مدينة مليانة جاء تعريفها في هذه الكتب . معجم البلدان-آثار البلاد و الأخبار-الروض المعطار في الخبر
ليكن في العلم أن مدينة مليانة هي مدينة جزائرية
مِليَانَةُ: بالكسر ثم السكون وياء تحتها نقطتان خفيفة وبعد الألف نون: مدينة في آخر إفريقية بينها وبين تنس أربعة أيام وهي مدينة رومية قديمة فيها آبار وأنهار تطحن عليها الرحى جددها زيري بن مناد وأسكنها بُلُكين.- معجم البلدان-
مدينة كبيرة بالمغرب من أعمال بجاية مستندة إلى جبل زكار، وهي كثيرة الخيرات وافرة الغلات، مشهورة بالحسن والطيب وكثرة الأشجار وتدفق المياه. حدثني الفقيه أبو الربيع سليمان الملتاني أن جبل زكار مطل على المدينة، وطول الجبل أكثر من فرسخ، ومياه المدينة تتدفق من سفحه، وهذا الجبل لا يزال أخضر صيفاً وشتاء، وأعلى الجبل مسطح يزرع، وبقرب المدينة حمامات لا يوقد عليها ولا يستقى ماؤها، بنيت على عين حارة عذبة الماء يستحم بها من شاء.-آثار البلاد و الأخبار-
مدينة في أحواز أشير من أرض المغرب بين تنس والمسيلة وبقرب نهر شلف، وهي مدينة رومية فيها آثار، وهي ذات أشجار وأنهار تطحن عليها الأرحاء، جددها زيري بن مناد وأسكنها ابنه بلكين، وهي عامرة ومشرفة على جميع ذلك الفحص الذي فيه بنو واريفن وغيرهم، وهي عامرة آهلة، ولها آبار عذبة وسوق جامعة.
وبقعتها كريمة ومزارعها خصيبة، ونهرها يسقي أكثر مزارعها وجناتها، ولها أرحاء على نهرها، ولأقاليمها حظ من سقي شلف، وعلى ثلاثة أميال (منها جبل وانشريس .
وعلى مليانة لقي أبو بكر ابن الصابوني الشاعر السلطان أبا زكريا ملك إفريقية، كان هاجر إليه من الأندلس وركب البحر، وخرج في ساحل الغرب الأوسط، ولقي عسكر السلطان على مليانة فنظم قصيدة وتعرض بها في جهة خيام خدام السلطنة، فمن العجائب أن لحظه السلطان بعينه فقال للحاجب: إن صدق ظني فذاك الشخص الذي من صفته كذا الناظر إلى جهتنا هو ابن الصابوني الشاعر، فسر إليه برفق واسأله، فإن كان هو ومعه قصيدة فيحضر بها وينشدها، فكان الأمر على ما قدر السلطان، وحضر وأنشد قصيدة أولها:
الله جارك في حل ومرتحل ... يا معلياً ملة الإسلام في الملل
فسرت والسعد يدعوني وينشدني ... إن السعادة في مليانة فمل فلما أتمها أمر بإنزاله، وأنعم عليه بخمسمائة دينار، وصحب العسكر إلى حضرة تونس-الروض المعطار في الخبر
هي من أشهر المدن التاريخية تأسست في العهد الروماني على يد الأمبراطور
" أوكتافيوس " بين عامي 25 و 27 ق.م.
و قد وصفها الإدريسي بقوله: " مدينة مليانة كدرة مستندة على جبل زكار "
2/ المرحلة الممتدة من ظهور الإسلام إلى الفترة العثمانية
العهد الإسلامي:
لقد برزت الأهمية الحقيقية للمدينة في العصر الإسلامي عندما أعاد " بولوغين بن زيري" و هو من أشهر أمراء صنهاجة حيث ساهم في بناء مدينة مليانة و جعلها عاصمة سياسية على جزء كبير من بلاد المغرب الكبير حيث شهدت إزدهارا مرموقا في الزراعة و التجارة مما جعل الشريف الأدريسي في كتابه: " نزهة المشتاق" يقول:« و هي - أي مليانة - مدينة صغيرة حصينة على نهر صغير عليه عمارات متصلة و كروم بها من السفرجل كل بديع و لها سوق و حمام و سوقها يجتمع إليه أهل الناحية، و قد تردد عليها الرحالون فأجمعوا على محاسن الموقع و كثرة المياه و رخاء العيش، فهي من أخصب بلاد إفريقيا و أرخسها أسعارا و حولها تعيش قبائل كثيرة من البربر ».
العهد العثماني:
كانت منطقة مليانة في العهد التركي تابعة لبايلك الغرب و عاصمته " مازونــــــة " و قد أدرك الأتراك أهمية منطقة ملياتنة الإستراتيجية و ذلك لكونها تشرف على الطريق الواصل بين الجزائر و مدن بايلك الغرب مثل: تلمسان، مستغانم، و وهران فأسكنوا بضواحيها قبائل المخزن، غير أن سكان الناحية و هم ريغة كثيرا ما خرجوا و ثاروا على الحكم الجديد و من أشهر الثورات ثورة بوطريق سنة 1944 م و قتل فيها حاكم الترك بمليانة.
إحتفظت المدينة بمكانتها طيلة العهد التركي، إذ ينزل بها المسافر عابر البلاد من المشرق إلى المغرب أو العكس طلبا للراحة أو متشوقا للإطلاع أو الإكتشاف، و من أشهر علمائها الولي الصالح سيد أحمد بن يوسف 931هـ - 1526 م
\
3/ مرحلة الإحتلال الفرنسي 1930-1962:
المنطقة في عهد الأمير عبد القادر:
إتخذ الأمير عبد القادر مليانة حصنا له و ذلك سنة 1835 و عين عليها خليفته محي الدين الصغير ما بين سنة 1835 إلى سنة 1837 و بعد وفاته عين مكانه محمد بن علال بن مبارك و ظل خليفة عليها إلى أن إستشهد بالغرب الجزائري في 11/11/1843.
و أنشأ الأمير عبد القادر بمنطقة مليانة منشآت حربية نذكر منها: مصنع الأسلحة منها البنادق، الرماح، و كانت المادة الأولية تستخرج من منجم زكار، و كان يسير هذا المصنع بعض الأسرى الفرنسين و ظلت منطقة عين الدفلى مستقلة و لم يتم غزوها من قبل الفرنسيين إلا في 08-06-1840 حيث قاد الماريشال فالي حملة عسكرية غير أنه قوبل بمقاومة شعبية عنيفة شاركت فيها كل قبائل المنطقة تحت قيادة الخليفة محمد بن علال و ألحقت بالجيوش الفرنسية خسائر معتبرة في الأرواح و العتاد و هذا بإعتراف القائد الفرنسي كاستيلا الذي قال: " تلقى الجيش الفرنسي أشد الخسائر أكثر من أي حملة فرنسية في بلاد إفريقيا".
و في سنة 1841 قاد الجنرال " بيجو " بنفسه حملة عسكرية على منطقة مليانة، و كان الأمير بصحبة خليفته محمد بن علال قد أعد العدة لصد هذا الهجوم، حيث تمكنت قواته النظامية و الشعبية من التصدي لهذا الهجوم و إلحاق هزيمة نكراء بالجنرال " بيجو " و عساكره و قد وصف أحد قادة العدو هذه الواقعة فقال: " و هذه أول هزيمة وقعت بالماريشال " بيجو " منذ ولايته على الجزائر.
دور المنطقة في الثورات الشعبية بعد مقاومة الأمير عبد القادر:
لم تتوقف المقاومة الشعبية بالمنطقة بعد مقاومة الأمير عبد القادر حيث شهدت عدة إنتفاضات شعبية عارمة ضد المحتل الغاضب، و من أشهرها إنتفاضة بني مناصر بمنطقة شمال مليانة بالقرب من شرشال "14 جويلية إلى 21 أوت 1871 " بقيادة الشيخ محمد البركاني و التي إستعمل فيها العدو أبشع الوسائل لقمعها، ثم إنتفاضة عين التركي بمنطقة حمام ريغة سنة 1901 بقيادة الشيخ يعقوب التي كانت كرد فعل على سياسة الظلم و الغطرسة، حيث أسفر الهجوم على أسر قائد المنطقة العسكري، إلا أن ألقي على الشيخ يعقوب القبض و حكم عليه بالسجن المؤبد، بينما حكم على أتباعه بأحكام مختلفة كما عوقبوا بسلب أراضيهم و أموالهم و نفي بعضهم إلى الصحراء.