بعد منتصف الليل

...

وقفت حائرة" أمام نافذتي ...

أتأمل في زجاجها المكسور ...

الليلُ يلفني بسواده المنسدل من السماء...

والمطرُ يهطل ببطء معانقا" أوراق الأشجار ..

انظر الى نفسي ....

لا أحلام تداعب خيالي

.. ولا أفكار ترضى أن تدخل ذهني ...

أحاول أن أستعيد ذاكرتي عبثا" أحاول ...

عبثا" أجرب ...
سكونٌ قاتل ... حيرةٌ مزعجة ....

قلقٌ واضطرابٌ ملامس لمشاعري ...
لا أدري ماذا يحدث بحالي ..

حاولت النوم لم استطع ...

بعد لحظات من الصمت المخيف ...
أحسست بشعور لم آلفه من قبل

...كان ليلا" لم أعشه من قبل ...
لا أعرف كيف أصف ما حدث

... لا أعرف كيف أصف ذلك الصوت النّدي

الذي لامس أُذنيّ برقة متناهية ....
صوتٌ بطيف ملائكي ..

نورٌ اخترق ظلمة ليلي الموحش ..

حرّك سكوني .. وأيقظ بداخلي

إحساس لم أعرفه من قبل ..

إحساس ..أفقدني لغتي وكلماتي ..

أفقدني الإحساس بالبرد في ليلة ماطرة .

. ليصبح الدفء متراقصا"

حولي ككرة من نار ...

دفءٌ هزّ مشاعري بدقائق صمتي ...

أطلقني ... وأخذني الى حيث لا أعلم ...

وكأنني طير ملك حريته أخيرا"

بعد طول معاناة ولكن

لكل شيء موعد ..

ولكل بداية نهاية ...

ما إن بدأت ولادة نهار جديد ..

حتى أخذ طيفهُ يختفي رويدا" رويدا" ...

وأعود أنا لأسكن حيرتي من جديد وسكوني من جديد

لكنه سيبقى في ذاكرتي حيا"

... وسأعود لأنتظر ليلا" جديدا"

علّني أراه مرة" أخرى..

وأسرق اللحظات لكي أبقى بقربه