استخدمت الزيوت العطرية في الحضارات القديمة للعلاج من الأمراض، وكان لعلماء المسلمين الفضل في اختراع جهاز التقطير، والتوسّع في استخراج الزيوت الطبيعيّة، ومعرفة خصائصها واستطباباتها، وكانت سلعة رائجة حملتها القوافل مع الحرير والتوابل والسكّر إلى الآفاق البعيدة. وجاءت مراكز البحث العلمي اليوم لتؤكّد أهميّة الزيوت العطريّة في صناعة الدواء، ومواد التجميل، ومعاجين الأسنان، والصابون، والمواد المطهّرة، ومضادات الجراثيم .
خصائص الزيوت العطرية:
تمتاز الزيوت العطريّة بصفاء لونها وشفافيتها، وقابليتها للذوبان في الكحول الإيثيلي، والإتير، والزيوت الثابتة، وتطايرها بدرجات الحرارة العاديّة، وتبخرها بالتسخين، وارتفاع درجة ذوبانها بالمحاليل السكريّة، ويتغير لونها وتسوء رائحتها وتزداد لزوجتها إذا تعرّضت للهواء، ويزيد الضوء في تفاعلها، وهي سريعة الاشتعال .
كيفيّة استعمال الزيوت العطريّة:
يشخّص الطبيب المرض، ويختار لكل مريض نوعاً معيّناً من الزيوت العطريّة، ويحدّد له الجرعة المناسبة وطريقة استخدامها، وغالباً ما تتم عن طريق الاستنشاق، أو عن طريق الجلد بالتدليك والمغاطس المائيّة، أو عن طريق الفم إلى الجهاز الهضمي .
ويمكن أن تضاف الزيوت العطريّة إلى المواد الغذائيّة لتحسين رائحتها، أو مذاقها، والاستفادة من خصائصها الدوائيّة.
مصادر الزيوت العطريّة:
تتركّز الزيوت العطريّة في البراعم، أو الزهور، أو الجذور، أو الأوراق، أو القلف، أو الثمار، أو الخشب، أو الدرنات.
ويمكن أن تستخرج زيوت مختلفة من أجزاء مختلفة للنبات الواحد، فيتم استخراج زيت البرتقال من قشور ثمر البرتقال، وزيت الزهر من زهر البرتقال، ويستخرج زيت آخر من ورق البرتقال .
ومن أشهر مصادرها:
زهر ليمون البنزهير، والورد، والبنفسج، والزنبق، والنرجس، والكاردينا، والياسمين، والخزامى، والفل، والقرنفل، والبابونج، والكافور، والبردقوش، والنعناع، والبصل، والثوم، والحصى لبان، والزعتر البري، والزوفا، والينسون، والقصعين، وجوزة الطيب، والصندل، والجنزبيل، والشمر، والينسون، والريحان، والكراوية، والكزبرة، والمريميّة، وإبرة الراعي، وإكليل الجبل، والبخور، والعنبر، والصندل .
و تستخرج بالتقطير، أو باستخدام المذيبات الكيميائيّة، أو بالكبس، أو بطريقة الامتصاص بالدهن.
عمليّة التقطير:
وهي أقدم الطرق وأشهرها، حيث يمرّر البخار المنطلق من مرجل بخاري مرتفع الحرارة على النباتات العطريّة المراد تقطيرها، فيقوم البخار بتكسير الخلايا النباتيّة وتحرير الزيت من أكياسها داخل الخلايا النباتيّة، فيتصاعد البخار مختلطاً ببخار الزيوت، ويمرّر داخل أنبوب حلزوني تحت التبريد (المكثّف)، فيتكثف البخار ويتحوّل إلى سائل يحوي الزيت والماء، يصب في القابلة المصممة بحيث تسمح فتحاتها بفصل كل من الزيت الخفيف والزيت الثقيل عن الماء .
استخدام المذيبات:
تنقع النباتات العطريّة في مادة مذيبة، حتى يذوب الزيت العطري فيها، ثم يفصل الزيت عن المذيب بتقطيره تحت درجة حرارة معيّنة .
استطبابات الزيوت العطريّة:
وفيما يلي بعض الأمراض والزيوت المناسبة لعلاجها:
الأمراض الجلديّة:
حب الشباب: عرعر، خزامى،
حروق: بابونج، كينا، خز