الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
السلام عليكم و رحمة الله و بركااااته
أردت أن أضع أول موضوع لي في هذا المنتدى أرجو التوفيق من المولى عز وجل
* أنعم رب البرية علينا نحن المسلمين بنعمة تربط بيننا و بينه
و تفرق المسلمين عن غيرهم
كلنا يعرف هذه النعمة "الصلاة"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
حديث صحيح ورواه احمد وأصحاب السنن وصححه الالبانى
هل عرفنا قيمة الصلاة و تلذذنا باقامتها صحيحة تامة؟؟
هل منا من يحسن خشوعها؟
أترككم مع رد سماحة الشيخ "ابن باز" * رحمه الله*
أرجو الاستفادة و الاستزادة
"بارك الله فيكم اخواني لا تغفلو عن هذا الأمر العظيم"
السؤال:
إنني في بعض الأحيان أقف لأصلي بين يدي الله، ولكنني أشعر بأنني أقرأ آيات القرآن بشدة، ولا أشعر بخشوع، ولكنني أحاول ولا أستطيع! في بعض الأحيان أشعر بخشوع وأستمر في البكاء من خشية الله، وأتذكر في الصلاة وأندم على أنني لم أخشع في المرات السابقة، هل هنا علي ذنب في هذا، وما هو الذنب؟ أرجو توجيهي، جزاكم الله خيراً؟ وهل يصح الندم والتفكر أثناء الصلاة؟
جواب فضيلة الشيخ "رحمه الله" :
الخشوع في الصلاة من أفضل القربات، ومن أسباب القبول، ومن صفات أهل الإيمان، قال تعالى في كتابه العظيم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (1-2 المؤمنون)، ولكن لو عرض على الإنسان شيء من التفكير وشيء من عدم الخشوع فصلاته صحيحة لا تبطل بذلك؛ لأن الإنسان عُرضة للوساوس والأفكار التي تعرض له في الصلاة، فلا تبطل صلاته، ولا توجب عليه الإعادة، بل صلاته صحيحة وعليه المجاهدة لنفسه، إذا دخل في الصلاة عليه المجاهدة أن يستحضر أنه بين يدي الله وأن الله شرع له الخشوع فيجتهد في ذلك ويستعين بالله على ذلك، وإذا كثر عليه الوساوس استعاذ بالله من الشيطان، نفث عن يساره ثلاثاً ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو في الصلاة لا حرج في ذلك، فقد سأل عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك وأنه غلبة عليه الوساوس فأرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يستعيذ بالله من الشيطان إذا عرضت له في الصلاة، ففعل ذلك فعافاه الله من ذلك. فالمقصود أن المؤمن والمؤمنة كلاهما يجتهدان في إحضار القلب في الصلاة والخشوع والإقبال على الصلاة والتذكر بأن العبد بين يدي الله وأنه يناديه سبحانه وتعالى، وأن الصلاة عمود الإسلام، وأنها أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فإن هذا التذكر يعينه على الخشوع وعلى حضور القلب وعلى الإقبال على الصلاة، ولكن متى لم يحضر الخشوع ولم يستكمل ذلك فإنه لا يضره صلاته صحيحة، والحمد لله، ولا شيء عليه فيما مضى من الصلوات، كلها صحيحة، وإنما عليه المجاهدة والاستعانة بالله على ذلك وسؤاله التوفيق، والله سبحانه وتعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) سورة البقرة، وهو القائل سبحانه: ..ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.. (60) سورة غافر، فنوصيك أيتها الأخت في الله "السؤال كان موجه من فتاة" بكثرة الضراعة إلى الله ودعائه أن يعينك على ذكره والخشوع في الصلاة، وأن يعينك من نزغات الشيطان وهمزاته ووساوسه، وهكذا نوصي كل مؤمن وكل مؤمنة بالإقبال على الصلاة وإحضار القلب فيها والخشوع فيها، والحرص على السلامة من الوساوس وسائر ما يقدح في الصلاة أو يضعف أجرها. والله ولي التوفيق.
"بارك الله فيكم"
) اللّهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتّبع أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أوْلوا الألباب)
"السلام عليــــــــــــكم و رحمة الله"