متى يكون التمني فعالاً؟
* مجتمع
عندما تسوء الأحوال، عندما يقع الانسان في ظروف صعبة. أو عندما يرغب في أمر ما بشكل كبير، يجد التمني مدخلاً إلى نفسه. يغلق عينيه، يسرح في خياله ويتمنى لو أن ما يريده يتحقق. ثم يستيقظ من غفوته ويجد أن لا شيء حصل. تزداد كآبته وتعاسته. سيّما عندما يجد أشخاص آخرين نجحوا في الوصول إلى أمنياتهم. هل هناك طريقة للتمني؟ كيف يمكن أن يكون التمني فعالاً؟
يصبح التمني فعالاً عندما يتجاوز مرحلة الحلم إلى الرغبة. كل من حققوا أهداف كبيرة، بدؤوا بالأحلام. الحلم بالشيء مهم لتغذية الرغبة فيه. من المهم أن يحلم الانسان بما يريد ليعمق فهمه لما يبحث عنه. الاشياء التي لا نستطيع الحلم بها لا تهمنا على الأغلب وهذا مؤشر مهم على أننا لن نبذل جهداً في الحصول عليها.
بعد الحلم يجب أن تبدأ الرغبة. الرغبة مختلفة تماماً عن التمني وعن الأحلام وهي الحد الفاصل بين الأمنية الفاشلة والأمنية الناجحة. الرغبة تتجلى بشعور داخلي قوي لعمل أي شيء مقابل الحصول على ما نريد. عندما يحب شاب فتاة ويرغب بها، يصبح مستعداً لقضاء أيام وليالي في انتظارها دون تعب أو ملل. عندما يرغب طفل في لعبة يصبح مستعداً للصمت، اطاعة والديه، الالحاح ليل نهار للحصول على لعبته.
بالطريقة نفسها عندما يتحول الحلم إلى رغبة، يتحول ما يريده الانسان إلى هاجس حياته. عندها يكون التمني فعالاً. للأسف معظم الناس يتوقفون عند التمني طوال الحياة. وهذا هو السبب في كونهم يشعرون بأن الحياة لا تعطيهم ما يريدون. لكن الأصح هو أنهم لا يرغبون بالشكل الكافي بما يطلبون من الحياة.