لمحة موجزة
عن البيض, السماء, الأعمدة والأرض
تصف الأعراف والأساطير الصينية العالم بأنه كالبيضة التي تقف على رأسها, وتشكل السماء جزءًا من هذه البيضة, وهي تبدو كالجفنة المقلوبة. تطفو الأرض كالصفار (المح الأصفر في البيضة), داخل المحيط القديم الذي يملأ نصف القشرة الثانية. يعيش في داخل البيضة مارد يسمى-فان-كو. رغم حجمه الضخم يواصل المارد في النمو حتى تتهشم قشرة البيضة فتبتعد السماء عن الأرض. بعد وفاة المارد يتحول رأسه الى جبل مقدس, وتتحول عيناه الى قمر وشمس وتصبح شعراته أساسًا للشجر.
لماذا لا تسقط السماء على رؤوس الناس؟ في الأسطورة الصينية نجد أن الجواب بسيط جدًا: توضع السماء على الأعمدة. لقد اعتقدوا أن الأرض مربعة, ترتفع من زوايا رأسها عمود تستند عليه السماء. أما السماء فشكلها دائري ومحورها هو كوكب الشمال, تدور حوله السماء وبقية الكواكب والنجوم. كادت السماء ذات يوم أن تقع وتهوى, ترى ما الذي جرى؟ غضبت المسخ الوحشية كونج كونج كثيرا جدًا لأنها لم تنجح في السيطرة على الكون. فسارعت بالهجوم على العمود الشمالي الغربي الذي استندت عليه السماء. أهتز العمود وارتعد في كل الإتجاهات دون أن ينهار. غاصت السماء بسبب اهتزاز العمود, أما الأرض فقد مالت ومادت الى الجوانب وكذلك تحركت الشمس والنجوم. ومنذ ذلك الحين تدفقت أنهار الصين الكبيرة في الإتجاه الشمالي الغربي.
نجد في الأساطير الهندية أن أساس العالم هو بيضة ذهبية وفضية, وأن أصل السماء شظية ذهبية من البيضة أما الأرض فأصلها شظية فضية من البيضة.
الزلازل والبراكين
تروى الأسطورة السيبيرية أن ماردًا من الجن هو الذي يمسك الدنيا ويرفعها براحة يده, وحين ترتجف في بعض الأحيان يدا هذا الجني العجوز جدًا, تحدث في الكرة الأرضية هزة أرضية .
يعتقد الناس الذين عاشوا في مدغشقر أن الأرض والسماء هما رجل وزوجته, ويحدث أن يختلفا ويتشاجرا مثل جميع الأزواج, وأحيانا عندما يشتد وطيس الخلاف بينهما, يقذف الزوج السماء على زوجته- الأرض, سيلا من الماء والحجارة. كما أن للزوجة- الأرض ردود فعل خاصة بها. فهي ترتجف وترتعد بقوة عندما تغضب أو تقذف زوجها بلهب البراكين وحممها. تهب الآلهة بالطبع لإحلال السلام بينهما, ولكن يصعب عليها إزالة ندوب وآثار المعركة القاسية التي أصابت الأرض, لتصبح هذه الندوب, هضابا وسهولا ووديانا.