أبد:
قال تعالى: {خالدين فيها أبدا} الأبَدُ عِبَارَةٌ عَن مُدَّةِ الزَّمَانِ المُمْتَدِّ الذي لا يَتَجَزَّأُ كَمَا يَتَجَزَّأُ الزَّمانُ، وذلك أنه يُقالُ: زمانُ كَذَا، ولا يُقالُ أبدُ كذا. وكان حَقُّهُ أَنْ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعَ إِذْ لا يُتَصَوَّرُ حُصُولُ أَبَدٍ آخَرَ يُضَمُّ إلَيْهِ فَيُثَنَّى
به، لكن قيل آبادٌ، وذلك على حَسَبِ تخصِيصِهِ في بَعْضِ ما يناوَلُهُ كَتَخْصِيصِ اسمِ الجِنْسِ في بَعْضِهِ ثم يُثَنَّى ويُجْمَعُ، على أنه ذكَرَ بَعْضُ النَّاسِ أنّ آباداً مُوَلَّدٌ وليس مِن كَلاَمِ العرب العَرْبَاء وقيلَ: أبَدٌ، أُبْدٌ، وأُبِيدٌ أي دائمٌ وذلك
على التَّأكِيدِ وَتَأَبَّدَ الشَّيْءُ بَقِيَ أَبَداً، وَيُعَبَّرُ به عما يَبْقَى مُدَّةً طَوِيلَةً. و الآبِدَة الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والأوابِدُ الوَحْشِيَّاتُ، وتأبَّدَ البَعيرُ تَوَحَّشَ فصارَ كالأوابدِ، وتأبَّدَ وجْهُ فُلانٍ تَوَحَّشَ، وأبَدَ كذلك، وقد فُسِّرَ بِغَضَبٍ.