أكراد لـ
mbc.net:
ملابس "الأرض الطيبة" حافظت على هويتنا الثقافية والاجتماعية
الأحد 19 ديسمبر 2010
ملابس الكرديات تجمع بين الحشمة والجمال
- حشمة.. وجمال
- انفتاح على الشعب الكردي
عبَّر أكراد سوريون
عن سعادتهم الشديدة لما يشاهدونه من العادات والتقاليد الملامسة للشعب
الكردي من خلال مسلسل "الأرض الطيبة" الذي يعرض الجزء الثاني منه حالياً
على MBC1؛ حيث شكل عامل اللبس والزي وطقوس الأعراس والزواج أهم الأسباب
التي تدفعهم لمتابعة المسلسل، معتبرين أنها بمثابة الانفتاح نحو واقع الشعب
الكردي.
وأشار رشاد خليل -الذي يناهز عمره 40 سنة، في تصريحات لـmbc.net- إلى أن
طريقة ظهور الممثلين الرجال بالزي الكردي، إضافةً إلى فكرة العمل، كان
حافزا لمتابعة العمل بحكم أنه يسلط الضوء على ميراث القرى الكردية في تركيا
وسوريا.
ولفت خليل إلى أنه على الرغم من الاختلافات الطفيفة بين الأكراد في سوريا
وتركيا في بعض الجوانب الاجتماعية، إلا أن الملابس تبقى العامل المشترك
بينهم.
وأضاف أنه من المهم أن نشاهد على محطة عربية كبيرة هذا المسلسل الذي يقدم
صورة واضحة حول ملابس رجال ونساء الكرد؛ حيث نجد أن الشيوخ لديهم ملابسهم
التي تميزهم عن بقية الناس، وخاصة نوعية القماش ووجود الزخرفة على كل الزي،
الأمر الذي يوحي للجميع بمكانتهم الاجتماعية.
حشمة.. وجمال
وتابع رشاد خليل أن
معظم النساء الكرديات يرتدين ملابس متشابهة تماماً مع ملابس الخالة "سناء"
في العمل، والتي تتميز بالحشمة والجمال في الوقت نفسه، خاصة تلك اللفة من
القماش المزخرف بالرسومات، التي تدور حول الرأس، معتبرا أنها تشكل ميراثاً
هاماً لأصالة وهوية الأكراد إلى وقتنا الراهن.
ومن جانبها، قالت الكردية "دلبر صالح" -43 سنة- إن طريقة الملابس التي
نشاهدها في العمل موجودة بالفعل حتى يومنا هذا، لدى معظم النساء الكرديات
اللواتي يتجاوزن أربعين سنة، رغم أنهن يعشن في المدن الكبيرة كدمشق وحلب،
لافتةً إلى أن ملابس أم طارق" سناء" و"زينب" وباقي النساء في القرية مثال
حقيقي لكل امرأة كردية.
وأكدت دلبر أن مشاهدة نساء الأكراد لهذا الزي جعلتهن يتمسكن بارتداء هذه
النوعية من الملابس التي تعبر عن الحشمة من جهة وعادات الأجداد من جهة
ثانية.
وأكدت أن "الأرض الطيبة" يؤكد لنا مرة أخرى أن علينا مواصلة ما بدأ به
أجدادنا من الأعراف والتقاليد، وأن التخلي عن الزي ومراسم الزواج وبعض
الأعراف يجعلنا بلا شك بدون هوية اجتماعية.
ولفتت الطالبة الجامعية "نالين عبد الرحمن" إلى أنه على رغم ارتدائها
البنطال الجينز والملابس العصرية إلا أنها لا تترد في اللجوء إلى ارتداء
الزي الكردي التقليدي في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد الوطنية،
مراعاةً لخصوصية الهوية الكردية.
وأوضحت أن الزي الذي يتم عرضه عبر الممثلين المشاركين في مسلسل "الأرض
الطيبة" انعكاس واضح لكل أسرة كردية، وخاصة عندما نجد آباءنا وأمهاتنا ما
زالوا يرتدون تلك الملابس بشكل يومي وخاصة السروال للرجال، والفساتين
الطويلة والتاج القماشي المطرز الذي يزين رأس النساء، الأمر الذي يحفزنا
لمعرفة هويتنا عبر تلك الملابس.
انفتاح على الشعب الكردي
في السياق نفسه، أشار
سوزدار أيوب -33 سنة- إلى أن عرض العادات والتقاليد الكردية لأول مرة على
الشاشة العربية بكل تفاصيلها يعتبر بمثابة الانفتاح نحو واقع الشعب الكردي،
وأن مراسيم الزواج وطقوسه كما شاهدنا في بعض الحلقات يلامس روح كل مواطن
كردي سواء في سوريا أو تركيا أو العراق وحتى إيران.
وأضاف أن طريقة زفة العروس وذلك بوضع طرحة حمراء على وجهها، ومن ثم ركوبها
على ظهر الحصان مرافقاً مع أصوات الطبل والمزمار وبدبكة شعبية لأخذ العروس
من بيت أهلها والذهاب بها إلى بيت العريس تمثل واقع وعادات الشعب الكردي،
التي لا زالت موجودة في بعض القرى الكردي في تركيا والعراق وسوريا، الأمر
الذي يجعل كل مشاهد كردي سوري يتابع العمل بحكم أنه انعكاس لثقافته وهويته.
وقال هوزان مراد طالب جامعي 22 سنة إن والديه كانا دائماً يتحدثان عن ملابس
شيوخ الأكراد وأغواتهم وحتى النساء منهم، إلا أنه لم يكن ملما بكل تفاصيله
بحكم أن تلك الملابس قد اختفت تدريجياً، وأن وجوده في مدن كبيرة جعله عديم
الصلة بتلك الثقافة، لافتاً أن مسلسل الأرض الطيبة كان عاملاً هاماً له
للتعرف عن قرب من خلال الصورة مدى مصداقية وحقيقية كلام والديه حول سراويل
الرجال وفساتين النساء.
يشار أن مسلسل "الأرض الطيبة" يقدم المشاكل والصراعات التي تعاني منها
القرية الكردية في جنوب شرقي تركيا؛ حيث يحاول الدكتور طارق إنقاذ القرية
الكردية من المشاكل التي تتعرض لها.