بسم الله الرحمن الرحيم
الســـــــــــلام عليكـــــــم ورحمـــــــة اللـــــه وبركاتــــــــــه ..
.. { تهادوا تحابوا } ..
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، الحمد لله الذي هَدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أنْ هَدانا الله ..
صلاة وسلاماً على سيدنا محمد خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بِهُداه إلى يوم نَلقاه .
الهديّــــة :
- سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي طالما غفل عنها الكثير ..
- رسالة رقيقة تحمل بين طيّاتها معاني المَودة والمحبة ..
- تُساعد على تعميق روابط الأُلفة الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء والأحباء ..
- سِلاح المودّة ، ومفتاح من مفاتيح القُلوب المُغلقة ..
- تُبهج القلوب ، تُذهب الكُره ، تُزيل الشَحناء ، وتقرّب النُفُوس والأرواح ..
- تَفرش الورود والندى بين النَاس ..
ولنا في رسولنا المُصطفى -صلوات الله وسَلامه عليه- أُسوة حسنَة ؛ حيث أمرنا بها وحثنا على قُبولها بقوله :
" تَهَاْدُوا تَحَابّوا "
وقوله : " تَهَادُوا ، فَإِنّ الهَدِيّة تُذهِبْ وغَر الصَدر"
وقوله أيضاً : " لو دُعيتُ إلى ذِرَاع أو كُرَاع لأَجبْت ؛ ولَو أُهديَ إليّ ذِرَاع أو كُراع لقَبِلتْ "
وقال قائل :
هدايا الناس لبعضهم بعض .. تُولد في قلوبهم الوصَال
وتَزرع في الضمير هَوى ووداً .. وتلبسهم إذا حَضروا جَمَالا
هَدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الهَدَايا :
لقد قَبِل النبي -صلى الله عليه وسلم- الهَدية ، وحثَ المُسلمين على قُبولها والإثَابة عليها ، حيث قَبِلَها من المُسلم والكَافر ، وقَبلها من الرجال والنساء .
وحَث صلى الله عليه وسلم على التَهادي وعلى قُبول الهَدايا .
ثِمار الهَدايا :
علينا أن نعلم عِلم اليَقين أن الهَدية ليست بالعَمليّة الخاسِرة التي لا فَائدة مرجوّة من وَرائها , بل هِي عَملية استثمارية مُربحة معنوياً ، أَثبتت نجَاحها في كَسب قُلوب الآخرين ، فهي من أهم مُقومات الشَخصيّة المغناطيسية الناجحة .
فَالهديّة تَجمع كلمات الحُب والأُخوّة والصَداقة ، ومِن خلالها نُرسل عِبارات الاعتذار والشُكر والمَدح والثَناء ، ومعها نُطيّر كُل معنى جَميل نُريد إيصالهُ لمن نُحبْ .
كَما أنها تَعكِس الكَرم والإجلال لشَخصية وأخلاق المُهدي, فهي تُعطِي انطبَاع وتَصوّر ايجابي وبَنّاء عَنه.
وتُعبّر عن مِقدار الاحترام والتقدير والعرفان للشَخص المُهدى إليه .
كما وتُمثل أنبل المَعاني والأحاسيس , وتُقوي الحبّ ، وتَزيد من رُوح التآلف بين الأفراد ، وتَفتح القُلوب المُغلقة ، وتُقرّب النُفوس والأروَاح .
أيضاً تُنمّي المَودة المَحمُودة , وتُشعِر بالسَعادة والرِضَا , وتُكبّر حُسن الظَن لَدى الآخرين , وتُذهِب الكُره والبُغض وتُزيل الشَحناء والضغنَاء مِن القلوبْ .
ليس شَرطاً أن تكُون الهَدية غالية الثَمن حتى تكُون جذابَة ومُؤثرة !
فمِن المُمكن أن تكون الهديّة مُتواضعَة بشكلِهَا لكن كَبيرة بمعناها ، وتُعطي صورة عن مَدى تقديرنا لمن سنُقدمها له .
الهَديّة حَسب الشخصيّة :
الكَثير منا تُصيبه الحيرة عند اختيار الهَدية المُناسبة لشخص مَا . الحل سَهل جداً ، أضعه بين أيديكُم :
حتى تمتاز هديتنا بالجَمال والتميّز ؛ ما عَلينا إلا أن نبحَث طبيعة الشَخص ونُحدد اهتماماته واختصاصه ، وأنْ نَعرِف مَاذا يُحب ويُفضّل ؟! أيضاً ومَاذا ينقُصه ؟! كَذلك يجب أن نُراعي الفِئة العُمرية وما إذا كَان الشخص ذَكراً أم أُنثى !
اجعَل لكُل شَخص هَدية تُناسب مُيوله واهتماماته ، ولِكل مُناسَبة هَدية خَاصة .
مَثلاً إذا كَان الإنسان الذي ستُقدم له الهَدية شَخص مُتعلّم ومُثَقف ويُحِب مُطَالعة الكُتب .. اجْعَل هَديته كِتاباً ثقافياً أو رواية أو ما شَابه ، وهكذا جَميع الأشخاص .... !
بهَذا نكُون اخترنا الهدية المُناسبة للشخص المُناسب .
آلية الإهداء :
أولاً : تقديم الهَدية عِند بداية إنشاء العَلاقة والصداقة ، فالهدية رسُول الحُب .
ثانياً : انتهاز فُرص المناسبات الخَاصة بالأصدقَاء والأقارب لتقديم الهَدية ، ( ليس شَرطاً تقديم الهَدية في المُناسبات فقط ) .
ثالثاً : في حَالة عدم وُجود مُناسبة اختَار الظَرف والوقت المُناسب لتقديم الهَدية .
رابعاً : حَاول أن تستغل عُنصر المُفاجأة عند تَقديم هديتك .
خامساً : يُحبب مناسبة الهدية للشخص المُهدى إليه ، ومراعاة ذوقه واهتماماته .
سادساً : حَاول أن تزّين الهَدية ، وضَعها داخِل غِلاف جَميل يُناسبها ، واجعلها مميزة وأنيقة ومُلفتة .
سابعاً : يُفضّل عَدم التلميح أو ذِكر ماهيّة الهَدية عند تقديمها .
ثامناً : أَرفق الهديّة بابتسامَة خفيفة صَادقة ونابعة مِن قَلب مُحب .
هَمسـة :
( الفرق بين الرَشوَة والهَدية )
قال العُلماء : أنَ مَن أَهدى هدية لولي الأَمر ليفعل معهُ مَا لا يَجُوز كان حراماً على المُهدِي والمُهدَى إليه وهذهِ من "الرَشوة" .
أما الهَدية فيُقصد بها إكرَام الشخص كما ذكرنا سَابقاً خِلال المَوضوع ، فهي تَكُون خالِصة لوَجه الله تعالى لا للمَصلَحة .
ختاماً /
تَهادوا ، واجْعَلوا هَدَايَاكُم رَسول المَودْة بينكُم ، وشُقُوا طُرق الحُب بَين النَاس بالهَدايا ، وأَخلِصوا بها النَوايا واجعَلُوها عبَادة تُقربكم إلى الله عَز وجل .
عذرااااا على الاطالة