تقدّم المدرّب المصري حسن شحاتة المدير الفني
لمنتخب مصر باستقالته هو وطاقمه المساعد المكوّن من المدرب شوقي غريب
والمحضر البدني حمادة صدقي ومدرّب الحراس أحمد سليمان وسمير عدلي المدير
الإداري، أمس الاثنين،
المنتخب المصري
لسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة
القدم، في أعقاب الخروج رسميا من التصفيات المؤهّلة لكأس الأمم الإفريقية
التي ستقام العام المقبل في غينيا الاستوائية والغابون، وهذا بعد التعادل
سلبا أمام جنوب إفريقيا سهرة أول أمس. وقد أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم
قبول استقالة الطاقم الفني. ويبقى موقف الطاقم القادم للمنتخب المصري
مجهولا، حيث لم يعلن مسؤولو الاتحاد عن وجود أيّ نية لتعيين أحد وفضّلوا
التريث في الاختيار للمدير الفني الذي سيقود بطل إفريقيا ثلاث مرّات
متتالية.
اللّعنة التي أصابت الجزائر زحفت إلى مصر وبقوّةويبدو
أن اللعنة التي أصابت المنتخب الوطني الجزائري السبت الماضي بخروجه شبه
الرسمي من تصفيات كأس العالم 2012، حيث بات المنتخبان المتصارعان في
التصفيات المزدوجة المؤهّلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، ضمن المنتخبات
التي ستغيب عن الموعد الإفريقي المقبل. وإذا كان المنتخب الجزائري يملك
بصيص أمل وحسابيا لم يُقص بعد، فإن المنتخب المصري سيكون أول الغائبين عن
الموعد القاريّ، وهو حامل لكأس إفريقيا في الطبعات الثلاث الأخيرة. ويبدو
أن اللعنة التي ألمّت بالمنتخب الجزائري وعصفت به لكنها تركت له بصيص أمل،
تضاعفت قوّتها وعصفت بـ "الفراعنة" وأزاحتهم عن الطريق.
الصحافة المصرية: "الفراعنة ليسوا ضحيّة الثورة المصرية"وصبّت
الصحافة المصرية غضبها الشديد على المنتخب الذي فقد كلّ حظوظه في التأهّل،
وخرج نهائيا قبل جولتين من انتهاء التصفيات. لكن بعض الأقلام أرادت أن
تقول إن منتخب "الفراعنة" الذي سيطر على الدورات الثلاث الأخيرة من كأس
إفريقيا كان ضحية الثورة المصرية، لكن أقلام أخرى ثقيلة في الساحة
الإعلامية العربية والمصرية خصوصا، ردّت بقوة على تلك الأفواه المتشدّقة،
وقالت إن المنتخب المصري أقصي من المنافسة قبل ثورة 25 جانفي (يناير)، حيث
تعادل على ميدانه في الجولة الأولى أمام سيراليون قبل أن ينهزم في الجولة
الثانية أمام النيجر، ليأتي دور الجولة الثالثة بعد ثورة جانفي والهزيمة في
جنوب إفريقيا. ومن ثم أرادت أن تقول الصحافة المصرية إن المنتخب الذي عجز
عن الإطاحة بـ سراليون على ملعبه، ومنتخب النيجر الضعيف، لا يمكنه أن
يتأهل، والهزيمة أمام جنوب إفريقيا ذهابا والتعادل إيابا أمر منطقي.
بطل إفريقيا تحوّل إلى منتخب "العجائز" ولم
تترك الصحافة المصرية بشتى أنواعها، المكتوبة والمسموعة والمرئية وحتى
الإلكترونية، أيّ فرصة لتوجيه انتقادات لاذعة لمنتخب قالوا عنه إنه منتخب
"شاخ" وكان الأجدر تجديده عقب فوزه بثلاث بطولات إفريقية متتالية. وعادت
بعض وسائل الإعلام إلى التعليل أن المنتخب كان من الضروري إحالته على
التقاعد مباشرة بعد كأس إفريقيا أنغولا 2010، لأنه ببساطة فشل في الذهاب
إلى كأس العالم 2010، وكأس العالم 2014 لا تزال بعيدة، لذا أكدوا أن شحاتة
أخطأ في المواصلة بنفس الأسماء التي كانت حاضرة في السنوات السبع الأخيرة.
الجماهير الجزائرية تقترح شحاتة على روراوة!ومباشرة
عقب خروج مصر من التصفيات وإعلان شحاتة لاستقالته الرسمية، راحت الجماهير
الجزائرية في بعض المواقع تعلّق ساخرة من المنتخب الوطني، وقالت إن لعنة
الصراع في تصفيات 2009 أصابت المنتخبين معا. لكن بالمقابل ذهبت بعض
الجماهير إلى المستقبل وتفكّر فيما هو قادم، حيث طلبت بعض الجماهير من رئيس
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة جلب المدرّب المصري حسن شحاتة
لتولّي العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري، وهو اقتراح يراه البعض
جديرا بالاهتمام، لكن البعض منهم استعمله بأسلوب ساخر، لأنهم يعرفون أن
شحاتة لن يقبل بتدريب الجزائر والكلّ يعلم لماذا، لكن يبقى المُمكن مُمكنا
مادامت العلاقات بين البلدين عادت إلى سالف عهدها. وقد يكون قدوم شحاتة
لخلافة بن شيخة الحلقة الأخيرة من مسلسل الصراع.