العبــاد
وردت كلمة ((عباد)) حوالي مائة مرة في القران الكريم وهي في معظم هذه المرات وصف بها المسلمون المطيعون لله حيث وصف بها المسلمون واطلقت عليهم اكثر من سبعين مرة .
ولهذا لانخطئ اذا قلنا : إن غالب كلمة (( عباد )) في القران يراد بها المسلمون العابدون لله قال تعالى / {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}
وعندما ننظر في صياغة هذه الكلمة (( عباد )) وتركيب حروفها فإننا نجدها بالألف في وسطها .
نستخرج من ذلك لطيفة من لطائف القران.
إن هذه الألف الممدودة (( عباد )) توحي بالعزة والمنعة والأنفة والرفعة
وكأنها مرفوعة الرأس منصوبة القامة باستمرار.
ولهذا أطلقنا على هذه الألف (( ألف العزة))
وهذه العزة والأنفة والرفعة نلحظها في حياة العباد المؤمنين المطيعين لله.
فالعباد المؤمنون يعيشون حياتهم في الدنيا بعزة ورفعة واستعلاء يحاربون الظلم وينفرون من الذل قاماتهم عزيزة منتصبة لايحنونها الا لله ورؤوسهم مرتفعة عزيزة لايخفضونها الا لله.
ويواجه العبد المؤمن كل قوى الجاهلية بعزة العيدة واستعلاء الإيمان إنه مهما جرى له لايحني هامته إلا لله ومهما هدد وأوذي وضيق عليه وعذب لايطأطئ رأسه الا لله.
ونظراً لعزة العباد المؤمنين جاء التعبير عنهم بكلمة (( عباد )) وجاءت الألف القائمة المنتصبة (( ألف العزة )) وسطها لتشير إلى هذا المعنى !!
* العبيــد
إذا كانت ألف (( العباد )) ألف العزة فإن ياء (( العبيد )) هي ( ياء الذلة )!
وإذا كان غالب استعمال (( عباد )) في القران الكريم للمؤمنين فإن كلمة ((عبيد)) في القران وردت وصفاً للكفار والعصاة .
وردت كلمة ( عبيد ) خمس مرات في القران :
1_ قال تعالى عن كفر اليهود / {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
2_وعن عذاب الكفار عند الإحتظار يقول الله تعالى / {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
3_ وفي موضع اخر يقول الله عن عذاب الكافر / {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
4_ وعن عدل الله في منح الثواب للمحسن وايقاع العذاب بالكافر يقول تعالى / {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
5_ وفي موضع اخر يبين عدل الله في تعذيب الكافر / {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
وعندما ننظر في هذه الايات فإننا نخرج منها بهذه الإيحات واللطائف :
§ وردت (العبيد) في المواضع الخمسة في الكلام عن الكفار
§ تبين المواضع الخمسة عدل الله في إدخال الكفار النار وجعلهم يذوقون فيها عذاب الحريق
§ كلها تنفي الظلم عن الله {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
§ وردت في المواضع كلها بهذه العبارة المنفية {........ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}
(عبيد لتناسب ذل الكفار)
إن التعبير عن الكفار بكلمة (عبيد) يوحي بالذلة الملازمة للكفار.
الكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون لايريدون العزة والرفعة ولايشعرون بالكرامة والانفة تجدهم احرص الناس على حياة وتراهم يذلون اما المتسلطين الظالمين لأن المهم عندهم هو ان يتكرم عليهم ذلك المتسلط الظالم بالحياة ..... أي حياة.
الكفار أذلاء أذلء في حياتهم وفي اشخاصهم وفي مواقفهم.
ولأن كلمة ( عبيد ) وردت في القران وصفاً لهؤلاء الكفار الأذلاء جاءت بالياء التي تشير الى الذلة في حياتهم .
إن الياء هنا هي (ياء الذلة) الملازمة لهم بل إن صياغة الكلمة توحي بالذلة لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحةً ملقاةً بذلةٍ.
منقول من موقع نسائم القرآن والسنة