تعد الأنهار أعظم عوامل تشكيل سطح الأرض ، وإظهاره بالصورة التى نراها ، فهي القوة العظمى في نحت الجبل وحفر الأودية ، وبناء السهول الفسيحة التى قامت عليها الحضارات البشرية .
فالنهر يتكون من تجمع مياه الأمطار على شكل مسيلات ، تتلاقى في جداول تنحدر على سطح الأرض ، لتتجمع مرة أخرى في مجار مائية محدودة الإتساع ، لتتلاقى في مجار أكبر ، وهكذا حتى تكون مجرى نهري يشق طريقه في القشرة الأرضية حتى يصب في أحد المسطحات البحرية ، أو ينتهي في أحد الأحواض الداخلية فلا يصل للبحر مثل بحيرة تشاد ، أو البحر الميت ، أو بحر قزوين وغيرها ، ويسمى النهر في هذه الحالة باسم النهر الداخلي أو التصريف المائي الداخلي .
مصادر مياه الأنهار
في بعض الحالات لا يكون المطر هو المصدر المباشر لمياه النهر ، فكثيراً من الأنهار يكون مصدر مياهها أما الجليد الذائب أو بعض الينابيع الأرضية .
كما يختلف مقدار ماء النهر من فصل إلى آخر ، وذلك يرجع بالطبع إلى موسم المطر ، أو فترة الجفاف ، فيكون كثيراً في الحالة الأولى وأقل في الحالة الثانية .
النظم المائية للأنهار
هناك بعض الحالات تساعد على حفظ مستوى مياه النهر دائماً ، ومن هذه الحالات مثلاً وجود بحيرات في مجرى النهر ، فهي تمده بالمياه، وتعمل بمثابة الخزانات التى تمد النهر بالتدريج بما يحتاجه من مياه .
وكذلك قد توجد بعض الغابات والنباتات التي تعترض مجرى النهر ، فتعوق سرعة جريانه ، فتتجمع مياهه ثم تنصرف بالتدريج - وقد يكون للنهر عدة روافد، تعمل كمصادر دائمة للمياه ، وهكذا ... وعلى كل حال - مهما كانت الأنهار منتظمة في جريانها ، إلا أنه عادة يكون لها موسم فيضان وموسم انخفاض .
وفي الجهات الحارة غالباً ما تكون الأمطار هي سبب الفيضان ، أما في الجهات الباردة ، فيتحكم عامل البخر في زيادة مياه النهر (شتاء) ونقصانه (صيفاً) .
وهناك بعض الأنهار التى تفيض في الربيع وأوائل الصيف . وهي الأنهار التى تغذيها الثلوج الذائبة في هذا الوقت بالذات ، خصوصاً إذا جاء الربيع دافئاً بعد شتاء قارس طويل .
وتتوقف سرعة جريان النهر على كثير من العوامل أهمها مايلى :
1- مصادر المياه عند المنابع العليا ، وبصفة خاصة كميات المطر الساقطة على منابعه العليا وتوزيعها الموسمى ، والمصادر الأخرى لمياه الأنهار مثل العيون والينابيع وانصهار الجليد .
2- درجة انحدار المجرى .
3- شكل القناة المائية .
4- نوع الصخر ونظامه .
5- طبيعة الحمولة النهرية .
6-درجة الحرارة ودورها فى تحديد نسبة التبخر.
عناصر أو أجزاء النظام النهري
يضم النظام النهر مجموعة العناصر الآتية :
1- حوض النهر :
المساحة الأرضية التى تضم جميع أجزاء النهر من روافده العليا وحتى المصب، وتمد الحوض مجموعة خطوط يطلق عليها اسم خطوط تقسيم المياه ، أي أعلى المناسيب التى تضم حوض النهر ، فلو سقطت نقطة مياه في أي جزء من الحوض فإنها تنحدر إلى المجرى النهري داخل الحوض .
2 - وادي النهر :
هو المنخفض الطولي الذي تجرى فيه الحمولة النهرية ، ويشغل مجرى النهر جزءاً صغيراً من واديه .
3- مجرى النهر :
القناة المائية التى تمثل الجزء الأسفل من الوادي النهري وتجرى فيه المياه نحو المصب ، ويطلق على مجموعة القنوات المائية للنهر تعبير شبكة النهر River network .
أنماط شبكات التصريف النهرى
تختلف أشكال الشبكات النهرية تبعا للظروف الجيولوجية ، وحجم وموسمية الأمطار الساقطة ، ودرجة الانحدار الأصلى لسطح الأرض ، إلى جانب نوع الغطاء النباتى بالاقليم .
أهم أنماط شبكات التصريف النهرى مايلى :
1- التصريف النهرى المتوازى ، و يرتبط بالمناطق الانكسارية ،إلى جانب
سواحل البحر المتراجعة .
2- التصريف النهرى الشجرى ، ويرتبط بالأنهار التى تشق مجاريها فى
مناطق متجانسة من حيث صلابة تكويناتها الجيولوجية .
3- التصريف النهرى الاشعاعى ، الذى يرتبط بالمناطق القبابية ، حيث تنبع مجاريه من نقطة مركزية عند قمة القبة الصخرية ، وتتحرك الحمولة المائية لنظم التصريف المائى فى جميع الاتجاهات .
4- التصريف النهرى المركزى ، عكس النظام السابق، ويرتبط بالمناطق الحوضية، حيث تصب النظم المائية نحو نقطة مركزية .
5- التصريف النهرى الريشى، يرتبط هذا النظام بالحافات الانكسارية، التى يمتد المجرى الرئيسى للنهر موازيا لها، مع إلتقاء مجموعة من الروافد المقطعة للحافة الانكسارية بصورة عمودية على المجرى الرئيسى، وبذلك يشبه شكل الشبكة إلى حد ما شكل ( الريشة أو مشط تصفيف الشعر ) .
6- التصريف النهرى المستطيل، ويرتبط بالمناطق ذات الأنظمة التركيبية المتعامدة، أى التى تمتد خطوطها الانكسارية أو الفواصل الصخرية بزوايا قائمة، ولذلك تتبع مجارى شبكة التصريف هذه الخطوط .