لخياطة
الخياطة التي كانت ولا زالت فضاء للإبداع، ورغم صمودها أمام غزو الملابس الجاهزة الحديثة بدأت تتأرجح بين اليسر والعسر، والسبب في ذلك الخياطة التقليدية في المحلات السرية كالبيوت حيث ان المحلات تقدم الإنتاج بأثمنة زهيدة قد يفضلها المستهلك دون مراعاة مقاييس الجودة.
وعن كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية السيد ( حسن الماعوني) يشغل القطاع أزيد من 2 مليون عامل، وفيما يخص النمطية الاجتماعية كان ظهير 1972 قد أشار إلى أن مقتضيات هذا الظهير سوف تطبق على القطاعات الأخرى لكن بعد متابعة خصوصية هذه القطاعات طبق العكس فضاء مرسوم 93 الذي أعلن عن تطبيق ظهير 72 بدون اعتبار خصوصيات كل قطاع، لكن وقع مشكل منذ ذلك الوقت لأن الظهير يقول بأنه لابد أن نأخذ بعين الإعتبارهذه الخصوصيات وتم تكوين لجنة لذلك ومنذ عام ونصف على الآن ظهير قانون جديد لتنظيم الحرف، وهذا القانون موجود الآن بالكتابة العامة للحكومة. هذا القانون ينظم الحرفيين على ثلاث مستويات:
فهناك كصانع تقليدي عادي ، وماهر تم معلم.
كما نسجل حاليا وجود الضمان الحرفي الذي ينظم 30 الف منخرط وإمكانية تأمين الرأسمال والمردودية من طرف الحرفي وهناك أيضا دراسة لتوسيع مجال هذا الأخير إلى تأمين صحي.
مشكلة الاستثمار في قطاع الخياطة
في غياب جواب كاف لغياب مشكل الاستثمار في قطاع الخياطة فإن بعض الوحدات الحرفية تكابد من اجل بقاءها.
ومن شروط الإستثمار في قطاع الصناعة التقليدية فإن أحد المستثمرين في القطاع يؤكد قائلا: للإستثمار في القطاع لابد من الشروط التالية:
* حب الصناعة التقليدية.
* وجود وسط يمكن أن يضمن بقاء المستثمر
* وجوب إحداث التشريعات تحفيزية تشجع الصانع على الاستثمار
* وجود المهارة والبيئة.
و البقاء للأقوى والأصلح حيث أن من مكمن القوة التي تتوفر لدى الصانع التقليدي الشاب والمقاول نجد : معرفة دقيقة بخفايا السوق ، معرفة تمكن من رصد الحاجيات و ملامسة مطامع أذواق الزبناء
موت بعض الصناعات التقليدية
إن من الملاحظ بالنسبة لبعض الحرف التقليدية، هو لحظات الموت البطيء الذي قد يزحف باتجاهها ( كالمشطاطة واللبادة).
ولا يملك الممتهنون لهذه الحرفة حاجزا قادرا على وقف مدى الاحتضار لكن في المقابل تشجيع التكوين وتحسيس شروط التمويل و إحداث فضاءات الإنتاج والتسويق وكذا إنعاش التصدير عوامل أساسية للحفاظ على الحرف التي قد تندثر وتصبح في خبر كان.
أما الحرف الأخرى فحاجتها إلى الدعم والتقوية ضرورة دون إغفال جانب الاجتماعي للصانع التقليدي وبدون إنجاز هذه الخطوات فإن الحاجة وقسوتها تدفع بعض الحرفيين في هذا القطاع إلى تركها وربما نحو مجالات عمل أخرى دون مراعاة نوعها.
وخير ما نختم به هذا الملف شهادة حرفي ترعرع بين دراع الصناعة التقليدية: الصناعة التقليدية مدرسة وطنية تربي الفرد على الطموح والعمل والحفاظ على تراث البلاد.