إن الإنسان ليعجز عن إدراك كنه مايضمره القرآن له عظمة وأهميه ، ومع ذلك فلابد من أن تكون لديك فكرة عما يعينه هذا بالنسبة لك لكى تستجيب فتغمر نفسك كلها بالقرآن إلتزاماً وتكريسا ً كما يطلبه هو منك ولقد جاء القرآن تحقيقا ً للوعد الذى أعطاه الله لآدم ولذريته من بعده فكان أعظم نعم الله على بنى الإنسان
( السبيل الوحيد للفوز والخلاص )
القرآن سلاحك الوحيد الذي سُيعين كيانك الهزيل فى مواجهة قوى الشر والإغراء فى هذه الحياة ، وهو النور الوحيد الذى سيرشدك إلى سبيل الفوز والنجاة ، أنت تتلمس الطريق وسط الظلمة ، فستجده الملاذ الأوحد حينما تتقاذفك أمواج خضم الحياة العاتية
لقد نزل به القوي الأمين جبريل من السماء ، وأول مااستقر فى قلب نقي طاهر لم تعهد البشرية له مثيلا ً ، قلب النبي محمد صلي الله عليه وسلم
القرآن هو السبيل الوحيد الذى يجعلك تدنو وتقترب من خالقك أكثر من أى سبيل آخر، لإنه يخبرك عنه وعن صفاته وكيف يسيطر على الكون والزمان ، وكيف يكون معك وكيف ينبغى أن تكون أنت معه ومع نفسك والناس وكل حي آخر
(كتاب من عند الله حقا )
كلمات القرآن هى كلمات الله رب العالمين يخاطبنا بها بلغتنا لغة البشر ، وماذلك إلا لواسع رحمته وفضله وعنايته بنا، وفى هذه الرحمات القدسية مايكفى لجعلنا نشعر بالخشية الغامرة ودفعنا إلى الإقرار بالفضل والإشتياق والسعى للدخول فى عالم القرآن
إن جلال القرآن وهيبته بالغان إلى حد أنه:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } (21) سورة الحشر
فلاشىء أثمن وأنفع للإنسان منه مصداقا ً لقوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس
(فضل الله ورحمته وعطاؤه )
فلتفرح إذا ً بفضل الله وبرحمته وعطائه ، غير أن الأبواب مفتوحة فقط لأولئك الذين يقبلون على القرآن بشوق صادق ونية خالصة واهتمام مطلق يليق بعظمته وجلاله وأولئك فقط من يُسمح لهم بقطف ثماره أثناء تجوالهم فيه لأنهم هيأوا أنفسهم تماما ً للإمتثال إلى هديه ويبذلون غاية الجهد للإستغراق فيه
يالحظك العاثر لو أنك أقبلت على القرآن ثم توليت عنه ويداك خاليتان ، ونفسك غير مصقولة وقلبك غير متأثر ، وحياتك لم تتغير ، فيصدق فيك القول
" خرجوا مثلما دخلوا " فربما تقرأ كلماته وتُقلب صفحاته مرارا ً وتكرارا ً دون أن تتفاعل معه بما يُغير فى نفسيتك
ومع أن بركات القرآن لاتُحصى لكن نصيبك منه متوقف على طاقتك أنت وعلى ملائمة الوعاء الذى تستخدمه لتغرف به
الشهور التسعة التى قضيتها فى بطن أمك حولتك من نقطة ماء إلى مخلوق يسمع ويبصر ويفكر
فهل تتصور ماذا يمكن أن يفعل بك عمر كامل تقضيه مع القرآن بحثا ً وسمعا ً وتبصرا ً وتفكرا
حتما ً ستصبح كائنا ً جديدا
إذا ً فكر منذ هذه اللحظة بما يعنيه القرآن بالنسبة لك ، ومايريده منك ثم اصنع القرار بأن تتلوا القرآن حق تلاوته لتدخل فى عداد الذين قال الله فيهم :
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (121) سورة البقرة
( التلاوة أو الإلقاء )
التلاوة أو الإلقاء عمل ينبغى أن تشارك فيه الروح والقلب والذهن واللسان والجسد كله ، وتلاوة القرآن على هذا النحو ليست بالشىء الهّين ، كما أنها ليست صعبة أو مستحيلة ، وإلا لما عني بها الرجل العادي ولما كان رحمة وهدياً كما هو حقا ً
والمؤكد أن التلاوة تستعدي كدح القلب وجهد الدماغ والنفس والذهن والروح والجسد
كما تتطلب بعض الشروط والواجبات فى الباطن والظاهر ينبغى أن تتعرف عليها الآن قبل دخولك عالم القرآن الكريم
- الإيمان والإعتقاد الجازمان
أقبل على القرآن بايمان واعتقاد جازمين بانه الكلام الذى أوحاه الله ، فالقرآن فيه من سحر البيان مالو تناوله شخص وراح يقرأ فيه كأى كتاب عادي فانه يستفيد منه
بشرط أن يقرأه صافي الذهن ، لكنه كتاب الله ويجب أن تعي دائما ً أن الله يخاطبك بكل كلمة فيه فهذا الوعي الدائم من أجل تكوين الموقف الصحيح والتصميم القوي
الملوبين لإستعياب رسالته
فكر بجلاله وعظمته وقوته ، وهذه حقائق هامة تجد القرآن يُذكرك بها فى مستهل الكثير من السور ويتكرر ذلك فى آيات كثيرة أخرى
2- غرض التلاوة
إقرأ القرآن لالغاية أخرى سوى القرب إلى مولاك وطلب هدايته ورضاه ، التمس الهداية فى القرآن فقط فى حياتك كلها
إن الذى ينشد غايات دنيوية من القرآن ربما يجدها لكنه سوف يخسر محيطا ً كاملا ً سيملأ له الكأس ، ومن كان القرآن عنده ثم راح ينشد الهداية من مصادر أخرى فهو
حتما ً سيجرى وراء السراب
3- تقبّل الحقيقة والمعرفة والإرشاد
بدون أدنى ظن أو شك لإقبل كل ماينقله لك القرآن من حقيقة ومعرفة وإرشاد ، فلاتسمح لأفكارك الشخصية ومفاهيمك وتقلباتك بالهيمنة على أى جزء منه
4- الإستعداد لتغيير السلوك والمواقف
وطّد العزم واستحضر الإستعداد لتغيير مواقفك وسلوكك من الباطن والظاهر طبقا ً للتعليمات التى ستجدها فى القرآن ، ومالم تكن مستعدا ً وتبدأ فعلا ً فإن المحاولات
الذهنية سوف لن تُدنيك شيئا ً من الكنوز الحقيقية الموجودة فى القرآن الكريم
5- استعذ بالله
تنبه دائما ً بأنك عندما تُقبل على تلاوة القرآن تصبح إمكاناتك وقدراتك للنجاح كبيرة مما يجعل الشيطان يجتهد كثيرا ً لحرمانك من ثمار الكد ،فربما نجح فى تلويث
نيتك أو ربما أبقاك فى غفلة عن معناه ورسالته ، أو ربما أثار الشكوك فى ذهنك أو اقام الحواجز بين نفسك وبين كلام الله أو أغراك بعد الإمتثال للقرآن
وبانتباهك ويقظتك الكاملة لهذه الشرور والأخطار اجعل لسانك يلهج مُستعينا ً قائلا ً " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (98) سورة النحل
- إحمد الله واشكره دائما
اشكر الله واحمده على نعمة القرآن العظيمة ووعلى إنه هداك لقرآته ودراسته
وانه لشىء طبيعى أن يفرح قلبك وينبض متمتما ً :
{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ } (43) سورة الأعراف
وكلما ازددت شكرا ً زاد الله فى الإنعام عليك من مغانم القرآن
وبهذه النية فى الإعتماد والثقة والحمد والشكر دع قلبك ولسانك يبدءان التلاوة بآية " بسم الله الرحمن الرحيم "
الآية التى تظهر مبدوءة بها جميع سور القرآن باستثناء سورة واحدة ثم ادع بهذا الدعاء
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران
7- إجعل قلبك معك
قبل البدء بالتلاوة احرص أن يبقى قلبك معك مادمت مع القرآن لاكقطعة لحم بل كبؤرة مركزية لجميع انتباهك وذاكرتك ونشاطك وطموحاتك
8- معية الله
اجعل قلبك يعتقد دائما ً أنك مادمت تقرأ القرآن فأنت فى حضرة الله الذى أرسل الكلمات إليك
{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } (4) سورة الحديد
9- الإستماع إلى القرآن الكريم من الله نفسه
اشعر كأنك تستمع القرآن من الله نفسه
يقول الإمام الغزالي فى كتاب الإحياء
" التقرب من القرآن أكثر والاستمتاع بحلاوته يكون
أولا ً : بالشعورة كأنك تصغى اليه من فم النبي صلى الله عليه وسلم
وثانيا ً : كأنه من الوحي جبريل
وثالثا ً : كأنه من الله
10- المخاطب مباشرة فى القرآن
اعتبر كأنك بنفسك وشخصك المخاطب مباشرة فى القرآن ، ومع أن القرآن وصل اليك عبر وسائط غير مباشرة من الأشخاص والزمان والمكان ، اجعل هذه الوسائط تتلاشى وتختفى لبرهة قصيرة واشعر وكأن القرآن يتحدث إليك أنت مباشرة نافذا ً إلى قلبك ودماغك
فمبجرد الظن بهذا الإستقبال المباشر سيجعل قلبك مشدودا ً إلى ماتقرأه
11- الظاهر صورة عن الباطن الخاشع
اجعل ظاهرك يعكس مافي بطنك من خشية ومن تكريس وخضوع لكلمات ربك ، فهناك صلة عميقة مابين ظاهر الإنسان وباطنه ، إذ أن حضور الجسم يجعل القلب حاضرا ً أيضا ً
ويجب أن يكون هناك إختلاف فى هيئتك بينما أنت تقرأ القرآن مع قراءة أى كتاب آخر
12- طهر نفسك
طهر نفسك بقدر استطاعتك فأنت تعلم أن الطاهرين فقط مسموح لهم أن يمسوا القرآن
واعلم أن الطهارة المقصودة هي طهارة الجسد والثوب والمكان ، كذلك تعلم عن طهارة النية
ومايجب أن تعلمه أن طهارة القلب والبدن من الذنوب لاتقل أهمية عن ذلك ، وليس هناك بشر يخلو من خطيئة
ولكن حاول أن تتجنب الذنوب بكل جهدك
وإذا ارتكبت شيئا ً من الذنوب فسارع بالرجوع إلى الله بالندم واسأله المغفره
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (135) سورة آل عمران
وتنبه أيضا ً وأنت تقرأ القرآن أنك لاتأكل حراما ً ولا تلبس حراما ً ولا تسكن حراما ً
- الفهم والـتأمل
حرى ّ بك أن تفهم مايقوله الله لك، وتتأمله بكل قوتك فإذا قرأت القرآن بدون فهم فقد تستحق بعض الثواب بسبب التفرغ له ورغبتك فى قرائته
ولكن ذلك لايُحقق الغاية التى نزل القرآن من أجلها ، فهو ماجاء إلا ليُحييك ويُقومك ويقودك إلى حياة جديدة
وهو ليس مجرد مصدر للبركة ، أو كتاب طقوس مقدسة
أو ميراث مُبجّل أو سحر مقدّس بل هو كتاب ملىء بالعظات يخاطبك ويسألك
أفلاتسمعون !.... أفلا تُبصرون ...... أفلا تتذكرون !......... أفلاتعقلون ......! أفلايتدبرون .......!
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} (73) سورة الفرقان
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد
وهناك بعض المبادىء الهامة التى يجب أن تتذكرها دائما :
*1- إفهم وتدبر القرآن كأنه أنزل اليوم فكل كلمة فيه حيّية وتخص العصر الحاضر كما كانت تخص العصر الذي نزلت فيه
وعلى ضوء ذلك حاول أن تقيم علاقة سببية بينك وبين القرآنوأن تطبقه على حياتك الخاصة وعلى علاقاتك وخبراتك ومستويات علمك وتقنياتك
ولاتنظر إلى آياته بأنها مجرد كلام من زمن ماض
* 2- فى البداية إقرأ تفسيرا ً قصيرا ً ومفيدا ً ولاتحاول التنقيب عن التفاسير المطولة
* 3- تدبر وفكر بعمق فى مختلف الأجزاء التى تقرأها وهذا يتطلب منك أن تقرأ آيات معينة أو جزءا ً معينا ً ببطىء مع الترتيل أو حتلا لو كررت ذلك مرات كثيرة
وكلما فكرت أكثر غنمت المزيد من معانيه الغنيّة اللامحدودة
ومن هذا المنطلق قضى ابن عمر ( رضى الله عنهما ) ثمانية أعوام فى سورة البقرة لوحدها
-إشتراك الباطن
نزل القرآن فى البداية مخاطبا ً قلب النبي صلى الله عليه وسلم أو شخصه الداخلي
وأنت اذا ً بإمكانك أن تستمع بحلاوته كاملة فقط عندما تجعل باطنك يشارك فى التلاوة ولن يكون ذلك صعبا ً غذا تذكرت أنك إنما تقرأ كلام الله فى حضرته ، واذا
فهمت وتأملت ماتقرأ
15- استوعب القرآن بقلبك
تذكر دائما ً مايقوله القرآن عن أولئك الذين يستوعبونه بقلوبهم وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وغيرهم ينهمكون فيه
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (83) سورة المائدة
16- اعّتبر شخصيا ً
لقد أعددت نفسك لإستقبال القرآن كأنك أنت المخاطب به من الله وكأنه مختص كليا ً بزمنك الحاضر
والآن اعتبر كل آية منه تعنيك أنت شخصيا ً سواء كانت حكمة أو مدلولاً أو حقيقة أو بيانا ً أو خيرا ً وسواء كانت بشرى أو وعيدا ً أو كانت أمرا ً أو نهيا ً
17- استجابة صادقة
بعد ذلك أقبل بقلبك حيا ً واستجب لجميع الإرشادات والمغازي التى تحويها آياته المختلفة ، وتجاوب معها من خلال جميع الحالات النفسية من تقديس ودعاء وخشية
وإجلال وأمل ويأس واطمئنان وقلق وحب وخوف وحزن والتزام وخضوع
18- تعبير صادق
حالات القلب يجب أن تجد التعبير الصادق عنها عبر لسانك فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن فى صلواته أثناء الليل ، فكان يردد : " سبحان الله " بعد
كل قراءة معبرا ً عن جلال الله وعظمته ،
ويردد : " الحمد لله " معبرا ً عن نعمه وأفضاله
وكان يسأل ربه المغفرة ويستعيذ به ويطلب رضوانه وإحسانه بعد قراءة الآيات التى تشمل على مغازي مماثلة
19- اشتغال صادق
يجب أن يفيض مافي القلب أيضا ً عبر العيون للدلالة على الإشتغال ، وكثيرا ً ماكان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه وغيرهم تفيض أعينهم بالبكاء وهم يقرأون
القرآن وحتى أنت يمكنك أن تبكى عندما تُفكر بالأحمال الثقيلة وبالوعيد الشديد وبالبشائر التى يحملها القرآن اليك
- تطبيق القرآن
إن جُل غاية القرآن الكريم هي إرشادك وتغييرك بجعلك مستسلما ً لله فعندما تقرأه حاول أن تُطبق مايدعوك اليه واذا لم يظهر للقرآن تأثير على تصرفاتك فلم تمتثل
لمحظوراته وتتجنب ماينهاك عنه فأنت حينئذ لاتكون قد اقتربت من القرآن كما ينبغي
والواقع الذي يقرا القرآن ثم لايحاول أن يطبق ماجاء فيه ربما يتعرض للعنه الله وعقابه
وقد روي عن الصحابة
أمثال عثمان وعبد الله بن مسعود أنهما سمعا عشر آيات من الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يمضيا إلى غيرها حتى تعلماها جيدا ً فهما ً وتطبيقاً
وهذا يفسر كيف كان الأولون يسلخون السنين فى تعلم سورة واحدة فقط
فإذا عزمت بنية مخلصة أن تغير من حياتك وتجعلها تبعا ً للقرآن فالله تعالى سيعيمك ويُسهل عليك هذا الأمر
21- القراءة اليومية
إقرأ القرآن يوميا ً ولاتعتبر اليوم يوما ً بدون قراءة شىء منه ، ومن الأفضل أن تقرأ بانتظام حتى ولو بضع آيات فقط بدلا ً من أن تقر~أ أجزاء طويلة على نحو متقطع
22- الحفظ
إحفظ من القرآن قدر المستطاع وبإمكانك أن تبدأ بحفظ السور الصغيرة والفقرات القصيرة ، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الأجزاء الكبيرة
23- القراءة فى الصلاة
إقرأ فى الصلاة منه كثيرا ً وخاصة صلوات الليل بعد العشاء وقبل الفجر وفى صلاة الفجر ، وفى صلاة الفجر، فلاشىء يجعلك تنسجم مع القرآن وتستوعبه أكثر من قراءته ليلا ً أو صباحا ً
24- الصوت الرخيم
إقرأ بصوت جيد فقد أُمرنا بذلك { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل
وتذكر أن القراءة الجيدة للقرآن هي تلك التي تبعث مخافة الله فى القلوب
25- القراءة بالتركيز والفهم
لاتقرأ باستعجال بلاتركيز ولافهم إن الذي يقرأ القرآن فى أقل من ثلاثة أيام لم يفهم منه شيئا
وقال أحد الصحابة : إنه يفضل أن يقرأ سورة قصيرة مثل سورة القارعة مع الفهم الجيد بدلا ً من قراءة السور الطويلة باستعجال كسورة البقرة وآل عمران
26- حياة الرسول
لكي تستوعب القرآن ينبغي لك أن تقترب قدر استطاعتك من الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي هو أول من تلقى القرآن من الله ، وكانت حياته كلها القرآن
فقد قالت عنه السيدة عائشة : ( كان خُلُقه القرآن)
ولكي تقترب من الرسول صلى الله عليه وسلم : إقرأ أحاديثه وسيرته
وفي الختام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا تلاوة حق تلاوته
وأن يجعلنا ممن قال عنهم :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (2) سورة الأنفال
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ٍ} (23) سورة الزمر
{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا} (107) سورة الإسراء
وندعوه أن لايجعلنا ممن يقول عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
" يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا "
أصلح الله لكم الأحوال ( أحمد حسين يوسف )
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن
وأن يفرج همومنا بالقرآن وأن يُحينا بكتابه الكريم
فإن كتاب الله نور وهدي لمن يقبل عليه بقلب سليم
ومن يقبل عليه ملتمسا ً الهدي فيه
{وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (77) سورة النمل
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (52) سورة الأعراف
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (64) سورة النحل
منقولللفائدة........................