تمرّغتُ بينَ ظلام أيامكِ
وشربتُ من تلك الأمطار التي تَحـــرث أرضكِ
كم قابلتُ من الأبيضِ والأسود ..
والعربي والإفرنجيّ ..
كم قعدتُ أياماً وأنا أنخِـلُ رمالَ صحراؤكِ ..
وأتوه بينَ أوهامي , وأخلطُ بينَ صوت العقلِ , وصوت الشعور واللاشعــور .
باتت كلماتي تبحثُ عن فضاءٍ تثق به ,
ضاعت ذكرياتي , وفقدتُ تذاكري ,,
ورحل عني القطار , فما عُـدتُ لمحطتهِ
كلما اختليتُ مع ذاتي اتذكر سيف السنين الماضيه ,
وعهودي السالفه ..
كم كانت مطعونةٌ بسيفِ الألم ..
يالهُ من زمانٍ ضيّـــق ..
كلما حاولتُ أن أشُــكّ إبرةً في ثياب الزمن , وأحيكُ لي فستاناً من البسمه ,
تُـكسَرُ إبرتي , وأستبدلها بغيرها , وهكذ ........ دواليكـِ .
حتى أيقنتُ ..
وخُـضْتُ معاركَ مع أيامي ..
كانت جيوشي لاتأبى فِراقي , ولا خُيــولي تهربُ مني .
يــ دنيا ــــا :
أتذكرين حينما وقفتَ على أطلالِِ رسالتي ,
وقلتَ بأني تمرّغتُ بين ظلامِ أيّامكِ .
( كَنتَ ) يادنيا وكنتُ / في ( الزمان الماضي ) ,
قال أحمد حسن الزيات عن الأمل :
الله في السماء ، والأمل في الأرض ،
وبين روْح الله المؤاسي ، ومدد الرجاء الآسي تندمل الجفون القريحة ،
وتلتئم القلوب الجريحة ، وتنتعش الجدود العاثرة . الكروان يموت فرخه في المساء ،
وفي الصباح يرقص ويصدح ، والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تثغو وتمرح ،
والقلب يُقطع من القلب والرُّوح تُنزع من الروح ، ثم يعيش المُحِبُّ بعد حبيبه ،
والوالد بعد ولده ، كما يعيش النهر الناضب في ارتقاب الفيضان ، والروض الذابل
في انتظار الربيع .
لله على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العيش ، ولا يبلغ إلا عليهما العمر :
النسيان والأمل ماذا كان يصنع الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمح النسيان
من الذهن صورة الحبيب الراحل أو الهاجر ؟ تأمل حالك يوم فجعك الموت في عزيز عليك ،
أما كنت تجد لهيب الحزن متصلاً يوقد صدرك من غير خُبُوَ ، ويذيب حشاك من غير هُدْنَةٍ ؟
تصور دوام هذه النار على نياط القلب وأعصاب الجسد ، ثم قَدَّر في نفسك الحياة
على هذه الصورة ، على أنها والحمد لله لا تدوم ، فإن الجبار الذي سَلَّط الألم على الروح ،
وهو الرءوف الذي سلط الزمن على الألم ، فالزمن لا ينفك يسحب ذيول الأيام والليالي ،
على الصور والآثار حتى تنطمس المشابه وتعفو الرسوم ، ولا يبقى
من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا من الجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة في
الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ؟
يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقره يدوم بدوام الحياة ، وللمريض يرى أن مرضه ينتهي
بإنتهاء الأجل ، ويا بؤسى للحياة إذا لم يقل المأزوم والمحروم والعاجز :
إذا كان في اليوم قنوط ، ففي الغد رجاء ، وإذا لم تكن لي الأرض فستكون لي السماء)...
.
*****
( إنه ( الأمل ) يادنيا ..
خَشيتُ أن يفوتني رَكبُ ذلكَ البياض ,تشبّثتُ به ,
وأنا على علمٍ ويقين , أني سأحصلُ على تذكرةِ ( بدل فاقد ) .
هل تعتقدين يادنيا ,
أني يئستُ ؟
هل تجزمين يافانيةٌ ,
أني تحطمتُ ؟
لن تُغـيّرني ألوانُكـِ , ولا نَكَهاتُ الحلوى التي تُـقدميها .
.
.
خيـــوط العنكبوت التي تُنسجينها ليست قادرةٌ على إصطيادي .
أملي يادنيا بخالقي كبيـــر .
( وما توفيقي إلاّ بالله ) أتعلمينَ يادنيا ..!!أتعلمينَ بالأمل كيفَ هو جميل ,
أخضر اللون
باسمُ الثّغــر
ليست نوافذهُ مُغلقه ,
ولا أبوبِهِ موصوده ,
تلكَ الدّمــوع التي ذَرَفتُهــا .. في البيداء .,
سألتَحِفَها بوشاح الأمل .
المُــعاق , أمله بالله كبير ,
والمهموم أيضاً ..
وفاقِدُ رغَدَ المعيش ..
فخالقي لم ينســـى عَـبدِه
فإنه [ يُـمهل ولا يُهمـل ] .
.
.
أريد أن اخبركِ شيئاً يادنيا ,
قبل أن أدوّن توقيعي في ذيل رسالتي ,
عيناي دوماً تُحــدّق للطيور ,
وتنتظر إشراق الشمس وبزوغ النور ,
تلك المروجِ الخضراءَ موطني ,
وقطراتُ الندى تُبشّــــرني بالسرور .
فمهما لاقيتَ من عثراتٍ في طريقي ..
وكنتُ على شفا حُفرةٍ من اليأس .,
ثقي تماماَ
أن لُــغتي التي اكتب بها ستُصبــحُ وقَد أصبحت لُـغةٌ مائيّه جداً
فيها شيئاَ من زَغـبِ الحمام
وطفولةِ الياسمين .
فلا يأس مع الأمل
لأن قاموسي تضيقُ بهِ كلمة ( الآآآآآه ) , وليسَ لها متّسع في لغتي .
طالما أنّ من أوجدني هوَ من أوجدكـِ
..أحبّ الأمل
....