أطلقها نشطاء بالتزامن مع ذكرى النكبة
بالصور.. حملة إلكترونية لمنع تشويه الكوفية الفلسطينية
الفلسطينيون اتهموا إسرائيل بمحاولة سرقة تراثهم
غزة – نور أبو عيشة
أطلقت مجموعات شبابية فلسطينية صفحةً على موقع "فيس بوك" دعوا من
خلالها إلى الاحتفال بالذكرى الـ63 للنكبة بصبغة فلسطينية كاملة؛ عبر
ارتداء "الكوفية الفلسطينية" في الفعاليات المتعلقة بالحدث داخل وخارج
الأراضي المحتلة.
وتأتي هذه الصفحة بالتوازي مع انطلاق دعوةٍ تحمل شعار "لا لتشويه وسرقة الكوفية الفلسطينية" على "فيس بوك".
ويرى القائمون على الصفحة التي حملت اسم "دعوة لارتداء الكوفية الفلسطينية
في ذكرى النكبة"، أن هذه الذكرى تمثل الوقت الأنسب لإعادة إحياء التراث
الفلسطيني، وفي نفس الوقت بداية "خصبة" لإعادة نشر الكوفية الفلسطينية غير
المُدلّسة.
وقال أحمد أبو السعود مدير الصفحة -في تصريح لـmbc.net -: "إن الدعوة
لارتداء الكوفية الفلسطينية البيضاء المرقطة بالأسود، جاءت استنكاراً
لارتداء الكوفيات ذات ألوان الطيف السبعة، التي لا تمتّ للكوفية الفلسطينية
بصلة".
وأوضح "ما يؤلمُك حقاً، أن ارتداء الكوفية ذات الألوان غير الأسود والأبيض
والمصنّعة خارج فلسطين بهدف التجارة والربح، باتت توضع من قبل شبان
فلسطينيين أُسوة بالفنانين الأجانب وتماشياً مع ما يسمى بـ"موضة العصر"،
بينما كانت وما زالت الكوفية الفلسطينية رمزاً للنضال ورفض الذل.. وبذلك
فإن الجمع بين الهدف من ارتدائها (تقليد الفنانين) والرمز الحقيقي لها،
يُعدّ بمثابة تشويهٍ للقضية الفلسطينية".
أما مؤسس صفحة "لا لتشويه وسرقة الكوفية الفلسطينية" سامي درابيه فأعرب عن
أسفه الشديد على صمت العالم المريع تجاه سرقة "إسرائيل" رموز القضية
الفلسطينية ونسبها لنفسها.
وقال "لقد جرد اليهود التاريخ من أيّ تراثٍ يفتخرون به أو يورثونه
لأحفادهم، وهذه ليست أولى سرقاتهم، ففي السبعينيات من القرن الماضي، فرضت
شركة العال الإسرائيلية للطيران الزي الشعبي للفلسطينيات كزي خاص للمضيفات،
وجاءت هذه الحملة كنوعٍ من الترويج على أنه الزي الخاص بالتراث
الإسرائيلي"!!.
وكان مصممو أزياءٍ إسرائيليون قبل فترةٍ من الزمن أسسوا لكوفيةٍ شبيهة
بكوفية الفلسطينيين بيد أنها وبدل شكل المعين بين الخطوط، تتربع نجمة
داوود، وفي أخرى علم إسرائيل.. كل ذلك في ظل صمت عربي ودولي مطبق.
الكوفية.. ثقافة
وعلى صفحة "دعوة لارتداء الكوفية في ذكرى النكبة" قال الناشط عرفات
محمد، إن فعاليات النكبة هذا العام كانت مميزة، وأحيت قضية "فلسطين" من
جديد، داعيا إلى تعزيز "ثقافة ارتداء الكوفية".
فيما نشرت Noor Heart قصيدة "كوفية فلسطينية" للشاعر المصري ياسر أنور.
أما أبو قصي، فنشر صورتين، الأولى للرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو يرتدي
الكوفية، وصورة رئيس الوزراء في قطاع غزة إسماعيل هنية وهو يرتدي ذات
الكوفية، وعلق تحت صورة عرفات قائلا:" فلسطين من بعدك تبكي"..
فيما وضع مشرفو الموقع بعض المشاركات، ومنها: "الكوفية الفلسطينية رمزاً
عالمياً لكسر القيود والتمرد على الظلم"، و"الكوفية (الحطة) التي تعتبر
أبرز رمز مرتبط بالقضية الفلسطينية"، و"فأينما رفرفت الكوفية الفلسطينية،
رفرفت قيم العدالة والتحرر وحقوق الإنسان".
و"الكوفية وبنقشتها كـ(شبك وأسلاك شائكة) كانت تذكر بالفلاحين والاضطهاد
الطبقي من (الأفندية) ثم بالاضطهاد القومي من الإمبريالية والصهيونية..
لتذكر وترمز لاحقا" إلى الثورة الوطنية والنضال الأممي وإلى الرفض لما هو
سائد والنضال لتغييره".
لا لتشويه الكوفية
أما عبر صفحة "لا لتشويه وسرقة الكوفية الفلسطينية"، فقد أشاد نشطاء
بفكرة الصفحة، نظرا لتفشي الظاهرة، وانتشار الكثير من أشكال الكوفيات
المقلدة، وعزوف الشباب عن لبس الكوفية الأصلية.
فيما اختلف لؤي السك مع ليلي سعيد في قضية لبس الأجانب للكوفية الفلسطينية،
وللكوفيات المشابهة لها، حيث رأى السك، أنه لا يوجد أي تشويه أو سرقة في
هذا الأمر، بل هو أحد مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني.
من جانبه قال أحد المشرفين على الموقع: "إسرائيل ليست فقط من تسيء للكوفية
الفلسطينية.. بل نحن.. من خلال الترويج ولبس أشياء تسمى بالكوفية والكوفية
منها براء".
كوفية النضال
ومن جهةٍ أخرى أكدت الناشطة الفلسطينية في المجموعات المحافظة على
التراث الفلسطيني تغريد جمعة أن الكوفية الفلسطينية هي رمز النضال
الفلسطيني، وارتدتها كل الفئات بكافة المراحل.
واتهمت الإعلام الغربي بسرقة الرمز الفلسطيني وتحويله لرمز إسرائيلي شعبي..
ونصحت الناشطة الفلسطينية الشباب الفلسطيني بالابتعاد عن الموضة والكوفيات
الملونة، معتبرة ذلك من أولى الخطوات للحفاظ على التراث الفلسطيني.
رمز للرجولة
الحاج عاهد التوم (76 عاماً)، الذي يقطن مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع
غزة يرى أن الكوفية الفلسطينية تعني لكبار السن الفلسطينيين (الثورة
والعزّة والكرامة)، مضيفا: "قديماً كان من يبلغ سن الثامنة عشر عاماً
يرتديها".
واستدرك موضحاً أن الكوفية الفلسطينية معروفة منذ القدم بلونيها الأسود
والأبيض، "وكان آباؤنا يلبسونها أثناء مقاومة البريطانيين لإخفاء ملامحهم،
والفلاحين أيضاً استعملوها لوقايتهم من حر الشمس وتجفيف عرقهم، أما ما نراه
اليوم من ألوان مختلفة للكوفيات هي محض ترفٍ لا علاقة له بالتراث
الفلسطيني".
وعلى العكس ترى سها القيق (18 عاماً) من مدينة القدس أن ارتداء الكوفية
ذات اللون الأحمر أو الأصفر أو الأخضر تماشياً مع عصر الموضة العالمية
وتعطي من يرتديها نوعاً من الأناقة والموضة.