منذ سبعينات القرن الماضي، نجحت هولندا في كسب سمعة كروية عالمية بفضل ترسانة النجوم التي تعاقبت على تمثيل مملكة الأراضي المنخفضة في مختلف المحافل الدولية والقارية. ورغم أن المنتخب البرتقالي يدخل كل منافسة بصفته أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب، إلا أن إنجازه الوحيد يعود إلى سنة 1988 عندما فاز بكأس أوروبا للأمم التي استضافتها ألمانيا على أرضها وبين جماهيرها، بعدما اكتفى بمركز وصيف بطل العالم في مونديال 1974 بألمانيا و1978 بالأرجنتين.
ولتحسين هذا السجل واعتلاء منصة التتويج العالمية لأول مرة في تاريخ البلاد، سيعول المدرب بيرت فان مارفيك بشكل خاص على صانع ألعاب كتيبته فيسلي شنايدر، الذي ستُعلق عليه كل الآمال الهولندية في العرس الكروي العالمي الذي تحتضنه جنوب أفريقيا صيف هذا العام.
وقد استهل هذا النجم المتألق مشواره الكروي في صفوف أياكس أمستردام، قبل الانتقال إلى نادي ريال مدريد الأسباني، ومن ثمة الارتماء في أحضان إنتر ميلانو الذي بات الممثل الوحيد لكرة القدم الإيطالية في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا العام.
وعلى بعد أيام قليلة من انطلاق موقعة الذهاب أمام سيسكا موسكو، خص هذا الداهية الهولندي موقع FIFA.com بمقابلة حصرية، حيث ركز على حظوظ النيرازوري في كتابة فصل جديد في تاريخ عملاق مدينة ميلانو وبقيادة مدرب محنك بقيمة البرتغالي جوزيه مورينيو، مؤكداً في الوقت ذاته رغبته في قيادة منتخب بلاده إلى مجد عالمي طال انتظاره.
FIFA.com: لقد مرت أشهر معدودة على انضمامك إلى نادي إنتر ميلانو. ألك أن تحدثنا بدايةً عن حياتك الجديدة في عاصمة الموضة والأزياء الإيطالية؟
فيسلي شنايدر: إنه مكان رائع حقاً وأنا أستمتع جداً بالعيش هنا. إن هذه المدينة تتميز بتنوع المطاعم والمحلات التجارية، وهذا شيء يعجبني كثيراً، ناهيك عن طيبوبة أهالي ميلانو ورحابة صدرهم.
إنكم تنفردون بصدارة ترتيب الدوري الإيطالي منذ بداية الموسم الحالي. من بإمكانه إيقاف زحف إنتر ميلانو من أجل الظفر باللقب؟
صراحة، أعتقد أن الإيقافات والإصابات وحدها قادرة على الوقوف في طريقنا، وإلا فإن لا شيء بإمكانه أن يحرمنا من الفوز بدرع السكوديتو.
صحيح أن فريقكم يأتي على الأخضر واليابس في المنافسات الإيطالية، لكن أين يمكن تصنيف الإنتر على الصعيد الأوروبي؟
إن فريقنا يوجد ضمن أفضل ستة أندية أوروبية، ولا أشك في ذلك على الإطلاق.
هل أنت مرتاح للأداء الذي قدمته مع الإنتر خلال ما مضى من هذا الموسم؟
أشعر بأني في كامل لياقتي في الوقت الراهن. أعتقد أني نجحت في إيجاد الاستقرار الضروري في ميلانو، كما تمكنت من التأقلم بسرعة مع أجواء النادي وأسلوب اللعب هنا. ومع ذلك مازالت هناك بعض الأشياء التي يمكن تحسينها، بطبيعة الحال.
اً. ماذا يعني لك هذا النادي في الوقت الراهن؟
شخصياً، أعتبر تجربتي في أياكس بمثابة مدرسة عظيمة تعلمت فيها مبادئ كرة القدم. لقد آمنوا بقدراتي منذ البداية فمنحوني فرصة ثمينة لكي أصبح لاعباً محترفاً.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى ريال مدريد عام 2007. كيف تقيم حصيلة مشوارك مع عملاق العاصمة الأسبانية؟
لقد كان اللعب في ريال مدريد تحقيقاً لحلم راودني طوال حياتي، حيث أمضيت موسماً أولاً رائعاً في أسبانيا، لكني عانيت كثيراً من الإصابات في الموسم الثاني، مما أثر على مردودي وقلص من عدد المباريات التي شاركت فيها مع الفريق، حيث لعبت وقتاً أقل مما كنت أتمناه.
لنتحدث قليلاً عن المنتخب الهولندي. ماذا يعني لك اللعب بشكل منتظم داخل الكتيبة البرتقالية على امتداد سنوات عديدة؟
أشعر دائماً بسعادة كبيرة عندما ألعب مع المنتخب الهولندي، إنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أحظى بفرصة تمثيل بلدي. كما أستمتع بكل لحظة تجمعني بزملائي من اللاعبين (الهولنديين) الدوليين، إذ لا تتاح لنا فرص عديدة للتلاقي بيننا.
ما هو الدور الذي تفضل أن تضطلع به في تشكيلة المدرب بيرت فان مارفيك؟
أستمتع باللعب خلف المهاجمين، لكن الأهم هو أن نعمل جميعاً من أجل إعلاء راية الفريق والسير به على درب النجاح.
تأهلت هولندا بسهولة فائقة إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، وها هي الآن تُعد ضمن أبرز المرشحين للظفر باللقب العالمي في أول مونديال يقام على أرض أفريقيا. برأيك، ما سر فشل الكتيبة البرتقالية في الفوز بأي لقب على الإطلاق منذ تربعها على عرش البطولة الأوروبية عام 1988؟
من الصعب جداً إيجاد تفسير لذلك، وأنا متأكد أننا كنا سنفوز بلقب آخر لو كنا نملك جواباً على هذا السؤال.
بات من شبه المؤكد أن تشارك في بطولة كبرى للمرة الرابعة. ما هي طموحاتك الشخصية وما هي أهداف االفريق ككل في نهائيات جنوب أفريقيا صيف هذا العام؟
أعتقد أننا سننجح في تخطي عقبة الدور الأول، ثم يتعين علينا بعدها أن نتعامل مع المنافسات خطوة بخطوة ومباراة بمباراة، وأتمنى أن يحالفنا الحظ لأنه عامل مهم كذلك في مثل هذه البطولات. أتمنى شخصياً أن أكون عنصراً أساسياً في الفريق، رغم أن الجميع تحذوه نفس الرغبة ويراوده نفس الحلم: إننا نريد الفوز بكأس العالم!
بالحديث عن الدور الأول، ستلعبون في مجموعة تضم منتخبات الدنمارك واليابان والكاميرون. كيف تنظرون إلى خصومكم؟
إنها مجموعة غاية في الصعوبة، فكل فريق يلعب بأسلوب مختلف عن الآخر، لكن الامتياز الذي نملكه يتجلى في كوننا نعرف كل منافسينا حق المعرفة.
قلت قبل قليل أنكم تريدون الفوز بلقب كأس العالم FIFA، لكن ما هي المنتتخبات التي ترشحها لمنافستكم على اعتلاء منصة التتويج؟
ختاماً، ما هي تطلعاتك في كأس العالم 2010 FIFA بشكل عام؟
أتطلع لاكتشاف بلد رائع وخوض مباريات كبيرة في ملاعب خلابة. كما أتمنى أن نحظى بدعم جماهيري كبير، إذ سنسعد كثيراً لمشاهدة مشجعين قادمين من هولندا لمساندتنا.