نبذة عن تاريخ الطب النفسي الحديث:
عرفوا الطب النفسي على أنه أقدم فن وأحدث علم
أنه أقدم فن لأن الأمراض النفسية من أقدم الأمراض التي انتبه لها المفكرون وقاموا بوصفها ومن أقدم المخطوطات التي وصلتنا وحفظها التاريخ مخطوطة مصرية تعود إلى عهد الفراعنة القدماء والتي تدعوا إلى استعمال الحجر الأخضر كتعويذة لعلاج الهستيريا.
بالنسبة للأطباء المصريين القدماء وأطباء اليونان القدامى في العصور الغابرة كلاهما اعتبر الأمراض النفسية جميعها سببها الأرواح الشريرة التي تسكن الجسد والعفاريت
وكان أول من اعتبر بأن الأمراض ليس لها علاقة بالأرواح هو أبو قراط وعامل الأمراض النفسية بنفس الطريقة التي عامل بها الأمراض العضوية ولذلك شدد على الاستقصاء العلمي لمعرفة تلك الأسباب ,, واستمر أبو قراط بعلاج المرضى بالأعشاب
ونظرية أبو قراط هي سبب الأمراض يعود على اضطراب في الأخلاط الأربعة في الدم البلغم عصارة الصفراء السوداء وعصارة الصفراء الصفر ومازلنا نستعمل مثل هذه المعاني في عصرنا الحاضر
وبالرغم من أفكار أبو قراط فإن نسب الأمراض النفسية للأرواح الشريرة استمر خلال العصور الوسطى مما أدى إلى طرق وحشية بربرية لطرد تلك الأرواح من الجلد والتعذيب والحرق ويضعون المرضى في ماء حار جداً أو بارد جداً لطرد تلك الأرواح كما قيل.
ويجب التنويه أنه عندما كانت أوربا تحرق مرضاها وتجلدهم كان في شرقنا العربي مستشفيات تعتني بالمرضى النفسيين وتسمعهم الموسيقى وتنشد لهم الأغاني وتنفق عليهم الأموال الطائلة لراحتهم فسبقنا بذلك الأوروبيين بقرون طويلة.[i]