صدى الحياة
* حكايا
خرج أحد الحكماء مع ابنه في رحلة سير في الجبال والوديان ليتعرف الابن على الطبيعة ولينهل بعض الحكمة والمعرفة.
بعد فترة من المسير وقع الطفل فصرخ من الألم: آه، فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل:آه، نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت: من أنت؟ فرد الجبل عليه سؤاله: من أنت؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟
فقد الطفل صوابه فصاح غاضباً: أنت جبان، وهنا كان الجواب المفاجئ للطفل: أنت جبان.
قرر الأب الحكيم التدخل كي لا يتمادى الطفل في الشتائم وطلب منه أن ينتبه لما سيقول وصاح في الوادي: إني أحترمك وهنا جاء الرد بنفس نغمة الوقار: إني أحترمك. وهنا أعجب الولد بالرد المهذب وجرب أن يتحدث بدوره فقل بصوت عال: أنت رائع وتفاجأ هنا بأن الجواب كان: أنت رائع.
وهنا شرح الأب لابنه ظاهرة الصدى وقال له: إنه صدى الحياة ستجد فيه ما قدمت وستحصد ما زرعت. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها وهي مرآة أعمالك وصدى أقوالك فإذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك، إذا أردت أن يساعدك الناس فساعد المحتاج.