نظرية الانفجار العظيم (Big Bang) هي أفضل النظريات الموجودة حالياً التي تفسر نشأة الكون. وتقول هذه النظرية أن الكون نشأ من مفردية ذات كثافة خيالية عن طريق انفجار عظيم حدث منذ حوالي 15 مليار سنة.
تسبب هذا الانفجار في تمدد الكون الذي لازال مستمراً إلى يومنا هذا. وتمدد الكون يعني أن المسافات بين المجرات بشكل عام تزداد ولا يعني أن المجرات تنتفخ. وهذا التمدد تم اكتشافه من خلال التحليل الطيفي للمجرات والذي أثبت أن الخطوط الطيفية منزاحة باتجاه الأحمر، أي باتجاه الموجات الأطول. بالتالي فالمجرات تبتعد عن بعضها البعض من جراء الانفجار العظيم.
هناك قانون يسمى قانون هابل (Hubble’s law) يضبط لنا عملية التمدد هذه. يقول هذا القانون أن هناك تناسباً طردياً بين بعد مجرة معينة عن درب التبانة وبين سرعة ابتعادها عن مجرتنا. فكلما كانت المجرة أبعد عنا كلما كانت سرعة ابتعادها عنا أكثر.
تساؤل: هل سيبقى الكون في التمدد ؟ في الواقع الإجابة تحتاج إلى شيء من التفصيل، فهي تعتمد على مقارنة كثافة الكون الكلية (أي مادة زائد طاقة) بما يسمى الكثافة الحرجة (critical density) إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار إن كان للثابت الكوني (cosmological constant) مساهمة في كثافة الكون الكلية. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الكون يتمدد حالياً وبشكل متسارع، رغم أن كثافته تساوي الكثافة الحرجة (كما تتطلب نظرية التضخم inflationary theory ) وذلك لأن الثابت الكوني ليس صفراً.
بنية الكون وفقاً لأحدث الأرصاد تقدر كالتالي (نسبة للكثافة الحرجة):
مادة عادية = حوالي 5 %
مادة داكنة = حوالي 25 %
طاقة داكنة = حوالي 70 %
ملاحظة : المادة الداكنة (dark matter) هي مادة لم نستطع رصدها في أي موجة بعد ولكن تنبهنا لوجودها جاذبياً. أما مكونات هذه المادة فمجهولة ولكن من المحتمل أن تكون:
1- أقزام بنية : وهي أجرام كانت في طريقها لتكون نجوماً ولكن نظراً لقلة كتلتها لم تستطع أن تبدأ تفاعلات نووية في لبها.
2- أجرام خافتة.
3- جسيمات فيزيائية غريبة.
4- أشياء أخرى (هل تقترح شيئاً ؟ )
ملاحظة: الطاقة الداكنة (dark energy) هي طاقة تنافر ناتجة بسبب وجود الثابت الكوني.
ملاحظة: هناك دليل آخر يعزز ثقتنا بنظرية الانفجار العظيم. فقد تم رصد إشعاع الخلفية الكونية (Cosmic Background Radiation) في الموجات تحت الحمراء والراديوية. وهذا الشعاع الذي يحيط بنا من كل جانب يمثل الشعاع الذي خلفه الانفجار العظيم.