يؤدي إلى وجود تعاقب طبيعي للنباتات يمتد حتى 300 م في الجزء الداخلي ويوجد في هذا المكان أيضاً جميع الأصناف النباتية التي تنتمي إلى نباتات الساحل والكثبان الرملية الساحلية النشطة.
ويعتبر وادي غزة المكان الوحيد الذي تشاهد فيه الطيور المائية والمخوضة ويمكن اعتبار المساحة الكلية ل 1250 دونماً من المناطق المالحة والكثبان الرملية المتحركة والشواطئ إضافة إلى 2000 دونم من المناطق المجاورة والنباتات المحيطة كمناطق ذات أهمية كبيرة من حيث النباتات والحيوانات البرية وتعتبر المناطق الرملية الجرداء في الجنوب الغربي الموطن الواسع الأخير للزواحف في قطاع غزة وفي هذا المكان تجد طيور السلوى والغر ودجاجة الماء ومالك الحزين بأنواعه الصغيرة والكبيرة التي تهبط في منطقة الخط الساحلية للقطاع وشمال سيناء مكاناً آمناً للراحة وفرص الغذاء.
دير مار سابا من المعالم التاريخية والطبيعية لفلسطين/