رفع شكوى لدى الأمن الإسباني واتهم الملك المغربي بتصفية صديقه الحميم
المخزن يخيّر الضابط المغربي عيسو بين تكذيب "الشروق" أو الموت
رفع الضابط المغربي الفار عبدالاله عيسو، شكوى لدى مصالح أمن العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك مساء يوم الجمعة 3 ديسمبر الجاري، وذلك بعد ما قامت بعض المواقع والصحف المخزنية المحلية بتوجيه إتهامات لـ "الشروق" من أنها فبركت الحوار الذي أجرته معه، ويوجد من إدعى أنه لا يوجد ضابط مغربي يحمل الهوية المذكورة، بالرغم من أن الصحف نفسها كتبت عنه في 2002 وإتهمته بالعمل لصالح المخابرات الإسبانية.
لكن القطرة التي أفاضت الكأس هو ما نشره موقع -هسبريس- المقرب من دوائر في المخابرات المغربية، والذي يديره المدعو طه الحمدوشي المقيم بكندا والذي يعد من رجال هذا الجهاز. وكان ذلك بتاريخ 30 نوفمبر الماضي، وتحت عنوان بارز "أنور مالك يفتري على ضابط مغربي من أجل تصفيته"، وبتوقيع يحمل إسما غير معروف في عالم الصحافة ولا الكتابة، والذي إعتبره الضابط عبدالإله عيسو من أنها رسالة موجهة له من طرف المخابرات المغربية، صاحب المقال الذي وضع بريده الإلكتروني في ذيل ما كتب، برر بطريقة غير مباشرة وفيها لمسة التهديد، تصفية الضابط الفار وإهدار دمه في حال أن يكون الحوار صحيحا وسليما، لأن الخفايا التي جاء بها لا يمكن السكوت عنها في عرف المخزن، وخاصة أن صاحب النص المشار اليه وبعد أن راح يفتش بين السطور عما يدين الصحفي أنور مالك وجريدة "الشروق"، ولم يجد طبعا إلا تفاهات لا أساس لها، ذهب إلى التعليق حول الوثائق التي نشرت مع الحوار وهي حجة دامغة لا تقبل الشك ولا التأويل: (نشر البطاقة الوطنية لضابط عسكري لدولة أجنبية، واستغلالها من أجل توريطه، أو استباحة دمه).
وقد أكد الضابط المغربي عيسو في محضر الشكوى والذي تحصلت "الشروق" على نسخة منه، بأنه أجرى معه حوارا من طرف جريدة "الشروق" الجزائرية عن طريق الكاتب الصحفي أنور مالك، ونشرته بعددها الصادر بتاريخ 23 / 11 / 2010، والذي كشف فيه جرائم المغرب في الصحراء الغربية وايضا فساد الجيش. وبعد تهديدات وجهت لأسرته جاء دوره شخصيا، حيث قامت الصحف بتكذيب الصحيفة المذكورة وايضا بالتطاول على الصحفي المحاور، بالرغم من أن الحوار نشر بأمانة عالية "وأنا من زودهم بكل شيء وحتى الوثائق العسكرية والصور".
واعتبر عيسو ما نشره موقع هسبريس هو تهديد مبطن لتصفيته إن لم يقم بتكذيب "الشروق" وإنكار محتوى الحوار. وفي إتصال هاتفي مع "الشروق" حمّل الضابط عبدالإله عيسو مسؤولية أي مكروه قد يتعرض له، للمخابرات المغربية التي حاولت إختطافه حيا من قبل في مدريد، وأكد أنه مستهدف هذه الأيام وصارت حياته في خطر.
تصفية ضابط كان صديقا وعلبة سوداء للملك محمد السادس
من جهة أخرى، فجر عيسو قنبلة من العيار الثقيل، وتتعلق بمقتل الضابط المغربي عبدالرحمان العلوي الذي كان صديقا حميما للملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد، والعلوي من مواليد حي التوارقة بالقرب من القصر الملكي بالرباط، أبوه كان من قيّاد القصر، وأصله سليل عبد من سود إفريقيا.
يقول عبدالإله عيسو في هذا الخصوص: (إلتحق العلوي بالأكاديمية العسكرية بمكناس في سبتمبر 1984 وتخرج في سبتمبر 1987، عين كملازم ثاني في الدرك الملكي، وسنة 1989 عين كقائد سرية الدرك لمدينة طنجة - شمال المغرب - خلال مدة التدريب بالأكاديمية انتخب كممثل للفوج مع القيادة -مربع الدفعة- وكان معروفا بدماثة أخلاقه ومد يد المساعدة لكل محتاج من الزملاء نظرا لمكانته)، ويضيف ذات المتحدث: (حين عينت بالفوج 29 للمشاة بطنجة عام 1995 كنت ألتقي مرات كثيرة في مقر قيادة السرية ومرات أخرى في سهرات خاصة تجمعنا. خلال حديثه معي كنت أستنتج أن علاقته بولي العهد أنذاك (الملك الحالي محمد السادس) قد تدهورت إلى أبعد الحدود، وكان يتكلم عن سابق صداقتهما العميقة، بمرارة، وكان يصل به الأمر، خاصة حين يكون تحت تأثير الكحول إلى البوح بأسرار شخصية عن حياة الأمير محمد، ويروي العجب العجاب عن أسفارهما معا إلى الخارج والحياة الجنسية الخفية لولي العهد، ومن دون الخوض في التفاصيل التي سمعتها منه شخصيا).
وعن مصير العلوي يروي عبدالإله قائلا: (في أوائل 1996 وصلنا خبر وفاة عبدالرحمان الملقب عندنا -بحمان-، في حادثة سير بالطريق الرابط بين الرباط والقنيطرة، زعموا أن سائقا فقد السيطرة على شاحنته ودهس السيارة التي كان يقودها الضابط العلوي ومات فوريا).
ويضيف معلقا: (إستنتجت مباشرة وبناء على ما سمعته منه حول تدهور علاقة القتيل المرحوم وصديقه السابق الأمير محمد، من أن الحادثة مشبوهة، فالجنرال الدليمي قتل أيضا بالطريقة نفسها. وكان الجميع مقتنعا من أن القضية تتعلق بالتصفية الجسدية وخاصة أن العلوي كانت بحوزته اسرار خطيرة عن ولي العهد الذي سيصير ملكا)، كما سجل إستغرابه من القضية التي لم تتعرض لها الصحافة مطلقا، ولا أهله تحدثوا عنه، وخاصة أن شقيقه بدوره الآن ضابط في الدرك الملكي، ويؤكد قائلا: (المستفيد الأول والأخير من تصفية هذا الضابط هو الملك الحالي محمد السادس، لأن العلوي كان رفيقه ويعرف عنه خفايا كثيرة، وأنا أتهمه شخصيا بالوقوف وراء هذا الإغتيال).