من يعرف ما هو أثمن شئ بالحياة ؟؟
أحسبكم جميعاً تعرفونه لأننا نسمع عنه كثيراً وهو جزء من حياتنا ,, بل هو الحياة ,,
نسمع عنه كثيراً ونعرف قيمته وأهميته حق المعرفة ,, ولكننا لا نعطيه اهتماماً ولا نعيره بالاً ,,
إنه
الوقت
ما هو الوقت؟ وما هي اهميته؟ وكيف يجب ان نقضيه ؟
إذا
كنت تعرف قيمة الوقت وتحرص عليه فاسمع هذا الموضوع وسيزيد اهتمامك به،وإذا
كنت تعاني من عدم الاهتمام به فبعد قرائتك لهذا المقال سيغير طريقة تفكيرك
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه اسهل ما عليك يضيع
الوقت هو النعمة التي يتساوى بها الغني والفقير واعطيت لكل واحد بمقدار عمره
وهو الشيء الوحيد الذي لا يباع ولا يهدى ولا يمكن لاحد الحصول عليه
ما هو الوقت؟ وما هي اهميته؟ وكيف يجب ان نقضيه ؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير احببت ان اختصرها في هذا الموضوع ولنبدأ
اهمية الوقت
لا شي يدل على اهمية الوقت اكثر من قول الله تعالى فقد اقسم سبحانه بالوقت فقال تعالى:
" واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى "سورة الليل
"وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ "سورة الفجر
وغيرها من المواقع
ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته
وقد بين سبحانه ان هذه الحياة ليست لقضاء الوقت بشيء غير نافع فقال تعالى:
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ"سورة المؤمنون (115)
فكل هذه الآيات تدل على اهميته ويجب ان لا نفرط فيه .
وبعد خير الكلام نذهب الى خير الهدي وهذا بعض مما ورد عنه في بيان اهمية الوقت ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل :
"لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال"وذكر منها " عن عمره فيم أفناه"
فالعمر هو الوقت الذي يجب الحرص عليه واننا مسؤولون عنه وسنحاسب عليه،وذكر ان الوقت نعمة فقال صلى الله عليه وسلم
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ"
فهذه هي السنة تؤكد اهمية الوقت ويأتي بعدها السلف في ضرب اروع الامثلة في الحرص على هذا الوقت وقضاءه بشيء مفيد
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
أتاه
احد الرسل من احدى المعارك فوصل في وقت الظهر وخشي ان يكون نائما فلم يسأل
عنه وبلغ ذلك عمر فقال له :لماذا لم تأتني بالخبر حين وصولك؟
فأجابه: خشيت ان تكون نائما !
فقال له عمر: كيف انام واذا نمت النهار ضيعت امتي وإذا نمت الليل ضيعت نفسي !!!
فهو رضي الله تعالى عنه لا يضيع ساعة من نهار في البحث في شؤون الامة وساعة في الليل يقضيها بالعبادة ويتقرب بها من الله .
عبدالله بن مسعود
"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي"
فكانت النتيجة ان سادوا الدنيا وربحوا الآخرة
وبعدها نذهب لجانب آخر وهو حال التابعين
بعض من اقوالهم
عمر بن عبد العزيز
يقول رحمه الله :"إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما "
الإمام ابن القيم
"إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" .
وقال ايضا:
وقت
الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم،
ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته
لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته... . فإذا قطع
وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم
والبطالة، فموت هذا خير من حياته"
ابن الجوزي
"ينبغي
للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة،
ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من
غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل "
الحسن البصري
أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم .
وقال
ايضا"ما من يوم يمرُّ على ابن آدم إلا وهو يقول : يا ابن آدم، أنا يوم
جديد، وعلى عملك شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدِّم ما شئت تجده بين
يديك، وأخِّر ما شئت فلن يعود إليك أبداً"
وقال :
"يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك" .
وقال :
"الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه" .
السري بن المفلس
"إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك" .
قال داود الطائي :
"
إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم
إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛
فإن انقطاع السفر عن قريب هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض
ما أنت قاض من أمرك " .
قال رابعة لسفيان:
" انما انت ايام معدودة اذا ذهب يوم بعضك ويوشك اذا ذهب البعض ان يذهب الكل "
الوفاء بن عقيل الحنبلي "لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري"
وهو
الذي الف كتاب اسمه الفنون وهو عبارة عن 80 مجلدا -فقط كتبا واحد 80 مجلد
غير كتبه الاخرى ومع ذلك يقول لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري
جمال الدين القاسمي
" يا ليت الوقت يباع فأشتريه"
-ألف ما يزيد عن خمسين مؤلفاً وكانت حياته زاخرة بالعلم والدعوة والكفاح-ومع ذلك يريد ان يشتري الوقت
ومن اروع الابيات للوقت هذه الابيات
يقول الوزير ابن هبيرة :
الوقتُ أنفسُ ما عنيت بحفظه *** وأراهُ أسهل ما عليك يضيعُ
وقال الشاعر
إذا كنت أعلم علم اليقين *** بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها **** وأنفقها في صلاح وطاعة
ويقول آخر
إنما دنياك ســاعة *** فاجعل الساعة طاعة
واحذر التقصير فيها *** واجتهد ما قدر ساعة
وإذا أحببت عــزا *** فالتمس عز القناعة
وقيل
دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد الموت ذكرها *** فالذكر للانسان عمر ثاني
مواقف من حرصهم على الوقت
قال
أحد الصالحين لتلاميذه: " إذا خرجتم من المسجد فتفرقوا لتقرؤوا القرآن،
وتسبحوا الله، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق، تكلمتم وضاعت أوقاتكم ".
اي حتى وقت سيركم لا تهملوهو واستفيدوا منه
قال موسى بن إسماعيل : " كان حماد بن سلمة مشغولا وقته كله ، إما أن يحدث أو يقرأ ، أو يسبح أو يصلي ، قد قسم النهار على ذلك "
فهو لا يضيع ثانية واحدة ويستفيد من كل ثانية من عمره
ذكر
علماء التراجم في سيرة الجنيد بن محمد ، أنه حين أتته سكرات الموت ، أخذ
يقرأ القرآن ، فأتى الناس - قرابته وجيرانه- يحدّثونه وهو في مرض الموت ،
فسكت وما حدثهم ، واستمر في قراءته ، فقال له ابنه : " يا أبتاه! أفي هذه
الساعة تقرأ القرآن؟! " . فقال : " ومن أحوج الناس مني بالعمل الصالح؟ ،
فأخذ يقرأ ويقرأ حتى قُبضت روحه .
وقد تربى على الحرص على الوقت فلا يستطيع ان يضيع حتى دققة للرد عليهم
كان
معروف الكرخي يعتمر ، فأتى من يقص شارب معروف الكرخي ، فحلق رأسه ، ثم قال
للقصاص: " خذ من شاربي "، فأخذ معروف يسبح الله ، فقال له القصاص: " أنا
أقص شفتك ، اسكت " ، قال: " أنت تعمل، وأنا أعمل "
وهذا من حرصه لانه
يرى ان هذا الوقت يجب ان يستفيد منه. وذكروا عنه أنه ما رئي إلا متمتماً
بذكر الله، ويقولون : كان إذا نام عند أهله سبّح ، فلا يستطيعون النوم
وعن
ابن عساكر قال : " كان الإمام سليم بن أيوب لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة ،
إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ ، وكان إذا أراد أن يعدّ القلم للكتابة حرّك
شفتيه بالذكر حتى ينتهي من ذلك "
قال الإمام ابن عقيل : " إني لا يحل
لي أن أضيّع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري
عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا على الفراش ، فلا أنهض إلا وخطر
لي ما أسطره . وإني لأجد من حرص على العلم وأنا في الثمانين من عمري أشد
مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة ، وأنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى
أختار سفّ الكعك وتحسّيه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينهما من تفاوت
المضغ ، وإن أجلّ تحصيل عند العقلاء – بإجماع العلماء – هو الوقت ، فهو
غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خاطفة " .
جاؤوا
الى محمد بن جرير الطبري وهو شيخ المفسرين حسبوا اوراقه بعد موته ثم
قسموها على ايام حياته فوجدوا لكل يوم كأنه الف 14 ورقة منذ ان بلغ الحلم
الى ان مات تاليف وليس قراءة.
فهل سألت نفسك كم ورقة تقرأ باليوم ؟
فهذا ابن أبى حاتم الرازى يقول :
مكثت
في مصر سبع سنوات ، لم أذق فيها مرقة ، نهاري أمر على الشيوخ وبالليل أنسخ
وأقابل النسخ ، وفي يوم ذهبنا لموعد شيخ فوجـدناه عليلاً فمررنا بالسوق
فوجدت سمكة فأعجبتني فاشتريتها وانطلقنا إلى البيت فجاء موعد شيخ فتركناها
وانشغلنا عنها ثلاثة أيــام حتى كادت أن تنتن فأكلناها وهى نيئة.
فمن شدة حرصه على ان لا يفوته وقت بالأكل اجل الأكل يوم ويومين
أثقل الساعات على الخليل بن أحمد ساعة يأكل فيها
فهو يعرف ان هذه الساعة ستضيع من عمره دون ان يزيد علمه !!!
سمعت
ان الشيخ ابن باز رحمه الله كان اذا دعي الى وليمه وركب السيارة طلب من
احد ان يقرأ عليه في الطريق حتى يصل واذا جلس بالمجلس اخذ يعلم ويدرس واذا
عاد للسيارة اكمل بقية الكتاب .
فهل نحن نفعل ذلك ؟
منقول للفائدة